الهاتف الجديد يأتي بشكل مميز وحصري وبمواصفات فنية وتقنية متواضعة

يحيى أبوسالم

هناك ثلاثة أنواع من مستخدمي الهواتف المتحركة، خصوصاً الذكية منها، النوع الأول هو الذي يركز على الشكل الخارجي للهاتف بشكل أساسي، دون التركيز المباشر على المواصفات والميزات الفنية التي يقدمها الهاتف أو نظام تشغيله، وبطبيعة الحال، فمثل هؤلاء المستخدمين ينجذبون لهواتف آبل الذكية «آي فون». أما النوع الآخر، فهو الذي يركز على ما تمتاز به الهواتف من مواصفات وميزات، وما يوفره له نظام التشغيل من إمكانات ووظائف، وهؤلاء في الغالب عشاق الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد. وأخيراً هنالك فئة معينة من المستخدمين خارج المنافسة لا يقبلون لا بهواتف «آي فون» ولا غيرها من حيث الشكل والمواصفات، ولا يرضي ويشبع غرورهم سوى الهواتف الذكية البريطانية من نوع «فيرتو»، خصوصاً النسخة «تي أي» الجديدة.

المعروف عن هواتف فيرتو البريطانية التي تصنع بنسخ محدودة جداً وحصرية، فخامتها العالية وأناقتها المطلقة، والمعروف أيضاً عن هذه الهواتف التي قد لا تجاري العديد من الهواتف الذكية على اختلاف مسمياتها وأشكالها في المواصفات والميزات والإمكانات، ثمنها المرتفع جداً الذي يتجاوز عشرة وعشرين، وقد يتجاوز سبعين ألف درهم إماراتي للهاتف الواحد.

غلاء السعر

 

من غير المعروف لدى العديد من المتابعين والمهتمين بعالم الهواتف الذكية الحديثة، أن هواتف فيرتو الفاخرة كانت منذ إنتاجها للمرة الأولى عام 1998، ولغاية أكتوبر 2012، ملكاً بالكامل للشركة الفنلندية العريقة نوكيا، إلا أنها تنازلت عنها بالكامل مقابل أكثر من 200 مليون دولار، حسب مصادر غير مؤكدة، إلى الشركة السويدية «EQT VI» التي تعتبر من كبريات الشركات الأوروبية في الاستثمارات وصناديق الأسهم الخاصة.

 

وخلال الفترة الماضية التي كانت هواتف فيرتو من إنتاج الفنلندية نوكيا، كانت هذه الهواتف مزودة بنظام التشغيل التقليدي والخاص بشركة نوكيا «سيمبيان»، أما بعد بيع الشركة الفنلندية لهذا المنتج الراقي للشركة السويدية، قامت هذه الأخير بالإعلان وبكل فخر عن ضم هواتفها الفخمة هذه إلى قائمة الهواتف غير المنتهية التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد من جوجل، توجت مؤخراً بالهاتف الذكي الجديد والفاخر «فيرتو تي أي» الذي يعتبر من أوائل هواتف الشركة التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، والمزود بهيكل كامل من مادة التيتانيوم فائقة القوة، بالإضافة إلى تزويده بشاشة فائقة القوة مصنعة من الياقوت والكرستال السائل. وتؤكد الشركة المصنعة لها أنها قادرة على الصمود وعدم الكسر حتى لو وقع عليها جسم معدني يزن 110 جرامات.

يعد هاتف «فيرتو تي أي» الهاتف الذكي الجديد الذي يعتبر أحد أهم الهواتف الذكية الفاخرة والحصرية مرتفعة الثمن التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، ويأتي بسعر قليل نوعاً ما عن أسعار بعض النسخ السابقة، حيث جاء بسعر تقريبي وصل إلى 35 ألف درهم إماراتي، في حين وصلت بعض نسخ هواتف الشركة التي تعمل بنظام التشغيل من نوكيا «سيمبيان» إلى أكثر من 60 ألف درهم.

شكل مختلف

جاء هاتف فيرتو تي أي الجديد بشكل مختلف تماماً، وحصري بمعنى الكلمة، وهو من المؤكد ما يفسر سعره المرتفع، فجاء بخلاف الهواتف كافة الذكية المتوافرة في الأسواق حالياً، بداية من هاتف آبل الأميركي الأخير أي فون، أو النسخة الجديدة من شركة ريم الكندية بلاكبيري زي 10، وغيرها من الهواتف الكورية والصينية واليابانية والتايوانية، حيث اتخذ هاتف فيرتو تي أي من الجلد الطبيعي أساساً له وبشكل كامل في خلفية الهاتف، ليوحي لمستخدميه بمدى الفخامة المطلقة، وليشعر من يشاهد الهاتف في يد مالكه، حصرية واستثنائية هذه الهاتف.

وتم تزويد الهاتف وبغض النظر عن فخامته المطلقة فيما يتعلق بالشكل والهيكل الخارجي المبني عليه الهاتف، بالنسخة القديمة من نظام التشغيل أندرويد «أيس كريم ساندويتش 4,0»، بمعنى أنك كمالك لهذا الهاتف ستكون أمام الآلاف من البرامج والتطبيقات التي يوفرها لك متجر البرامج من جوجل «بلاي ستور»، هذا مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تزويد الهاتف بالنسخة الجديدة من نظام أندرويد «جيلي بين 4,1»، ما يعني أن مستخدم هذا الهاتف إذا لم يتم تحديثه، لن يتمكن من استخدام مئات البرامج في المستقبل القريب، حيث إطلاق النسخة الجديدة من أندرويد «كي لايم باي 5,0».

وتم تزويد النسخة تي أي من هاتف فيرتو بالعديد من المواصفات الفنية والتقنية التي توعد المستخدم برؤيتها في الكثير من الهواتف الذكية الحالية، خصوصاً الكورية منها التي تنتجها شركتا سامسونج وإل جي، فجاء الهاتف بمعالج مركزي غير معروف المصدر، ثنائي الأنوية فقط، بسرعة وصلت إلى 1,7 جيجاهيرتز، بمعنى أن الشركة المنتجة للهاتف اكتفت بهذه السرعة والقوة في المعالج لإدراكها الأكيد، أن مشتري ومستخدم مثل هذا الهاتف الذي سيدفع هذا المبلغ للحصول عليه، لن يكترث، لا بسرعة الهاتف ولا بمواصفاته الأخرى، بقدر اكتراثه بحصرية شكل الهاتف واستثنائيته، مقارنة بغيره من الهواتف الذكية الأخرى المتوافرة في الأسواق.

مواصفات متميزة

زود الهاتف بذاكرة عشوائية من نوع رام، وتعتبر ذات حجم مناسب للهواتف الذكية متوسطة الأداء، بحجم متواضع وصل إلى 1 جيجابايت، بالإضافة إلى ذاكرة تخزين داخلية كبيرة بحجم 64 جيجابايت، مع إمكانية تزويد الهاتف بذاكرة التخزين الخارجية من نوع مايكرو أس دي وبحجم أقصى يصل إلى 32 جيجابايت.

جاءت شاشة الهاتف مصنعة من مزيج من الياقوت والكرستال السائل، وتعمل بتقنية اللمس المتعدد، بقياس لم يتعد 3,7 إنش، أي أكبر بقليل من شاشة هواتف آي فون السابقة التي جاءت بحجم 3,5 إنش. كما جاءت هذه الشاشة بوضوح متواضع جداً وصل إلى (480x800) بكسل، وبكثافة صورة بلغت 252 بكسل لكل إنش.

وجاء الهاتف باهظ الثمن فيرتو تي أي كغالبية الهواتف الذكية متوسطة السعر والغالية التي لا يتجاوز ثمن أغلاها 4 آلاف درهم، بكاميرا التصوير الخلفية نفسها التي جاءت بحجم 8 ميجابكسل التي تمتاز بتقنية «العنونة الجغرافية»، بالإضافة إلى كاميرا أمامية بحجم صغير وصل إلى 1,3 ميجابكسل.

كما تم تزويد الهاتف الجديد ببعض تقنيات الاتصال والشبكات التقليدية، مثل تقنية الاتصال بالإنترنت عبر الجيل الثالث أو عبر الواي فاي، بالإضافة إلى تقنيات الجي بي أس، وبعض هذه التقنيات الأخرى التي رأيناها في هواتف ذكية، تم الإعلان عنها قبل سنة أو سنتين. وهو ما يفسر أيضاً عدم تركيز الشركة المصنعة للهاتف عن الميزات والخصائص الفنية بداخله، بقدر تركيزها على الشكل والهيئة الخارجية التي سيبدو عليها الهاتف.

نسخ حصرية

من المؤكد أن مثل هاتف فيرتو تي أي الجديد الذي يعتبر أفخم وأغلى الهواتف الذكية التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، يعتبر أحد أهم وأشد وأقوى المنافسين لهواتف آبل الذكية، فيما يتعلق بالشكل الخارجي والهيكل المبني عليه الهاتف. ولكن مع فرق السعر الكبير والواضح بين الهاتفين، ستصبح عملية الاختيار أو المقارنة فيما بينها ليست بالعملية السليمة والصحيحة. وذلك لأن لهواتف آي فون عدداً غير محدد من العشاق والملاك والمحبين، كما للهواتف باهظة الثمن فيرتو العديد من العشاق والمحبين لهذه الهواتف الحصرية والمميزة التي قلما نراها في أيدي المستخدمين، ولا نجدها تجالس وتجاور بقية الهواتف الذكية مختلفة المنابع والمصادر، على أرفف المحال والمتاجر المتخصصة بالهواتف والأجهزة الذكية.