علي بن جابر بن سالم الفيفي

 
بسم الله الرحمن الرحيم
هو وليي وبه أستعين 
الوليدان والوليد بن المغيرة (1-2)

 
كاتب السطور يؤمن إيمانا تاما بحقيقة المؤامرة , المؤامرة على الجيل المسلم في كل مكان بلا استثناء , وتزداد المؤامرة قوة ونشاطا كلما اقتربت من المجتمعات الأكثر محافظة . 
ويحلو للبعض في كل مجلس يسمع فيه من يتحدث عن المؤامرة أن يصم المتحدثَ بأنه مصاب بمرض عقدة المؤامرة ! ولا أدري كيف لعين تبصر وقلب يعقل ورأس يفكر أن يخفى عليه حقيقة هذه المؤامرة التي أثبتها القرآن الكريم أولا " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " وعبر القرون ومنذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة والعدو يتفق ويقف صفا واحدا لغرض واحد ؛ وهو هدم الإسلام وإضعاف المسلمين , فكل الخلافات تختفي وتحل الوحدة لدى الأعداء في سبيل عدو أكبر اسمه الإسلام !.

وكل ما يخطر على بال الشيطان من خواطر خبيثة للقضاء على الإسلام وقوته وانتشاره ؛ تم استخدامه من العدو ضد الإسلام والمسلمين ! وكان أشهر ما استخدمه العدو ؛ الحروب الصليبية التي عاثت فسادا في بلاد المسلمين وانتُهكت فيها الحرمات وقُتل الأبرياء وأٌنشئت فيها محاكم التفتيش , وغير ذلك من الجرائم التي لا تزال وصمة عار ينحتها التاريخ في جبين الحضارة الغربية المزعومة .
ثم أدرك الغرب بعد طول تجربة , أن الإسلام دين لا يزداد إلا قوة في نفوس أتباعه , متى ما كانت محاولة التغيير تأتي بطريق القوة والإرغام , فالإنسان بطبعه لا يرضى أن يُرغم على فعل شي ويُجبر عليه وسيظل مُحافظا عليه لشعوره بأهميته وأن وجوده الحقيقي يتوقف على تمسكه به , هذا الإنسان بطبعه الفطري ؛ فما بالك إذا كان هذا الشيء الذي يُراد له أن يزول ؛ هو دينه الذي يعطيه القيمة الحقيقية في حياته ويميزه عن بقية الكائنات الأخرى ؟ 
عندما أدرك الغرب أن الحروب ومحاولة التغيير عن طريق الاستعمار لا تُخرج إلا جيلا قويا يزداد تمسكا بدينه أو على الأقل يزداد بُغضا لعدوه الذي يستعمره ويأكل خيراته ؛ انطلق الغرب الكافر في طريقته الجديدة لتغيير العقول , وهذه الطريقة هي الطريقة الأنجع والأقوى على الإطلاق ! كما أنها الأقل خسائراً والأكثر أرباحا في آن واحد !
وتستند هذه الطريقة غالباً على الإعلام , والإعلام – كما هو معلوم – في هذا العصر ؛ القوة الأكثر تأثيرا وتغييرا من جميع وسائل التأثير والتغيير بلا استثناء , وهو الجيش الأقوى في العالم , فمن يمتلك زمامه ويسيطر عليه فهو المسيطر الحقيقي على القوى العالمية .
والسر في هذا أنه عن طريق الإعلام يستطيع المُتحكم أن يُلقي على المتلقي وهو في بيته ما يريد أن يُلقي من أفكار وتصورات من غير إجبار ولا معارك ولا حتى إراقة نقطة دم واحدة , بل يستطيع أن يُملي ما يريد في قالب من الإغراء والإقناع ليس له مثيل سابق , يجعل المُتلقي يلتهم ما يُقدم إليه من غير خوف أو تردد , بل ربما بحب وشغف .
إلا أن هذا الاتجاه الغربي في التأثير على المجتمعات الإسلامية ؛ لن يقوم بأي حال عن طريق مقدمين أو مستثمرين من نفس اللون الغربي , وإنما يحتاج بالدرجة الأولى , إلى فئة من الناس يتحدثون حديث المُجتمع المستهدف ذاته – أعني المسلم – ويتكلم لغته ويلبس لبوسه ويعيش حياته ويكون من ذات اللون ومن نفس البيئة ! إذ عن طريق هذه الفئة يتم للعدو من النجاحات وتحقيق الغايات الشيء الكثير والكبير , لأن هذه الفئة ستكون أعرف بما يؤثر على المشاهد والقارئ والسامع العربي والمسلم , وما الذي يؤثر فيه وما الذي سيسهم في إضعافه , وماهي الطرق التي ينبغي أن يسلكها العدو في تحقيق مآربه بعيدا عن ملاحظة المُشاهد المُستهدف !
ولا يخلوا زمان ولا مكان من وجود خونة يُمهدون للعدو الطريق , وهذا فوق أنه واقعٌ مُشاهدٌ اليوم ؛ فهو معلوم عبر التاريخ والعصور .
وبعد ... فالحديث اليوم يتوجه إلى اثنين من هذه الفئة التي أوجدها الغرب وزرعها في مجتمعاتنا المسلمة , التي أبت أن ترضخ لفكر العدو رغم ما عانته من آلام وجرائم يخجل التاريخ أن يذكرها لبشاعتها ! 
ومن التوافق هنا أن كلا الاثنين يحملون ذات الاسم إضافة إلى حملهم ذات الفكر ! ومن التوافق أيضا أن لهؤلاء سابق ذكره الله في قرآنه بقوله عنه " وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا " 
أعني بهم الوليد الإبراهيم والوليد بن طلال !
أما الأول فهو المالك لقنوات الام بي سي وباقي باقاتها بما فيها قناة العربية الإخبارية التي ولدت بالتزامن مع غزو القوات الأمريكية إلى عراق الرشيد !
وأما الثاني فهو مالك قنوات روتانا , وقريبا سيتم الإعلان عن قناته الإخبارية التي أحضر لإدارتها رجلا عُرف بوقوفه في صف التغريب من أيام شُغله لإدارة جريدة الوطن – جمال خاشقجي – 
ومع أن باقة روتانا كانت هي الأول وجودا من باقات الام بي سي إلا أننا سنبدأ الحديث عن قناة الام بي سي بصفتها حديث الساعة , والأكثر رواجا في بيوت المسلمين .
MBC هو اختصار لـ Middle East Broadcasting Center والتي تعني :- مركز تلفزيون الشرق الأوسط .

في عام 1991 انطلقت قناة الام بي سي في طريقها الذي رسمه وأوجده العدو منذ انطلاقتها إلى يومنا هذا , استمرت القناة على هذا المنوال لفترة ليست بالقصيرة , وكانت في بداياتها تهتم بوضع برامج إخبارية وترفيهية تجذب المتابع العربي عموما والمسلم خصوصا , وبعد انطلاقتها بثلاثة أعوام أطلقت المحطة محطتها الإذاعية ام بي سي اف ام والتي أصبحت الآن شيئا عاديا لا يُثير التساؤل أو الاستغراب عندما نسمعها في سيارة أي أحد من الناس , وعبر هذه الإذاعة كانت تُهدى الأغاني , ويتم التصويت على الفنان المميز , وتُطرح قضايا مُعينة وتتم مناقشتها من المتابعين والمُتابعات , ويبدأ المُتصل والمتصلة غالبا في بداية كل اتصال بشكر المُقدم على جمال أسلوبه وبحة صوته ! يصحب ذلك بعض الضحكات التي تأتي حسب ضوابط الشريعة بالطبع ! وربما تحمست الفتاة فغنت أغنية من الأغاني التي حفظتها في الكتاتيب ! وكل هذا من البراءة والعفوية التي ينبغي ألا نلتفت إليها وألا نحملها مالا يُحتمل !!
إلى عام 2000 تقريبا والقناة تسير على هذا المنوال وتكسب أكبر عدد ممكن من المتابعين في غفلة كبيرة عن المُراقب سواءً الداعية أو المسئول الذي حمله الله أمانة رعيته ! بل ربما أسهم البعض في دعمها إما بفتوى أو ثناء على شخص صاحبها , وربما .. بل حصل هذا ؛ أن قام المسئول السياسي بدعم القناة ماليا ومعنويا عبر إعطائها تسهيلات وحصانة , والله بما يعملون محيط .

وفي عام 2003 تقريبا أطلقت شركة ام بي سي قناة ام بي سي 2 وهي قناة قامت منذ انطلاقها إلى يومنا هذا على فكرة عرض الأفلام الأجنبية بشتى أنواعها للمشاهد على مدى اليوم بلا توقف ! و لك أن تتصور جيلا كاملا يجلس لمتابعة هذه الأفلام المترجمة , والتي تُعطي فكرة خيالية غير صحيحة عن الحياة الأمريكية والغربية عموما بصفتها هي الحياة الأمثل , كما تُصور للجيل أن البطل لا يمكن أن يكون إلا في صورة غربية , وبلباس غربي , وفكر غربي , عبر تلك الأفلام التي تسحر العقول وتصنع من أبطال الأفلام وبطلاته رموزا وأمثلة تحتذى لجيل كامل يتشبه بأبطال الأفلام في لباسه وحتى قصات شعره وأسلوبه في الحديث وطريقة تفكيره وتصوره للحياة , وهذا واقع مشاهد وبجولة بسيطة على المنتديات الشبابية ترى العجب العجاب من حالة فقدان الشخصية وضعف الثقة عند بعض من شباب وفتيات الجيل , يتجلى ذلك واضحا في الصور الشخصية التي يضعونها والأحاديث والنقاشات التي يطرحونها .

وفي نفس الوقت الذي انطلقت فيه القناة سيئة الذكر أطلقت قناة الام بي سي أيضا قناتها الإخبارية (( قناة العربية الإخبارية )) وكان انطلاق هذه القناة مصاحبا للهجوم الأمريكي الآثم على عراق الرشيد ! 
هل لا تزال المؤامرة عقدة لديك يا عزيزي ؟

وإن كان البعض يعتقد أن انطلاقة القناة العربية إنما كان سببه إيجاد منافس لقناة الجزيرة في تغطيتها ونشر أفكارها في برامجها ؛ فإن هذا هو الجانب الواضح فقط , أما السبب الحقيقي لانطلاق القناة العربية الإخبارية فإنما هو لهدف واحد يقع تحته كل وسيله تُحقق هذا الهدف , وهو تحسين صورة أمريكا للمشاهد العربي والمسلم , سواء في جيشها أو سبب غزوها للعراق أو حتى نظام حياتها وتصورها للحياة ! 
ومعلوم لكل صاحب عقل بصير أن القناة العربية لم تقف يوما في صف المقاومة الفلسطينية المباركة بل كانت تغض الطرف عن انتصاراتها وربما حورت وحرفت وكذبت , وهي القناة الأولى التي سنت ألفاظا ومصطلحات جديدة بدلا من المصطلحات الأولى المحمودة مثل العمليات الاستشهادية = الانتحارية , والمجاهدون أو المناضلون = الإرهابيون , وهكذا . ثم استمرت في نهجها ذاته في تعاملها مع الثورات وخاصة الثورة المصرية حيث وقفت بكل ما أوتيت من قوة من أجل إخفاء الحقائق وإضفاء الشرعية على الطاغية مبارك لأكبر وقت ممكن , وبعد أن وجدت نفسها تغرد خارج السرب أمام سقوط الزعيم الطاغية لم تجد وسيلة أمامها إلا اللحاق بالركب , ثم هاهي تعود من جديد لإسقاط حكم الرئيس محمد مرسي الذي أتت به الديمقراطية وعبر الصناديق الانتخابية إلى الحكم في مصر , ولكنها تأبى وتحاول أن تصور أن مصر أصبحت عالما من الفوضى , وأن الشرذمة القليلة المعارضة للرئيس مرسي وقراراته الأخيرة ؛ جُل الشعب المصري , ولم نجد أبدا لهذه القناة أي حيادية أو وقوف في صف المظلومين والمضطهدين من المسلمين إلا ما كان من أخبارها الرائعة في تغطيتها للثورة السورية , وهذا من حقها علينا ألا نظلمها .

إلا أن هذه المصداقية التي تفوقت فيها القناة العربية في تغطية الثورة السورية إنما كان سببها توجهات سياسية وليس لأجل الحقيقة ! أي كردة فعل لموقف الحكومة السعودية من الثورة السورية ووقوفها مع الشعب السوري , فالعربية كانت تتميز بالمصداقية نظرا للموقف السعودي والذي يُعتبر- أعني الحكومة السعودية - سببا رئيسي وداعم للقناة منذ انطلاقتها , فمصداقيتها حتى هنا لم تكن لأجل المستضعفين والمقهورين والمشردين وإنما لأسباب أخرى كما أشرنا .

ومع أيام الثورات العربية انتشر المثل – أكذب من العربية – على وزن أكرم من حاتم وأصح من قس وهكذا , وانتشر هذا اللقب وشرق وغرب ! وهو لقب تستحق أكثر منه نظرا لماضيها وحاضرها , وتجدر الإشارة هنا إلى أن مدير القناة العربية هو عبد الرحمن الراشد , وما أدراك ما عبد الرحمن الراشد ؟! أجزم أن اسم مثل هذه الشخصية على رأس هرم إدارة ما يُعطيك حكما نهائيا حول هذه المؤسسة .

وفي فترة وجود كولن باول - وزير الخارجية السابق لكوندليزا رايس - تم إرسال تقرير متكامل عن جهود قناة العربية الإخبارية في تحقيق النظرية الأمريكية المراد تطبيقها في العالم الإسلامي عبر الاحتلال المسلح أو السيطرة على العقول , وقد قُدم هذا التقرير في 2800 صفحة ثم تم اختصاره لاحقا في 1900 وقُدم إلى كوندليزا رايس , وقد كان هذا التقرير تقريرا سريا إلا أنه بغلطة من أحد العاملين اللاتينيين هناك رأى النور وانتشر بين الناس في حينها ! وهذا التقرير واحد بلا شك من عشرات بل مئات التقارير التي ترصد عمل مثل هذه القنوات الأجيرة ومدى نجاحها , وبالتالي تقدير كم تستحق من مبلغ ودعم , وقد أتت التوصيات في نهاية هذا التقرير بدعم القناة ب 500 مليون دولار ! مما يعني أن هذه القناة تعمل بإخلاص منقطع النذير !
وعندما قدمت صحيفة المصريون تقريرا عن قناة العربية بينت فيه بعض حقائقها , لم يتمالك مدير القناة عبد الرحمن الراشد نفسه وكاد أن يهلك في ثيابه , فشن حملة لا تُبقي ولا تذر على صحيفة المصريون متناسيا المهنية الإعلامية والطرح الهادئ الذي لا نراه إلا عندما يُبرر لأي هجوم خارجي مسلح أو فكري على بلاد المسلمين !!.

والحديث عن قناة العربية التي تعتبر جزءً فقط من باقة قنوات الام بي سي حديث طويل ذو شجون , لا يتوقف فقط عند تلميع الحذاء الأمريكي وإنما يأتي أيضا في إساءاته للعقيدة الإسلامية , ونشرها للإلحاد ولو بشكل ضمني عبر طرح برامج تتحدث عن أصل الإنسان وطرح نظريات تُخالف نظرية الدين الإسلامي في ذلك , وفي حدث الرسوم الدنمركية المسيئة ؛ وقفت العربية موقفا مخذولا لا يمت للأمانة بصلة , عندما زورت التصريح الدنيء للرئيس الدنمركي وحورته إلى اعتذار للمسلمين ! 

أما دعمها للرذيلة – مع أنها قناة إخبارية – فهو أصل لا يمكن أن تتخلى عنه , ويأتي ذلك عبر تسليطها الأضواء على الأفلام الجديدة , وربما بعرض بعض مقاطع ساخنة منها , وربما يأتي ذلك عبر برامج معينة مثل برنامج (( مسلمات بلا حجاب )) والذي كان في أغلبه يتحدث بإسهاب وتنقص من أحكام الإسلام حول المرأة المتبرجة أو الزانية .

بعد انطلاقة قناة ام بي سي 2 وقناة العربية الإخبارية ؛ وجد القائمون على باقة الام بي سي أن من حق أطفال المسلمين عليهم أن يُنشئوا لهم قناة !! وهكذا انطلقت قناة ام بي سي 3 والتي تهدف في كل جزء من بثها على استهداف عقول ما دون الخامسة عشرة , عبر تقديم أفلام كرتونية ومسلسلات وبرامج تُناسب هذه الفئة العمرية وتُحاكي طريقة تفكيرها .

وبما أن هذه القناة حديث الساعة , وذلك بعد تغريدة أحد الدعاة حول هذه القناة , فإن الحديث عنها وعن حقيقتها يبدوا في هذا الوقت من ضياع الوقت ؛ لأن الله فضحها وكشف عوارها بعد رد إدارة القناة على تغريدة هذا الداعية واتهامه والافتراء عليه كما هي حيلة الضعيف , وكردة فعل من الغيورين فقد انتشرت المقاطع التي توثق ما تعرضه هذه القناة لأطفال المسلمين الذين يُراد لهم أن يتخلوا عن دينهم وثقافتهم التي ولدوا عليها , وبنظرة بسيطة جدا على تلك المقاطع ستجد أيها القارئ العزيز ما يندى له الجبين من هدم للقيم والأخلاق و إهانة للرموز , كل هذا يقدم لأطفال لم يصلوا بعد إلى سن البلوغ ! فقلي بربك ما سيكون حال هؤلاء الأطفال إذا اشتد عودهم ؟ وكيف ستكون طريقة تفكيرهم وتصورهم للحياة ؟ 

وفي ظل نشاط باقة الام بي سي المحموم واهتمامها العظيم بتلبية المُشاهد العربي , الذي يحتاج في هذه الفترة أن يعيش بسلام ! في ظل ما قدمه الغزو الغربي لأشقائه في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها من تضحيات ونشر للديمقراطية التي قامت على أعراض النساء ودماء الرجال ! في هذه الفترة لم تتوانى باقة الام بي سي في تقديم كل ما يُسهم في راحة المشاهد العربي ! , فأطلقت القناة في عام 2005 قناة ام بي سي 4 , وهي قناة مخصصة للبرامج والمسلسلات الأجنبية والأمريكية على وجه الخصوص , تُحاول فيه القناة أن تنقل المسلسلات والبرامج الأمريكية والأجنبية أو على أقل تقدير محاكاتها واستنساخها وإذاعتها بلغة عربي وأعضاء ومقدمين عرب , فلو تبول متبولٌ في أحدى البرامج الأمريكية لاستنسخوا ثقافة البول هذه أكرمكم الله وبعثوها إلينا على أنها آخر صيحات العالم الأول !

ثم تبع هذا قنوات كثيرة مثل ام بي سي ماكس وام بي سي آكشن وغيرها , والتي لو أسهبنا في ذكر تفاصيلها لطال المقام , إنما الغرض هنا أن نبين حقيقة هذه القنوات وإلى ماذا تطمح وما سبب وجودها !
ما الذي يجعل فتاة مسلمة تهرب من بيتها وتعيش في المجهول عدة أيام وأحيانا أشهر ؟ من الذي غير ثقافة الفتاة العربية المسلمة واهتماماتها ونظرتها إلى الحياة وعلاقتها بالرجل ؟ من الذي غير تفكير الشاب المسلم ؟ كيف أصبحت الفتاة المسلمة الآن تعمل بكل ما أوتيت من قوة لتخرج من بيتها وتتخلى عن عفتها وكأن العفة كائن خبيث يوقف حركتها ويكبل حريتها ؟ كم من أب يتساءل بينه وبين نفسه عن حال أبنائه وبناته ولماذا هذا التغير المخيف والمهول في طريقة تفكيرهم وتعاملهم مع العالم من حولهم ؟ لماذا يأتي كل هذا في زمن الأمة أكثر ما تكون بحاجة ماسة لشبابها وفتياتها في ظل هجوم شرس على الإسلام والمسلمين من العدو الصليبي والعدو اليهودي والعدو الرافضي المجوسي الذي يعد العدة بكل ما أوتي من قوة وخبث لأجل السيطرة على بلاد الإسلام ؟ 

الإجابة ليست عزيزة ! بل أسبابها واضحة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ! كيف تريد لشاب في فوران شبابه وفتاة في قمة شبابها أن تعيش وتتصرف وتفكر وهي تصبح وتمسي على هذه القنوات وهذه البرامج ؟! كيف لأب أن يسأل لماذا هربت ابنتي من البيت أو اختارت طريق الضلال وهو من قدم لها مفتاح الباب نحو ذلك الطريق بنفسه ؟ يجلس الشاب وتجلس الفتاة بالساعات أمام مسلسلات تركية مدبلجة تعرض الرذيلة في صورة وكأنها أجمل ما خلق الله , وتصور العلاقات قبل الزواج , والحمل سفاحا من الحبيب وكأنها أحلى اللحظات وأجمل المواقف ! ما الذي سيتوقع منهم أن يفعلوه بعد كل هذا ؟ هل المتوقع أن يقوموا فيصلوا مثنى مثنى ؟! لقد أصبحنا ويا للأسف محل السخرية للناس من حولنا , من حالنا الذي وصلنا إليه وضعف الشخصية وانعدام الثقة الذي نتمتع به حتى أصبح السؤال الذي يدور في ذهني ليلا ونهارا ؛ هل استبدلنا الله ؟ رحماك يا رب .

حتى الميزانية التركية أسهمنا في صعودها بشكل ملفت من تردادنا إلى دولة تركيا لزيارة البيوت والأماكن التي مثل فيها مجموعة من المخنثين والعاهرات مسلسلاتهم وعشنا نتابعها بالأيام والشهور حزناُ لحزنهم وفرحا لفرحهم , في وقت لم يخطر ببال أحدنا أن يذرف دمعة واحدة على أخوات له في العراق وفلسطين وبلاد الأفغان وغيرها من البلاد .

أي ضمير هذا الذي نملكه وأي قلوب تلك التي تنبض بدواخلنا ؟
كيف لشباب المسلمين وأولياء الأمور أن يقفوا ضعافا أمام عدو يلتهمهم واحدا واحدا وعميلا يرحبون به ويدخلونه في بيوتهم بكل سذاجة ؟
إن قناة الام بي سي واحدة من أعظم جيوش التغريب ونشر الرذيلة وقتل الفضيلة بكل ما أوتيت من قدرات وقوة , كما أن أغلب العاملين فيها والمخططين لما تنتجه وتصدره إلينا إنما هم من طائفة المارونيين الذين لا يبغضون أحدا فوق هذه البسيطة كبغضهم للإسلام وأهل الإسلام .

أين العلماء الذين كانوا يُستضافون ليل نهار في هذه القناة فيتحدثون في كل شي إلا الحديث عن خطر هذه القناة , بل ربما وصل الأمر بأحدهم أن يُثني على صاحبها خيرا ! وهو نفسه – أي هذا الداعية – يخرج علينا قبل أسبوع ليلمز محتسبي الفساد الأخلاقي بأنهم اهتموا بمحاربة الفساد الأخلاقي وتناسوا ما سوى ذلك مما جعل الورم يكبر !! 

وللحديث بقية ....

المصدر: صيد الفوائد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 23 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,487