انتهت الحرب الباردة بتفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 وبدات مرحلة جديدة القوة الاوحادية للولايات المتحدة اتجهت الولايات المتحدة حينها الى تشكيل نظام عالمي جديد يعتمد على العولمة ذات ابعاد ثلاثة او اقطاب ثلاثة هي الديمقراطية وحرية الاسواق وحقوق الانسان

وحققت القوة الاوحادية بالتعاون مع المجتمع الدولي انتصارا عسكريا على صدام حسين واخراجه من الكويت لكن كان الاقتصاد الامريكي متعثرا فلم يشفع هذا الانتصار لبوش الاب فخسر الانتخابات لصالح كلينتون الذي اعاد الاقتصاد الامريكي الى حيويته والى قوته العالمية مرة اخرى الى ان اتى بوش الابن وبسبب احداث 11 سبتمبر دخل بوش في الحرب على الارهاب لحماية العالم الغربي من الارهابيين تسببت تلك الحرب في تحميل الاقتصاد الامريكي عجزا كبيرا في موازين الحساب الجاري بالاضافة الى الديون التي تشكل اكثر من 100 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي ثم اتى اوباما وكانت فترة اوباما الاولى مرحلة انتقالية لتحرير امريكا من الحروب التي تسبب فيها بوش الابن واصلاح الاقتصاد الامريكي واعادة الحيوية الى الاقتصاد الامريكي واثناء الاستعداد للانتخابات الامريكية حتى انتخاب اوباما للفترة الثانية كانت الدول الاقليمية هي التي تدير ازمة سوريا نيابة عن الولايات المتحدة .

لكن بعد انتخاب اوباما اعلن اوباما عن نهاية الحروب الخارجية لامريكا وتحولت استراتيجية الولايات المتحدة نحو الشرق الاقصى دون التخلي عن الشرق الاوسط الكامل يعني هذا ان الصين هي في مرمى الصراع بينما ترى الولايات المتحدة وجوب دمج روسيا فيما يعرف بالمجتمع الدولي الجديد بعدما حققت الولايات المتحدة حماية محورها القديم بنصب صواريخ في تركيا وفي اوربا وانضمت اوربا الشرقية في الناتو فلم تعد هناك خطورة لروسيا بل اصبحت بلا اجنحة بل على العكس فان روسيا تعاونت مع الولايات المتحدة حول العديد من الملفات الخاصة بالارهاب وحول تثبيت اسعار الطاقة العالمية وساهمت في الحد من انتشار السلاح النووي ولا يزال امام المجتمع الدولي الجديد نزع اسلحة الدمار الشامل من دولتين هما كوريا الشمالية وايران .

لذلك نجد ان اوباما تماشيا مع الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة فان اوباما رفض خطة للمجلس القومي وتحديدا من وزير الدفاع ليون بانيتا بدعم من بترايوس وكلينتون لمد المسلحين بالسلاح وكل هؤلاء تم تغييرهم في فترة اوباما الثانية واتى باشخاص يحملون نفس توجهات اوباما الجديدة .

ولقد استوعبت الولايات المتحدة مدى حاجة الغرب لروسيا المسكونة بعظمتها الدولية المفقودة وستتجه الولايات المتحدة الى تفعيل تفاهمات جنيف التي صيغت ببنود غامضة عن قصد التي تشبه اتفاقية سايس بيكو التي صيغت بعد الحرب العالمية الاولى لتقسيم العالم العربي الى دول وطنية مخالفة للتقسيم الجغرافي التي كانت عليه في السابق بينما تؤكد اتفاقية جنيف الغامضة استبعاد الحل العسكري في سوريا لكن المشكلة ان بسبب غياب حل عسكري منذ البداية والذي لم يصاحبه افق حل سياسي زاد من عسكرة الصراع الداخلي واحدث مزيدا من التعقيد في الازمة السورية .

فالاخضر الابراهيمي الذي عاصر الازمة السورية وفشلت كل المبادرات التي تقدم بها هو ومن سبقه كوفي انان والدابي لذلك فان الاخضر الابراهيمي يلخص الازمة ويدعو الى تشكيل حكومة انتقالية تمثل كافة اطياف المجتمع السوري بمن فيهم ممثلون عن النظام ممن لم تتطلخ ايديهم بدماء السوريين ويشترط الاخضر الابراهيمي ان تكون هذه الخطوة تحظى باتفاق مجلس الامن يقصد الاخضر الابراهيمي أي اتفاق ما بين الولايات المتحدة وروسيا بهدف تجنب الاطاحة بالدولة ولكن مع نظام جديد تصنعه كل الايادي السورية ومشاركة كل مكونات المجتمع السوري لان النظام السوري نظام ظالم لا يمثل العلويين مثلما يروج له النظام السوري الحالي لتقسيم المجتمع السوري صحيح ان الحل السياسي ياتي من الخارج ولكن بايدي سورية .

             د.عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب

              استاذ بجامعة ام القرى محبوب

المصدر: الشبكة العربية العالمية: عبد الحفيظ بن عبد الرحيم محبوب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 170 مشاهدة
نشرت فى 20 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,463