القيادة فن وذوق وأخلاق قبل أن تكون مهارة

يحيى أبوسالم

مازال بعض سائقي السيارات، خصوصاً الجدد منهم، يصر على التعامل مع سيارته، كما لو أنها آلة، أو أداة صنعت وصممت لتلقي الأوامر، والاستجابة لها فوراً بعد تسلمها من قائدها، ومازال البعض الآخر من هؤلاء يظن أن سيارته هذه، بهيكلها الحديدي وقطعها الفنية والتقنية والميكانيكية الكثيرة والمختلفة، وبذكاء بعضها الصناعي الفائق، تم إنتاجها لتلبية كافة حاجات واحتياجات مالكيها، والتأقلم مع طرقهم وعاداتهم المختلفة في القيادة من دون أدنى شكوى من هذا الهيكل المعدني الذي يجب عليه أن يطيع فوراً ومن دون كل أو ملل، ومن دون أن يظهر لقائد المركبة الأعطال والمشاكل الذي كان هذا الأخير سبباً مباشراً لها. وتبرز تسعة أمور يجب على السائق تجنبها أثناء القيادة لإطالة عمر السيارة.

يمكن تقسيم أنواع وطرق قيادة السيارات ومدى تأثيرها المباشر على مشاكل السيارة التقنية وأعطالها الفنية، إلى فئتين، وذلك بحسب طرق قيادة واستخدام ملاك السيارات لها، و بغض النظر عن عمر السائق أو جنسه. والنوع الأول في طرق قيادة المركبات، هو القيادة الطائشة والمتهورة، وهي التي يجتمع عليها الجميع خبراء ومختصين بأنها السبب الرئيسي والمباشر وراء أهم وأكثر المشاكل إنتشاراً في السيارات، جراء نوعية القيادة هذه، التي تتخذ من اللامسؤلية وعدم الحرص على الحياة أساساً لها.

أما النوع الثاني من طرق قيادة السيارات، وهو النوع الذي إختلف عليه الخبراء والمختصين في عالم السيارات، حول مدى تأثيره المباشر والأساسي على العديد من أعطال السيارة، واعتباره أنه أحد الأسباب المهمة التي قد تؤدي إلى كثير من المشاكل الغير متوقعة والغير محسوبة، جراء هذا النوع من القيادة، هو القيادة بإهمال وبدون مبالاة أو حرص.

 

حيث يكون السائق في هذه الحالة مدرك تماماً لفنون القيادة، ويتخذ من الأخلاق والذوق عنصراً مهماً له خلال قيادته، إنما يغفل السائق وينسى أو يتناسى أثناء قيادته للسيارة، أن هذه الأخيرة وقطعها المجمعة والمركبة إلى بعضها البعض، ليست إلا عبارة عن هيكل من الحديد، أبسط المشاكل المكانيكية والتقنية، وأقل إستخدام خاطئ غير محسوب ومتكرر قد يكبر ليصل إلى مشكلة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.

 

ومن أبرز الأمور التي يجب تجنبها ما يلي:

◆ محرك السيارة: حاول قدر الإمكان تجنب قيادة سيارتك مباشرة، بعد وقوف تجاوز 8 ساعات متواصلة، وقم بتشغيل محرك السيارة لثوان معدودة قبل فعل ذلك. فقد تؤدي قيادتك للسيارة مباشرة بعد فترة وقوف طويلة، إلى الكثير من المشاكل التقنية والميكانيكية في محرك السيارة، قد لا تكون بشكل فوري، إنما على المدى الطويل. ويكفي فقط أن تدير المحرك لثوان معدودة (10-20) ثانية، لتضمن دوران زيت المحرك في داخل هذا الأخير، ما يضمن عدم حصول المشاكل بداخله والحد منها بشكل كبير.

◆ مكيف السيارة: التعامل مع مكيف السيارة يجب أن يتم بأعلى درجات الحرص، بحيث لا يجب عليك مطلقاً تشغيل مكيف السيارة قبل تشغيل السيارة وتشغيل محركها، ومثل هذه الأمور قد تؤثر بشكل مباشرة على ما يسمى بالكمبريسور/Compressors، وهي من أهم القطع المسؤولة على عملية التبريد في مكيف السيارة. وتشغيل المكيف قبل تشغيل محرك السيارة يعتبر من أهم الأسباب المباشرة التي قد تتلف هذه القطعة أو تعجل في ذلك. ولذلك حاول ألا تشغل مكيف السيارة إلا بعد السير لمسافة أمتار قليلة.

◆ المطبات: قد تفاجأ بأن ترى بعض السيارات الجديدة وأحد أضوائها الأمامية لا يعمل، وتستغرب من السبب رغم حداثة السيارة، وهنا قد يكون السبب في ذلك، وفي الغالب راجع إلى المطبات في الشوارع. حيث أنه هناك أكثر من نوع يتم تصميمه لهذه المطبات، ولا تستغرب من هذا، حيث إن هناك مطبات يهدف منها فقط تخفيف السرعة، والتي تأتي عريضة، ويكون أثرها على السيارة بسيطا في حال تخطيها بسرعة أعلى من السرعة المحددة لها.

ولكن هنالك أنواع من المطبات يكون الهدف منها، هو تخفيف السرعة إلى ما يقارب الصفر، وهي التي قد تجدها أمام بعض الجهات الرسمية أو المدارس أو الانعطافات الحادة، حيث تأتي هذه المطبات بشكل غير عريض، إنما مرتفع وبارز للأعلى. ومثل هذه المطبات إذا قمت بالسير عليها بسرعة مرتفعة، فد يكون أثرها مباشراً على إضاءة السيارة الأمامية أو الخلفية، وقد تؤثر أيضاً على قطع السيارة الميكانيكية الخاصة للإطارات الأمامية والمسؤولة الحد من رجة السيارة وهزها، ما تسمى بالعامية «صنوبرسات» أو Tire Suspension.

◆ الضغط على الفرامل: يعلم جميع سائقي السيارات، أن فرامل السيارة هي رقم واحد من حيث الأهمية في السيارة، وأن حياة السائق ومن معه من ركاب قد تكون على المحك، إذا لم تعمل هذه الفرامل بكفاءة وبصورة صحيحة. ورغم هذه الأهمية للفرامل، فقد يكون لهذه الأخيرة وإذا ما أسيء استخدامها دور كبير في الكثير من قطع السيارة الأخرى الرئيسة، مثل تلف أو اعوجاج في محور السيارة الأساسي. وتأتي هذه المشكلة في الغالب في السيارات المستعملة وخصوصاً إذا كان قائد السيارة يضغط على الفرامل وهو يتخطى مطباً، حيث تكون السيارة عن الضغط على الفرامل في حالة شد والتصاق بالأرض، هذا الشد قد ينتج عنه اعوجاج، أو تصدع في محور السيارة، أو غيره من مناطق في هيكل السيارة الرئيس، إذا ما سارت السيارة في هذه الحالة على مطب.

والحل الصحيح هنا يكون بأن يخفف السائق من سرعة سيارته إذا ما واجهه مطب لأقصى حد ممكن، ثم يرفع قدمه عن الفرامل خلال عبور المطب، لتسير السيارة على هذا المطب بحرية، ودون شد لهيكلها خلال الضغط على الفرامل، بشكل لا يؤثر على محور السيارة وغيره من القطع المهمة فيها. وينصح بالضغط على الفرامل قبل المطب، أو بعده في حال كان السائق مسرعاً بسيارته، وليس خلال عبور المطب.

◆وسادات الفرامل: تسمع في بعض الأحيان، صفيراً صادراً من سيارتك أو من السيارات المحيطة بك، باستمرار أو عند التخفيف من السرعة، يأتي من منطقة إطارات السيارة، خصوصاً الأمامية منها، هنا يجب أن تعلم أن «وسادات» الفرامل في السيارة شارفت على الانتهاء، والصوت الصادر، ما هو إلى صوت احتكاك حامل الوسادات بالأسطوانة التي تحمل الإطار ما يسمى بالديسك. وإهمال هذا الأمر قد يؤدي إلى الكثير من المشاكل، وعلى رأسها عدم تجاوب الفرامل عن الحاجة إليه، أو تلف مباشر في اسطوانة الإطار.

◆ عجلة القيادة: عجلة التحكم في الإطارات هي المسؤول الأول والأخير عن توجيه السيارة إلى اليمين واليسار، وأي عطل في نظام عجلة القيادة قد تكون نتائجه وخيمة. ولذلك أحرص دائماً على قيادة سيارتك بحرص تام عند التوجه لليمين واليسار، وخصوصاً أقصاهما، ولا تدير عجلة القيادة «Steering»، إلى أي جهة بقوة شديدة أو بسرعة خاطفة، أو إلى أقصى درجة ممكنة، فمثل هذه الأمور قد تعجل في تلف مجموعة الإطارات الأمامية، وقد تؤدي إلى مشاكل كثيرة تكون في غنى عنها، خصوصاً في السيارات اليابانية أو ذات الشد الأمامي.

◆ الإطارات: قد تخدع السائق عيناه في الكثير من الأحيان، ولا يقدر على التمييز، إن كان الهواء في إطارات سياراته عند الحد المحدد. وهنا يجب عدم قيادة السيارة مطلقاً، إذا كان الهواء في أحد إطارات السيارة أقل من الهواء في الإطارات الأخرى، وخصوصاً في السيارات المرتفعة وذات الدفع الرباعي. حيث تعتبر القيادة في مثل هذه الحالة مخاطرة كبيرة، لأن الإطار الذي يعاني نقصاً في الهواء، سيتحمل جهداً واحتكاكاً ووزناً أكثر من الإطارات الأخرى، ما سيعجل خلال القيادة وبسرعات أكثر من 80 كلم في الساعة، من تفريغ الهواء بشكل أسرع منه، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى انفجار الإطار، وانقلاب السيارة، وحصول حوادث مروعة.

◆ غسل المحرك: يلجأ العديد من قائدي السيارات، خصوصاً الشباب منه، إلى العناية الفائقة بمظهر سيارته من الخارج، وهو أمر جيد، إنما قد يلجأ بعضهم إلى العناية أيضاً في سيارتهم من الداخل حيث يعمد إلى غسل محرك سياراتهم وقطع السيارة الأمامية الفنية والتقنية، بالماء والصابون والديزل في بعض الأحيان، بحجة النظافة وهنا يجب إيقاف هذه العملية فوراً، لأنها تعتبر أحد أهم الأسباب الرئيسة في تلف العديد من قطع السيارة البلاستيكية والتي تكثر في السيارة، وخصوصاً الأنابيب الموصلة لماء تبريد المحرك، والقطع التقنية والكهربائية الأخرى.

مثبت السرعة

لن نطالب قائدي السيارات بعدم استخدام مثبت السرعة في سياراتهم، وذلك لأهميته في الكثير من ظروف القيادة، خصوصاً خلال قطع المسافات الطويلة، ولكن ننصح جميع قائدي المركبات الجديدة وحتى المستعملة والقديمة، بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والتأكد بشكل مستمر من سلامة مثبت السرعة داخل السيارة، والحلول البديلة والصحيحة للتصرف بشكل مباشر في حال واجه أحد الأشخاص مشاكل في مثبت السرعة، مثل المشاكل التي واجهت العديد من قائدي المركبات مؤخراً في الدولة، والتي مازالت وحتى هذه اللحظة مشكلة تبحث عن حل، لم يحصل صاحب ومالك السيارة على حل شاف له من بعض وكلاء السيارات التي حصلت هذه المشكلة في سياراتهم، أودت بحياة البعض أو أثرت على سلامتهم ونفسيتهم

 

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 41 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,705