يوضح الدكتور بنيامين سبوك أن أسباب عناد الطفل الخفي يختلف من حالة إلى أخرى، لكن النتيجة دائماً هي أن الأم النافذة الصبر تحاول دائماً الإلحاح بالأوامر على الابن، وتحاول أن تضغط عليه، والطفل من جانبه يتمادى في التكاسل والتباطؤ لأن هذا هو الأسلوب الذكي ليرد الهجوم عن نفسه، إنه يعلن مقاومته للسلطة، ويكون أيضاً تباطؤه هو الوسيلة العملية التي تسبب ضيق الأم، وهو بهذا لا يدخل في تحد مباشر مع الأم. وهذا هو ما يتبعه الطفل الذي تكون سلطة الوالدين عليه غير حازمة وغير ثابتة، بل تكون مجرد خوف من أن يشعر الطفل أن أحد الوالدين يكرهه، فالطفل يخاف من أن يفقد حب أحد الوالدين وخصوصاً حب الأم، لذلك فإن هناك اتفاقاً غير مرئي على ألا يدخل الطفل وأمه في معارك واضحة وصريحة بل مجرد معارك ضيقة الحدود لا تكون نتيجتها القضاء على أحد من الطرفين ولكنها نوع من المعارك يستمر طوال الحياة.

وفي حالة الطفل الذي في الثانية من عمره والذي يتعمد التباطؤ أثناء سيره مع أمه في الطريق.. هذا الطفل له أكثر من أسلوب لعلاج هذه المشكلة.

 

إننا لا يجب أن نتعجل منه في جعل خطواته كخطوات الأم، إن علينا أن نعرف أن الطفل سيحاول أن يلحق بأمه لو سارت في الطريق ببطء دون أن تظل تهدده وتتوعده بالويل والثبور وعظائم أمور العقاب. إن الطفل لا يجب أن يفترق عن أمه. صحيح أن الأم ستفقد الكثير من الصبر ولكن لا يجب أن يسبب ذلك إحساساً بالإحباط، ولهذا أيضاً فأنا أفضل أن تصحبه الأم أو أن تتركه عند إحدى الصديقات بدلاً من أن تخرج معه إلى السوق. ولكن ماذا نفعل في حالة الطفل الذي قد بلغ عامه السابع أو الثامن وأصبح محترفاً لفن التباطؤ والتكاسل. إننا نلاحظ أن الطفل في المرحلة بين العام السادس والعام الثاني عشر يحاول أن يؤكد فيها استقلاله عن الأسرة بكل الوسائل والأساليب. إنه يرغب في أن يدير كل شؤونه بنفسه، ولهذا فهو يستخدم أسلوب التباطؤ كسلاح يدافع به عن نفسه ضد أي اعتداء من سلطة الأسرة. كما أن هذا السلاح يؤكد فاعليته لأنه يسبب الضيق للأسرة طوال أيام الدراسة خصوصاً عند الرغبة في أن ينهض الطفل من سريره في الصباح، وعلاج هذه المسألة يعتمد على خطة من نقطتين، النقطة الأولى هو أن يمتنع الوالدان عن إبداء الرأي في كل صغيرة وكبيرة في حياة الطفل وذلك ليترسّخ في الطفل الإحساس بالمسؤولية والانتظام ويفخر في احترامه للمواعيد. إن ذلك دافع جيد يجعل الطفل يسرع دائماً، لكن بعض الآباء والأمهات من الذين تستعبدهم دوامة تهديد الطفل ومطالبته بالسرعة قد يؤكدون أن الطفل لا يهتم على الإطلاق بمسألة احترامه لمواعيد الدراسة.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 82 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,342