أحمد مراد - يعد النيسابوري من كبار المحدثين، ومن أئمة الإسلام المجددين، اشتهر بكتابه «المستدرك على الصحيحين»، ووصفه المؤرخون بأنه من أعلم الأئمة الذين حفِظَ الله بهم هذا الدين.

تفرغ للعلم والتأليف

ويقول د. حامد أبوطالب، الاستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية: هو أبو عبدالله محمد بن عبدالله النيسابوري، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة من الهجرة في نيسابور.

 

رحل إلى العراق سنة 341 هـ، وتجول في بلاد خراسان وما وراء النهر، وفي سنة 359 هـ تولى قضاء نيسابور، ولقّب بالحاكم لتوليه القضاء أكثر من مرة، ثم اعتزل منصبه ليتفرغ للعلم والتأليف.

 

وقد تلقى العلم على يد كوكبة من كبار العلماء والأئمة، فقد أخذ القراءة عن أحمد بن إسماعيل الصرام وأبي بكر محمد بن العباس بن الإمام بخراسان وأبي عيسى بكار بن محمد ببغداد وأبي علي النقار بالكوفة ومحمد بن الحسين بن أيوب النوقاني وأبي الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكازري، وتفقه على أبي سهل الصعلوكي، وبرع في فنون الحديث وأتقن الفقه للشافعي.

أساتذته

ومن أساتذته أيضاً: والده، ومحمد بن علي المذكر، ومحمد بن يعقوب الأصم، ومحمد بن يعقوب الشــيباني بن الأخرم، ومحمد بن أحمـد بن بالويه الجلاب، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازي صـاحب ابن واره، ومحمد بن عبدالله بن أحمد الصفار، وصاحبا الحسن بن عرفة علي بن الفضل الستوري، وعلي بن عبدالله الحكيمي، وإسماعيل ابن محمد الرازي، ومحمد بن القاسم العتكي، ومحمد بن محمد بن عبدالله البغدادي الجمال، ومحمد بن المؤمل الماســرجسي، وأحمد بن محمد بن عبدوس العنزي، وبكر بن محمد المروزي الصيرفي، وحســان بن محمد الفقيه، وعلي بن حمشاد العدل، ومحمـد بن صالح بن هانئ، وعثمان بن أحمد الدقاق البغدادي، وعبدالله بن درستويه.

تلاميذه

أما تلاميذه فهم كثيرون منهم: أبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو العلاء الواسطي، ومحمد بن أحمد بن يعقوب، وأبو ذر الهروي، وأبو يعلى الخليلي، وأبو بكر البيهقي، وأبو القاسم القشيري، وأبو صالح المؤذن، والزكي عبدالحميد البحيري، ومؤمل بن محمد بن عبدالواحد، وأبو الفضل محمد بن عبيدالله الصرام، وعثمان بن محمد المحمي، وأبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي.

تاريخ نيسابور والإكليل

وعبر رحلته الطويلة مع العلم وضع عدداً كبيراً من المؤلفات والكتب أشهرها كتابه المستدرك على الصحيحين، وهو الكتاب الذي جمع فيه الأحاديث التي استدركها على الصحيحين مما فاتهما، وهو أشهر المستدركات، بالإضافة إلى كتاب تاريخ نيسابور، والإكليل، والمدخل إلى علم الصحيح، وتراجم الشيوخ، وفضائل الشافعي.

وقال عنه الحافظ بن كثير في البداية والنهاية: وكان من أهل العلم والحفظ والحديث، وقد كان من أهل الدين والأمانة والصيانة والضبط والتجرد والورع. وقال بشأنه الذهبي: الإمام، الحافظ، الناقد، العلامة، شيخ المحدثين. وقـال السبكي: كان إماماً جليلاً، وحافظاً حفيلاً، اتفق على إمامته وجلالته وعِظَمِ قـدره. وقال الحافظ عبد الغافر الفارسي: إمام أهل الحديث في عصره، والعارف به حق معرفته.

تصنيف الصحابة

ويشير د. أبوطالب إلى أن النيسابوري يعد أفضل من صنف الصحابة، فهو يرى أن الصحابة ينقسمون إلى اثنتي عشرة درجة: قوم تقدم إسلامهم بمكة كالخلفاء الأربعة، والصحابة الذين أسلموا قبل تشاور أهل مكة في دار الندوة، ومهاجرو الحبشة، وأصحاب العَقَبة الأولى، وأصحاب العَقَبة الثانية وأكثرهم من الأنصار، وأول المهاجرين الذين وصلوا إلى، النبي صلى الله، عليه وسلم بقباء قبل أن يدخل المدينة، وأهل بدر، والذين هاجروا بين بدر والحُديبية، وأهل بيعة الرضوان في الحُديبية، ومن هاجر بين الحُديبية وفتح مكة كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص، ومسلمة الفتح الذين أسلموا بعد فتح مكة، وصبيان وأطفال رؤوا النبي، صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وفي حجة الوداع.

وتوفي النيسابوري في نيسابور في 3 صفر 405 هـ الموافق 2 أغسطس 1014م، عن أربعة وثمانين سنة.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 99 مشاهدة
نشرت فى 23 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,417