مع التقدم التكنولوجي السريع وتحوّل العالم إلى قرية صغيرة، تزايد إقبال المستخدمين على الشبكة العنكبوتية في ميادين مختلفة، ما جعل تطوّر الشبكة أمراً لا بد منه، لتوفير خدمة أفضل وأسرع للمستخدمين، تتمتع بمستوى عال من الأمان والإعتمادية.

الدحداح بدأ حديثه بتعريف التقنية قائلاً: “إن الـ ” CDN” هي إختصار لكلمة “Content delivery network” أي أنه عندما يكون لدينا داتا موضوعة في مكان محدد، لتوزع بعدها عبر الشبكة.

ومن ميزات الـ “CDN” أنها تعتمد على نقاط توزيع عدة متصلة مع بعضها البعض حول العالم، بينما الـ “Hosting” التقليدي يعتمد على نقطة واحدة فقط للتوزيع. وقرار من أيّ نقطة يتمّ التوزيع في تقنية الـ “CDN” يعود الى موقع المستخدم، وأقرب نقطة توزيع تكون قريبة منه، أوأقل نقطة توزيع عليها ضغط مستخدمين.

وعن فوائد تقنية الـ “CDN” أكد الدحداح “أنها متنوعة، منها ما يتعلق بالسلامة ومنها بالسرعة. أي أنه عندما يريد أحد مهاجمة موزع يكون هدفه واحداً في الـ “Hosting” التقليدي، بينما مع الـ “CDN”، يتوجب عليه مهاجمة كل نقطة على حدة وهذا من شبه المستحيلات وهو عمل صعب للغاية.

أما لناحية تلبية عدد المشاهدين والمستخدمين، فإنه عندما يعتمد التوزيع على نقطة واحدة، يمكنه تلبية حوالي الـ 7000 مستخدم في الوقت نفسه، بينما مع تعدّد التوزيع في الـ “CDN” يرتفع هذا الرقم الى 40000 أو 50000 مستخدم في الوقت عينه.

وهذا العدد يرتفع مع إرتفاع الإستثمار في هذه التقنية وزيادة عدد نقاط التوزيع. هذا إضافة الى أن الـ “CDN” يقصّر المسافة التي يجب أن يقطعها المستخدم على الشبكة للوصول الى الموزع، ما يزيد من سرعة وصول المستخدم الى الموزع، كونه يكون متصلاً بالموزع الأقرب منه، على عكس التقليدي الذي يقتصر توزيعه على نقطة واحدة في العالم. وتقنية الـ “CDN” ليست فقط مقتصرة على المحطات التلفزيونية بل يمكن أن تشمل القطاعات المرتبطة بشبكة الإنترنت كلها.

وعن وجود هذه التقنية في لبنان أشار الدحداح الى أنّ هذه التكنولوجيا موجودة في لبنان، وتُعتمد من قبل محطات التلفزة، كون عدد مشاهدي المحطات والبرامج على شبكة الإنترنت الى تزايد مستمر، خاصة مع وجود أجهزة التلفاز الذكية المتصلة بالإنترنت والمعروفة بالـ “Ip TV”، وأجهزة الهاتف الذكية التي يعتمد عليها الكثيرون لمشاهدة المحطات والبرامج.

ما زاد عدد المشاهدين، وتتطلب حلولاً لتلبية حاجة الجميع. ونحن بنينا الـ “CDN” الخاص بنا لحل هذه المشكلة عوضاً عن إستئجار واحد، والسبب يعود الى أماكن الإنتشار الرئيسية للبنانيين والعرب في الخارج.

فعند أستئجار الـ “CDN” سنكون مضطرّين الى إعتماد كل النقاط التي يتألف منها، ما يعني كلفة أكبر على موفر الخدمة وبالتالي على المحطات. كما أنه عند بناء الـ “CDN” الخاص يمكن زيادة عامل السلامة بحيث لا يمكن سرقة البرامج أو إختراق المواقع.

وختم الدحداح حديثه مشيراً الى أنه “قريباً ستحِلّ الـ “CDN” مكان تقنية الـ “Hosting” التقليدية. فمع تطوّر الإنترنت وتوفره عند الجميع، أصبحت الداتا المنتقلة عبر الشبكة أكبر بكثير.

مثلاً أصبح الكثيرون يعتمدون على الإنترنت لإجراء مكالمات، وآخرون لمشاهدة برامج تلفزيونية، مع إنتشار الـ “Ip TV”، بحيث سيتم التخلى مستقبلاً عن الصحون اللاقطة لإستقبال المحطات وإستبدالها بكابل إنترنت يتصل بالتلفاز أو من خلال الإتصال اللاسلكي. من هنا ستزيد الحاجة الى تقنية الـ “CDN” لتلبية هذه الإحتياجات كلها، وللحصول على صورة أفضل مع إنتشار تقنية الـ “HD”.