نشرت رويترز تقريراً تقنياً ممتعاً ، استعرض محطات العلاقة بين العملاقين الامريكي والكوري عبر العقد الماضي ، التى كانت محفوفة بالورود فى بدايتها ، وأقل ما توصف أنها علاقة رومانسية وطيدة بين الشركتين.. وانتهت بالمُطاردات الشرسة فى ساحات القضاء ، والغرامات المليارية..
أشار التقرير أن بداية الصدام بين العملاقين ، ظهرت عندما أرسل ( جي كيه شين ) رئيس أنشطة الاجهزة المحمولة فى سامسونغ رسالة داخلية إلى موظفيه فى مطلع العام 2010 يقول فيها :
” بزوغ هاتف الآيفون يعني أن الوقت حان فعلاً لأن نغير طريقتنا ! “
وفى نفس العام ، ظهر فى الاسواق هاتف الجالاكسي إس النسخة الاولى ، الذي يعمل بنظام الاندرويد .. ويشبه فى مظهره وملمسه وشكله جهاز الايفون إلى حد كبير !
هنا بدأت السُحب تتجمع ، وسماء العلاقة الصافية الوطيدة بين الشركتين تتبلد بالغيوم ..
استشاط الراحل ستيف جوبز غضباً فى هذا التوقيت بالذات ، وأخذ يشكو هو وصديقه ونائبه تيم كوك نائبه ( والرئيس الحالي للشركة ) للوفد القادم من سامسونغ إلى أبل خلال زيارتهم لها فى تلك الفترة ؛ أن أبل بعد ظهور هاتف سامسونغ الاخير تعترض بشدة على هذا المُنتج ، وانها توقعت ان تقوم سامسونغ بتعديل التصميم استجابة لمخاوف أبل ..
ومر عام 2010 بتوتر كبير فى العلاقات بين أبل وسامسونغ ، إلى أن ظهر فى مطلع العام 2011 جهاز سامسونغ اللوحي ( جالاكسي تاب ) الذي قصم ظهر البعير كما يُقال ، واعتبره جوبز سرقة صريحة لجهاز أبل اللوحي آيباد..
اتخذ ستيف جوبز قراراً قاطعاً بمُقاضاة سامسونغ ، على الرغم من مُعارضة نائبه فى ذلك الوقت تيم كوك ،بسبب قلقه على علاقة التوريدات الحيوية بين أبل وسامسونغ ، إلا أن قرار جوبز كان صارماً ولا يقبل المُناقشة .. وقامت أبل بالفعل برفع أولى قضاياها على سامسونغ فى ابريل من العام 2011 ..
وبعد مرور عدة أشهر ، فارق المُعجزة التقنية ستيف جوبز الحياة .. إلا أن إلتزام تيم كوك بتنفيذ قرار صديقه ، ومُطاردة سامسونغ فى ساحات المحاكم ظلّ كما هو ، إلى أن تكبدت الشركة الكورية أكبر ضربة لها من طرف أبل ، عندما تم تغريمها مبلغاً ضخماً وصل إلى المليار دولار ، والتضييق على بعض مُنتجاتها فى السوق الامريكي ، وذلك فى النصف الثاني من العام الماضي..
لن أعلّق على هذه التفاصيل .. ولكن السؤال الذي يهمني أن أجد له إجابة عندك بالفعل :
هل ماقامت به سامسونغ يُعتبر خيانة وخسّة غير مشروعة ؟ .. ام مكر ودهاء مقبول للوصول إلى مكانة عالمية غير مسبوقة بالنسبة لها ، تجنى الآن ثمارها بلا شك ؟!
هناك دائماً شعرة رقيقة بين ( المكر ) و ( الخيانة ) .. أعترف أننى لا أستطيع الحُكم بوضوح !
ساحة النقاش