كيه 900 مزود بشاشة قياس 5,5 إنش وسماكة قليلة جداً
يحيى أبوسالم
رغم تواجدها الكثيف وتركيزها الكبير على عرض آخر منتجاتها التقنية والتكنولوجية في عالم الأجهزة الذكية في معرض إلكترونيات المستهلك الماضي في لاس فيجاس، ورغم نيتها التواجد بقوة أيضاً وبمنتجات وأجهزة من فئة "السوبر الفائقة" في معرض الهواتف المتحركة القادم في برشلونة، مازالت ثاني أكبر شركة تصنيع للهواتف في الصين "لينوفو"، تعاني في الكثير من دول العالم والمنطقة، ومازالت منتجاتها الذكية من الهواتف المتحركة وغيرها، تعتبر خياراً رابعاً أو خامساً، وقد لا تدخل ضمن خيارات الشراء للمستهلكين والزبائن، رغم ميزاتها ومواصفاتها الكثيرة والمتعددة، مثل هاتفها الأخير الخارق فائق الأداء "كيه 900".
مازالت علامة “صنع في الصين” على المنتجات التكنولوجية، من أحد أهم الأسباب التي تجعل غالبية المستهلكين لا يلتفتون إلى الأجهزة المختومة بهذه العلامة، ومازالت أحد أهم الدوافع لإحجام الزبائن عن شراء هذه المنتجات المصنعة والمنتجة من شركات صينية، حتى وإن كانت بجودة ومواصفات عالمية. وهو الأمر الذي لم يلق نفس التأثير من الإحجام والابتعاد من الزبائن عن المنتجات المختومة بهذه العلامة، والمصنعة داخل حدود الصين، إنما لشركات عالمية أميركية أو يابانية أو أوروبية مثل أجهزة أبل، أو سوني الذكية وغيرها.
تصنيف جديد
يمكن تصنيف الهاتف الصيني الجديد على أنه أحد أهم وأبرز الهواتف الذكية التي يمكن تصنيفها ضمن فئة “السوبر فائقة”، وهذا الهاتف، الذي قامت لينوفو بكشف النقاب عنه في معرض إلكترونيات المستهلك الماضي، رغم خسائرها المالية، ورغم إلغائها للعديد من نسخ هواتفها التي كان من المقرر طرحها هذا العام، ينافس في الشكل والمواصفات العديد من الهواتف الذكية التي سترى النور قريباً، من شركات عالمية كبرى مثل سوني اليابانية وهواوي و زي تي إيه الصينيتين. حيث جاء الهاتف الصيني كيه 900 على خلال الهواتف الأخرى التي تم عرضها في معرض إلكترونيات المستهلك، بشاشة قياس 5,5 إنش من نوع أي بي أس، تمتاز بوضوحها الفائق الذي يصل إلى (1920x1080) بكسل، بكثافة صورة عالية تصل إلى 400 بكسل لكل إنش، تمتاز باستخدامها للنسخة الثانية من زجاج جوريلا المقاوم للكسر، ما يعني صلابة أكبر وخفة أقل وسرعة استجابة للمس أسرعة، من النسخة الأولى من هذا الزجاج.
وعلى العكس من الهواتف ذات الشاشات الكبيرة التي عرضت في معرض إلكترونيات المستهلك، والتي زود أغلبها وخصوصاً التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، بالمعالج المركزي كوالكوم رباعي الأنوية من نوع كوالاكوم، والذي جاء في أغلب هذه الهواتف بسرعة وصلت إلى 1,5 جيجاهيرتز. وجاء الهاتف الصيني كيه 900 وكخطوة سابقة وفريدة من نوعها، وبالشراكة مع إنتل الأميركية، زود بالمعالج المركزي عالي الأداء من فئة كلوفر تريل (إنتل أتوم z2580)، ثنائي الأنوية والذي يأتي بسرعة عالية جداً، مخصص للهواتف والأجهزة الذكية وصلت إلى 2,0 جيجاهيرتز، ويمتاز بدعمه لمعالج رسوم داخلي عالي الأداء، ويدعم معالجة الرسوم ذات الوضوح الفائق، بالإضافة إلى قدرته الكبيرة في توفير الطاقة. وهو ما سيجعل الهاتف الصيني الجديد واحدا من أسرع الهواتف الذكية في العالم حين يتم إطلاقه رسمياً في الأسواق.
وتم تزويد الهاتف إلى جانب المعالج المركزي فائق الأداء، بكاميرا خلفية قد تعتبر من أفضل كاميرات الهواتف الذكية المستقبلية، حيث تم تزويدها بعدسة ذات فتحة واسعة بحجم f1,8، وبوضوح عال يصل إلى 13 ميجابكسل، كما تم استخدام المستعر الخاص بشركة سوني “Exmor Rs”، بالإضافة إلى تزويدها بفلاش خلفي مزدوج من نوع إل إيه دي. ما يجعل كاميرا الهاتف الصيني الجديد منافسا رئيسيا ومباشرا للكاميرات المدمجة ولبعض الكاميرات الرقمية من نوع إس أل أر، وخصوصاً مع قدرتها الفائقة على التصوير الواضح في ظروف الإضاءة المنخفضة والسيئة.
وسيأتي الهاتف الجديد كما في العديد من الهواتف الذكية الحالية والقادمة بذاكرة عشوائية من نوع رام بحجم كبير يصل إلى 2 جيجابايت، هذا بالإضافة إلى أنه سيأتي مزودا بذاكرة تخزين داخلية بحجم 16 و32 جيجابايت، بالإضافة إلى توافقه التام مع الذاكرة الخارجية من نوع “مايكرو إس دي”.
شكل جذاب
قلة قليلة من الهواتف الذكية والشركات المنتجة والمصنعة لها، حذت حذو الأميركية أبل فيما يتعلق بالشكل الخارجي لهاتفها ذائع الصيت آي فون، وخصوصاً بنسخته الأخيرة رقم 5. حيث كان آخر هذه الشركات، هي الكندية ريسيرش إن موشن، المنتجة لهواتف بلاكبيري، والتي تمكنت من العودة إلى سوق الهواتف الذكية بعد طول غياب، بهاتفها الجديد زي 10، الذي اتخذ من الشكل والمظهر الخارجي أساساً جديداً للفت نظر الزبائن والمستخدمين إليه.
واليوم ها هي الصينية لينوفر، تنهج نفس نهج الأميركية أبل والكندية ريم، فيما يتعلق بالشكل الخارجي لهاتفها الذكي الجديد كيه 900، والذي عمدت الشركة الصينية إلى التركيز الكبير على شكله ومظهره الخارجي بنفس حجم التركيز والاهتمام الكبير الذي أعطته لمواصفات وميزات الهاتف الفنية والتقنية.
فجاء الهاتف كيه 900 الجديد بنحافة شديدة، وصلت إلى 6,9 ملم، بمعنى أنه تفوق وبمراحل كبيرة على غريمه الشرس الكوري جالاكسي نوت 2، الذي جاء بسماكة أعلى وصلت إلى 9,4 ملم. بالإضافة إلى أن وزن الهاتف الصيني ذو الشاشة ذات قياس 5,5 إنش، لم يتجاوز 162 جراما، بينما تجاوز هذا الوزن الهاتف الكوري الذي يأتي بنفس حجم الشاشة، ليصل وزنه إلى 183 جراما.
كما تم بناء الهاتف بهيكل من مادة “الفولاذ المقاوم للصدأ”، كما جاء غطاء الهاتف الخلفي القابل للفتح مصنعا من نفس هذه المادة، مما يفسر خفة وزن الهاتف رغم كبر حجم شاشاته. وهو ما أعطى للهاتف شكلا مميزا وفريدا وجذابا، قلة من الهواتف الذكية تنتج هواتفها بمثل شكله ومظهره الخارجي. كما تم تصنيع الجزء العلوي والسفلي من خلفية الهاتف من مادة “البوليكاربونيت”، التي تمتاز بخفة وزنها وصلابتها المطلقة، والتي تعطي المستخدم شعورا بسيطرته على الهاتف وخصوصاً إذا أمسكه في يد واحدة. وهي إحدى أهم السلبيات التي يعاني منها هاتف جالاكسي نوت بنسختيه الأولى والثانية، حيث إنه معرض للانزلاق من يد المستخدم بسهولة.
كما إن استخدام مادة البوليكاربونيت في خلفية الهاتف العلوية والسفلية، ستعطي المجال الأكبر لمستقبل الإشارات اللاسلكية الخلفي ليرسل ويستقبل الإشارات بفاعلية أكبر ذات أداء أعلى، دون التقليل أو الحد من سرعة نقل أو إرسال البيانات، وذلك لقلة حجب هذه المادة للإشارات المرسلة عبرها.
وسيأتي الهاتف الصيني الجديد بنظام التشغيل أندرويد، ورغم عدم تأكيد شركة لينوفر لنسخة نظام التشغيل التي سيزود بها الهاتف من المصنع، إلا أنه يتوقع أن يأتي بالنسخة جيلي بين 4,2، الحالية من جوجل. كما سيدعم الهاتف أغلب تقنيات الاتصال والشبكات، إلا أنه وبحسب بعض المصادر لن يدعم تقنيات الاتصال فائق السرعة بالإنترنت “الجيل الرابع” أو تقنيات الاتصالات بعيدة المدى LET، وهذا قد يكون في بعض الأسواق العالمية وخصوصاً الشرقية منها، أما في الأسواق الأوروبية والغربية وحتى أسواق المنطقة، فمن المتوقع أن تطرح الصينية لينوفر، نسخا خاصة من هاتفها كيه 900 تدعم تقنيات الجيل الرابع والاتصال السريع بالإنترنت.
موعد غير محدد
على عكس العديد من الشركات العالمية فإن الهاتف الصيني الذكي الجديد كيه 900 فائق الأداء والذي يمكن اعتباره من الهواتف “السوبر فائقة” التي سترى النور خلال العام 2013، والتي تنتجه الصينية لينوفو، سيتوافر في البداية في أسواق الهند، وأندونيسيا، والفليبين،و فيتنام وروسيا، وذلك في المراحل الأولى من إطلاقه، ثم سيبدأ شحنه إلى دول المنطقة والدول الأوروبية والأميركية، بعد ذلك. وهو ما قد يفسر رغبة الشركة الصينية في طرح النسخ الأولى من الهاتف والتي قد تخلو من تقنيات الجيل الرابع للاتصال بالإنترنت وبعض الميزات، بأسعار قليلة، ثم تقوم بطرح نسخ تحتوي على تقنيات الجيل الرابع للإنترنت، وبعض الميزات الأخرى، بأسعار أعلى في الأسواق العالمية الأخرى.
ساحة النقاش