يقال: غَرِيزة عقل لا يَضِيعِ معها عَمَل، وكان يقال: أجَل الأشياء أصلاً وأحْلاها ثمرةً صالح الأعمال وحُسن الأدب وعقل مُسْتَعمل.
والتجاربُ ليس لها غاية والعاقل منها في الزَيادة.
ومكتوب في الْحِكمة: إنَّ العاقلَ لا يغترَّْ بمودَّة الكَذوب ولا يثِق بنَصيحته ويُقال: مَن فاته العقلُ والفُتوَّة فرَأْسُ مالِه الجَهْلُ.
ويُقال: من عَير الناسَ الشيءَ ورَضِيه لنفْسه فذاك الأحْمق نفسُه.
والعاقلٍ دائمُ المودَة والأحمق سَريع القطِيعة. وصَديق كل امرئ عقله وعدوُه جَهْله.
المعْجبِ لَحُوح والعاقلُ منه في مَؤُونة.
وأمَا العُجْب فإنه الجَهْل والكِبر. وأعلى الناس بالعَفْو أقدرُهم على العُقوبة وأنْقص الناس عقلاً مَن ظَلم من هو دونه.
وما شيء بأحسنَ من عَقْل زانه حِلْم وحِلْم زانه عِلم وعِلم زانه صِدْق وصِدْق زانه عَمَل وعَمَل زانه رِفْق.
وكان عمر بن الخطّاب رضىِ الله عنه يقول: ليس العاقلُ من عَرف الخير من الشر، بل العاقل مَن عرف «خَير» الشرّين ويقال: عدوٌ عاقل أحب إلي من صديقٍ جاهل.
وكان يقال: الزم ذا العقل وذا الكرم واسترسل إليه وإياك وفراقه إذا كان كريماً، ولا عليك أن تصحب العاقل وإن كان غير محمود الكرم، لكن احترس من شين أخلاقه وانتفع بعقله ولا تدع.
وكان يقال: قطيعة الأحمق مثل صلة العاقل.
وقال الحسن: ما أودع الله تعالى امرأ عقلاً إلا استنقذه به يوماً ما.
وقال بزرجمهر: لا ينبغي للعاقل أن ينزل بلداً ليس فيه خمسة: سلطان قاهر وقاضٍ عدل وسق قائمة ونهرٍ جارٍ وطبيب عالم.
وقال أيضاً: العاقل لا يرجو ما يعنف برجائه ولا يسأل ما يخاف منعه ولا يمتهن ما لا يستعين سئل أعرابي: أي الأسباب أعون على تذكية العقل وأيها أعون على صلاح السيرة فقال: أعونها على تذكية العقل التعلم وأعونها على صلاح السيرة القناعة.
وسُئل عن أجود المواطن أن يُخْتبر فيه العقل فقال: عند التّدْبير.
محمود سامي البارودي:
بادرِ الفرصة ، واحذر فوتَهــا فَبُلــُوغُ الْعِزِّ في نَيْلِ الْفُرَصْ
واغْتَنِمْ عُمْرَكَ إِبَّــــــــانَ الصِّبَا فهو إن زادَ مع الشيبِ نقَص
إِنَّمَا الدُّنْيَا خَيَـــــالٌ عَـــارِضٌ قلَّمــــا يبقى ، وأخبارٌ تُقصْ
تارة ً تَدجو ، وطـــــــوراً تنجلِى عـادة ُ الظِلِّ سجا ، ثمَّ قلص
فَابْتَدِرْ مَسعاكَ، وَاعْلمْ أَنَ من بادرَ الصيدَ معَ الفجرِ قنصْ
لَنْ يَنَالَ الْمَرْءُ بِالْعَجْزِ الْمُنَى إنَّمــا الفوزُ لمنْ هَمَّ فنَصْ
يَكــــدحُ العاقـــــلُ فى مأمنهِ فــــإذا ضاقَ بهِ الأمرُ شخَصْ
إِنَّ ذَا الْحَاجَة ِ مَا لَمْ يَغْتَرِبْ ....... عن حماهُ مثلُ طيرٍ في قفصْ
ساحة النقاش