إثر منع مواطنيها من دخول بغداد، فقد قررت المحافظات العراقية الشمالية والغربية المحتجّة إلغاء قرارها بالزحف نحو العاصمة يوم الجمعة المقبل لأداء صلاة شيعية سنية موحدة في منطقة الأعظمية، وتأكيد إصرارها على مطالبها، حيث شددت القوات الأمنية من إجراءاتها في مداخل بغداد مع مختلف المحافظات.

 

أسامة مهدي: منعت القوات الأمنية العراقية اليوم الاثنين مواطني محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى من الدخول إلى العاصمة بغداد، حيث تقوم بتدقيق الهويات التعريفية بالداخلين إلى العاصمة، وحين ترى أنهم ينتمون إلى هذه المحافظات تقوم بمنعهم من إكمال رحلتهم إلى العاصمة، وإعادتهم إلى مناطق سكنهم، تخوفًا من مشاركتهم في تظاهرات الجمعة المقبلة، التي كانت تعدّ لجان التظاهرات في تلك المحافظات إقامتها في بغداد. وقامت القوات الأمنية المرابطة عند بوابة العاصمة بغداد في قضاء التاجي بمنع المواطنين من سكان تلك المحافظات من دخول بغداد.

 

وشهد محيط ومداخل بغداد ومنذ الصباح الباكر إجرءات أمنية واسعة غير مسبوقة، وخاصة تجاه السيارات الآتية من المحافظات، حيث شوهدت طوابير سيارات، تقدر بالمئات، وهي تقف عند مداخل السيطرات العسكرية على حدود بغداد مع تلك المحافظات.

 

استنفار أمني كامل

وقد تم وضع القوات الأمنية في حالة استنفار قصوى تحسبًا لأي طارئ قد يحصل، مع احتمال وصول المتظاهرين إلى العاصمة لأداء صلاة الجمعة فيها. كما ضربت القوات الأمنية طوقًا أمنيًا حول المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد لحماية مقر الحكومة فيها لمنع حصول خروقات أمنية محتملة فيها.

 

اتخذت القوات الأمنية إجراءات أمنية مشددة عند مداخل منطقة الأعظمية في شمال بغداد تحسبًا لأي طارئ قد يحدث خلال الأيام التي تسبق صلاة الجمعة المقبلة، حيث انتشرت القوات بشكل واسع عند مداخل الأعظمية، وهي تقوم بعملية تفتيش دقيقة غير مسبوقة، تسببت في عرقلة حركة المرور من وإلى المدينة.

 

إبعاد أمير الدليم عن بغداد

كما منعت قوات الأمن أمير عشائر الدليم علي حاتم السليمان من الوصول إلى بغداد إثر دعوته إلى إقامة الصلاة الموحدة الجمعة في بغداد. فقد اعترضت قوة تابعة للواء المثنى التابع لقيادة عمليات بغداد موكب السليمان، ومنعته من دخول العاصمة، كما قامت بمصادرة الأسلحة التي كانت بحوزة أفراد حمايته، وإجبار سيارات الموكب على العودة إلى محافظة الأنبار مجددًا.

 

وكان الشيخ السليمان دعا قوات الجيش والشرطة وباقي الأجهزة الأمنية إلى توفير الحماية اللازمة لمتظاهري الأنبار خلال توجههم إلى بغداد لأداء الصلاة الموحدة في جامع أبي حنيفة النعمان، وقال "إن متظاهري الأنبار يرغبون في إيصال صوتهم إلى داخل بغداد، بعدما عجزت الحكومة عن الاستماع لمطالبهم، من خلال اعتصاماتهم ومظاهراتهم في الأنبار".

 

من جهته أكد الشيخ أحمد أبو ريشة زعيم صحوة العراق العدول عن قرار التوجه إلى بغداد، وقال "تلقينا ظهر اليوم قرارًا من القوات البرية التابعة للقائد العام للقوات المسلحة، وبعد إيعاز من إيران، يرفض طلبًا سابقًا تقدمنا به إلى مكتب القائد العام عبر عمليات الأنبار لتأمين طريق الرمادي – الفلوجة - بغداد يوم الجمعة الموافق 15 -2- 2013 لأداء الزيارة والصلاة الموحدة في بغداد في جامع أبي حنيفة النعمان".

 

منع شعائر السنة... جواب طائفي

وأشار إلى أن القوات البرية التابعة لمكتب القائد العام قد أكدت أنها ترفض ذلك الأمر، ولا تسمح به، لكون الظرف الأمني لا يساعد على القيام بمثل هذه النوايا". وعلق قائلًا "هم يعتبرون أن في زيارتنا نوايا، وليست مجرد شعائر دينية". وشدد في تصريح نقلته وكالة "المدى بيس" على أن "جواب الحكومة هذا نعتبره قرارًا طائفيًا لمنعنا من ممارسة طقوسنا الدينية، أسوة بإخواننا في المحافظات الجنوبية".

 

وأضاف أن "الحكومة حشدت جيشًا مكوّنًا من لواءين لقمعنا، وهي تقول إننا وهابيون، الأمر الذي يشير إلى أنها اعطت التزامًا لإيران بأن السنَّةَ في العراق لن تقوم لهم قائمة بعد اليوم، وليس لهم وجود".

 

وأوضح أبو ريشة، وهو أحد قادة التظاهرات وأبرز الذين دعوا إلى نقل التظاهرات إلى بغداد، قائلًا "ردنا الآن على ما قامت به الحكومة هو تهدئة الأمور، لأن الحكومة لا تحترم مراجعنا الدينية ومراقدنا المقدسة.. ونحن بذلك نسلم أمرنا إلى الله، ونلجأ إلى التهدئة، والإبقاء على التظاهرات سلمية داخل محافظة الأنبار".

 

إيعاز من ملالي قم وطهران

يأتي منع القوات الأمنية سكان المحافظات المحتجة من الدخول إلى بغداد بعد أقل من 24 ساعة على إعلان متظاهري ومعتصمي الأنبار مساء أمس تأكيدهم على إقامة الصلاة في جامع أبو حنيفة في بغداد، على الرغم من "تهديدات الحكومة"، مطالبين مجلس الأمن الدولي بمحاسبتها، "لأنها تمارس الإرهاب ضد شعبها". وشددوا على أن ما تقوم به الحكومة هو بـ"إيعاز من ملالي قم وطهران".

 

وكان متظاهرو الأنبار أعلنوا الجمعة الماضي عن بدء "الزحف السلمي" إلى بغداد في الأسبوع المقبل لأداء صلاة الجمعة في جامع أبي حنيفة في الأعظمية، داعين المراجع الشيعية في النجف وكربلاء إلى حضور الصلاة، كما طالبوا الحكومة والأجهزة الأمنية بتوفير الحماية لهم.

 

يذكر أن محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديإلى وكركوك تشهد منذ 45 يومًا تظاهرات، يشارك فيها عشرات الآلاف جاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي، والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.

المصدر: كرمالكم الإخبارية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 12 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,691