خالد الصاوي وأحمد حلاوة في مسلسل «على كف عفريت»
استطاع خالد الصاوي الوصول إلى مكانة فنية خاصة، عبر العديد من الأدوار المتميزة حتى وصل إلى أعلى سلم النجومية، واستطاع أن يحقق التوازن بين نجومية التلفزيون ونجومية السينما، والصاوي بدا سلم الفن من أوله وصعده خطوة خطوة، حيث بدأ حياته الفنية بخطوة مهمة ساهمت في تشكيل أدواته الإبداعية، وهي مشاركاته في المسرح المستقل أو الحر في الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن الماضي، وهو مشغول حاليا بتصوير المشاهد الأخيرة من مسلسله «على كف عفريت»، كما انتهى من تصوير فيلم «الحرامي والعبيط» ويستعد لمشاركة كريم عبدالعزيز بطولة فيلم «الفيل الأزرق».
محمد قناوي - عن تفاصيل مسلسل «على كف عفريت» قال الصاوي: المسلسل تأليف يحيى فكري، ويشاركني البطولة كندة علوش ونجلاء بدر وأحمد وفيق ومحمد أبو داوود واحمد حلاوة ومحمد الشقنقيري ولانا سعيد ولي لي قاسم ويوسف فوزي ونهير أمين، وإخراج كمال منصور في أول تجربة درامية له وأقدم شخصية «فاضل أبو الروس»، وهو عاشق للاختلاط برجال المال والأعمال والعيش داخل دوائرهم، خاصة في أعقاب ثورة 25 يناير، بعد أن انتاب هذه الطبقة حالة من القلق على المستقبل، وفاضل ينال اهتمام العديد من أبناء تلك الطبقة بما لديه من قدرات شخصية تجذب هذا العالم له فيعيش وسط مجتمع جمعته مصلحة واحدة وحالة واحدة.
محاكاة الواقع
وأضاف الصاوي: هذا العمل كان مقررا أن أقدمه في رمضان الماضي، ولكن لأننا بدأنا التصوير في وقت متأخر بعدما قمنا بعمل بروفات كثيرة على العمل، ونظرا للظروف التي مرت بها مصر، توقفنا أكثر من مرة فلم نلحق بالشهر الكريم، وتم اتخاذ قرار بتأجيله فتوقفنا عن التصوير خلال شهر رمضان، وعاودنا العمل في المسلسل بعد العيد وانتهينا من تصوير عدد كبير من المشاهد ربما يصل إلى 90 في المئة.
وأشار إلى حرصه الدائم على تقديم أدوار جديدة في مضمونها وتركيبتها، موضحًا أن الفن له دور كبير في محاكاة الواقع الذي نعيشه، معتبرًا أن التدقيق في الاختيارات الفنية ضرورة.
وعن إمكان قيامه ببطولة عمل فني يرصد ثورة 25 يناير قال: الثورة عندما تحقق أهدافها ويشعر بها المواطن المصري يمكن التفكير في تقديم عمل فني قوي يستعرضها بكل جوانبها.
«الحرامي والعبيط»
ونفى أن تكون شخصيته تغيرت بعد نجاح أعماله في الفترة الماضية، مشيرًا إلى أنه إنسان بسيط ومتصالح مع نفسه، وشخصيته ومواقفه لا يمكن أن تتغير.
كما أنه يحاول الاقتراب دائمًا بأعماله من نبض الشارع. وقال إن فيلمه الجديد «الحرامي والعبيط» الذي يشارك صديقه خالد صالح بطولته، بالإضافة إلى روبي وعايدة عبدالعزيز وضياء الميرغني وسيد رجب، وتأليف أحمد عبدالله، وإخراج محمد مصطفى يلخص ما يحدث في مصر الآن.
وأضاف الصاوي: الفيلم ربما يحمل روحا كوميدية ومن دون الخوض في تفاصيل قصته يبرر ما يحدث حاليا، ويؤكد أن العبيط دائما هو من يقوده السارق ويحركه من دون وعي ويستغله وهذه رسالة نريد أن نوجهها من خلال الفيلم فلا يجب أن يكون بيننا عبيط يُستغل من قبل آخرين.
وأوضح أنه سعيد بالفيلم لأنه يجمعه برفيق عمره وصديقه خالد صالح، حيث قدما من قبل أعمالا مسرحية كثيرة، لكن لم يجمعهما عمل سينمائي باستثناء «عمارة يعقوبيان» والذي لم تجمعهما مشاهد فيه.
«الفيل الأزرق»
وعبر الصاوي عن سعادته بالعودة للعمل مع صديقه كريم عبدالعزيز من خلال فيلم «الفيل الأزرق». وقال: تربطني صداقة مع كريم، وسبق أن عملنا سويا في فيلمي «الباشا تلميذ» و»ابو علي» اللذين حققا نجاحا وسعدت بترشيح المخرج مروان حامد لي للعمل معه في فيلمه الجديد، الذي كتبه أحمد مراد، ويشاركنا بطولته نيللي كريم، وفيلم «الفيل الأزرق» هو رواية أصدرها أحمد مراد منذ عدة أشهر وحققت مبيعات كبيرة وأقوم في الفيلم بدور «شريف» المريض النفسي وصديق «يحيى» البطل في الفيلم ويتهم بقضية قتل يصاب على أثرها بمرض نفسي لينقل إلى مستشفى الأمراض العقلية ويتحول إلى مريض خطر عقب قتله لطبيب بالمستشفى.
ونفى الصاوي أن نجاحه كنجم تلفزيوني يجعله يرفض البطولات الجماعية وقال: أنا متعاقد مع نفسي قبل أن أتعاقد مع الجمهور على أن أقدم أعمالا جيدة بصرف النظر عما إذا كانت بطولات جماعية أو فردية.
طاقات إبداعية
وأشار الصاوي إلى أن التنشئة الاجتماعية له كان لها دور في تعدد مجالاته الإبداعية، فهو مخرج وسيناريست وشاعر ومُلحِن وناقد ومترجم وثائر وناشط حقوقي، وقال: للتنشئة دور مهم في تنمية الموهبة أو وأدها، والأسرة أدركت في الأعوام الأخيرة أهمية تدعيم المواهب والطاقات الكامنة لدى أبنائها، وربما لم يكن ذلك متاحاً بصورة كبيرة في الماضي، لكن الصورة الآن أفضل. وبالنسبة لي تربيت منذ طفولتي على حرية الفن، فنشأت محباً للرسم والرقص الشعبي والشعر، ثم المسرح والموسيقى، ثم التمثيل، ووجدت دعماً من أسرتي لتنمية ميولي ومواهبي، وهذا ساعدني كثيراً على أن أكون خالد الصاوي الذي تعرفونه حالياً كفنان وشاعر ومخرج ومؤلف مسرحي وكاتب ومغنٍ وعازف عود، وقد أفادتني دراستي في كلية الحقوق.
وعن رؤيته لوضع الفن المصري خاصة بعد تعرض عدد من رموزه لأحكام قضائية، قال الصاوي إن استهداف الفنان عادل إمام وباقي المبدعين سواء وحيد حامد أو لينين الرملي أو شريف عرفة أو محمد فاضل وغيرهم، لا يعبر إلا عن هجمة انتقامية عنيفة من تيار بعينه يسعى إلى تحريك مثل هذه الدعاوى، حتى يوجه رسالة معينة للفنانين.
الفن والسياسة
أكد خالد الصاوي، أن عمله كناشط سياسي لن يشغله عن فنه، قائلاً: أحاول التنسيق بين عملي كفنان ونشاطي كسياسي، ولدي مدونتي الخاصة وأكتب عليها كل آرائي، ومواقفي واضحة، ولا أحب الحلول الوسط، وأرفض منطق «الإمساك بالعصا من المنتصف» ولا أغضب حين يقال عن آرائي إنها حادة جداً لأن هذا وصف دقيق وأعتز به، فأنا أقول ما أقتنع به وأؤمن بدعم الثورة بلا مساومات.
ساحة النقاش