«إكس بوكس» يجهز حلقات من المسلسلات القصيرة
لم تكن شركة مايكروسوفت تتوقع يوماً أنها يمكن أن تنتقل بموقعها الخاص بالألعاب، «إكس بوكس»، الذي أطلقته قبل أكثر من عشر سنوات، إلى ساحة المنافسة مع مواقع الفيديو الراهنة التي تستحوذ على حصة عالمية متزايدة من سوق المشاهدة والإعلام والإعلان. أو لعله النجاح المنقطع النظير الذي تحققه هذه الأخيرة، والمفتوح على مزيد من الآفاق في السنوات المقبلة هو الذي يفتح شهية أي موقع يمكن على صلة قرابة، مثل «إكس بوكس» وملحقاته. ولكن للشهية ما يُبرر نفاذها، فموقع «إكس بوكس» يتحضّر لأول المسلسلات المميزة (المنتجة حصرياً) ضمن خطوات وخدمات أخرى حافلة بالآمال التي تحدثت عنها مسؤول استديو الإنتاج في «إكس بوكس» نانسي تيليم في مقابلة مع موقع «أدويك».
في خلفيات إنتاج مايكروسوفت هذا، أن مواقع الفيديو على الإنترنت لم تصل بعد إلى حد إبداع محتوى أصلي، فهي لا تزال تعتمد الاستعارة وإنتاج المشاهدين «العفوي»، والمحتويات التي تضعها مواقع الأخبار والإعلام والشركات على مواقع تشارك الفيديو على شبكة الإنترنت، لا تعبر عن أي تميّز ابداعي. وهذا النوع المفقود من المحتوى المميز، مقابل ارتفاع الإيرادات جعل البعض يتساءل عن وجهة ذهاب الأرباح.
لكن مواقع الفيديو الكبرى سبق وحاولت إنتاج مثل هذا المحتوى «ولكن أيا منها لم يحقق الجاذبية الجماهيرية والميزانية الكبيرة من قياس شبكة تلفزيون «سي بي أس». وفي ظل هذه التحديات قامت شركة مايكروسوفت العام الماضي باستقطاب نانسي تيليم من شبكة أميركية تعتبر بين الأكثر مشاهدة، ووظفتها في الشركة من أجل القيام بما يلزم لأجل ملء هذا الفراغ في المحتوى. وتأمل تيليم أن يظهر أول مسلسل من إنتاج «استديوهات أكس بوكس للترفيه»، مشيرة إلى أن هدف مايكروسوفت يتركز على تحويل أكس بوكس إلى جهاز ترفيه.
ولكن في مارس الماضي أعلنت مايكروسوفت أن مشتركي «أكس بوكس لايف» استخدموا وحدة التحكم من أجل الترفيه أكثر من الألعاب. وقال المسؤول عن أنظمة الفيديو في «مايكروسوفت التفاعلية للمشاريع الترفيه» يوسف مهدي إن مشتركي الخدمة البالغ عددهم 46 مليونا استهلكوا 18 مليار ساعة ترفيه في العام 2012. ولكن أيا من محتويات هذا الترفيه لم يتم تطويره من قبل مايكروسوفت.
يذكر أن «إكس بوكس لايف»، التي تقدم منذ أواخر 2001 خدمة الألعاب الأونلاين تسمح للمشتركين باللعب مع آخرين حول العالم كما تتيح التنزيل المباشر للمحتوى الجديد. ولكن خدمة الألعاب الفورية على الأونلاين تعمل فقط عبر وصلات الإنترنت ذات النطاق العريض.
ولأن نيتفليكس ويوتيوب هما، بين آخرين، ينتجان مسلسلات مثل «بيت البطاقات (هاوس اوف كاردز) ولأجل زيادة التنافسية، تم السماح لتيليم بتوظيف 150 شخصاً إضافياً.
وتعتقد تيليم أنه بإمكان «إكس بوكس» تحقيق ما لم يحققه آخرون، وهي تحدد بعض التوجهات مقرونة ببعض الأمثلة التي تعزز سمعته. فسلسلة عرض ألعاب افتراضية يمكن أن تجعل المشاهدين يشاركون في الموقع الوقت الحقيقي، كما أن سلسلة إنتاج محتوى ذي السيناريو (مسلسلات أو أفلام أو برامج) يمكن أن تفرض نفسها على مسار مشاهدة على أجهزة الشاشة الثانية إلى جانب الأجهزة اللعب. وتقول تيليم «نتطلع إلى تنوع في فئات المحتوى.من المنتج المميز، والمنسجم مع نظام البرامج عبر الكيبل وفئة البرامج الاستعراضية»، مشيرة إلى حلقات تتراوح مدتها بين القصيرة البالغة عشرة دقائق والطويلة البالغة ساعة ونصف الساعة، تستخدم القدرات التفاعلية لـ»أكس بوكس».
وإضافة إلى إنتاج المحتوى داخلياً تتطلع تيليم إلى تعاون مع «شركاء إعلاميين تقليديين، من استديوهات ومبدعين. ولا شك أن إنتاج المحتوى المميز مكلف ماليا، ولكن يمكن للناس أن يدفعوا للوصول إليه كما تقول تيليم، التي تقترح أيضاً سعرا على أساس الباقة التي تقدم للمشتركين الحاليين في «اكس بوكس لايف» البالغ عددهم 46 مليونا (من 5 دولارات شهرياً إلى 60 دولاراً سنوياً). لكن مهدي يعلق فوراً بأنهم لم يقرروا بعد قيمة الباقة.
وهذا كله يشير إلى تصميم مايكروسوفت على الدخول بقوة في سوق فيديو الترفيه على الإنترنت.
ساحة النقاش