العزم على خوض تجارب جديدة في 2013 يُجدد حيوية النفس 

حل الشهر الثاني من السنة التي كانت بالأمس القريب جديدة، ولا بد أن كل واحد منا وضع أمنيات وأهداف، ووعد نفسه بالعمل على تحقيق الجيد وزيادته، وتقليص السيئ وتركه. غير أن الحياة هي أكثر من مجرد أهداف وأمنيات، إنها تحديات ومستجدات، وإشراقات وإخفاقات، والماهر منا من يخرج بفائدة من كل تجربة جديدة يخوضها أو يُلفيها في طريقه.

وترى الدكتورة شيريل نيس من عيادات «مايوكلينيك» أنه بدلاً من أن يركز الشخص على وضع قائمة طويلة من الأمنيات والأهداف لتحقيقها مع متم العام الحالي، يمكنه وضع قائمة تحوي 13 شيئاً جديداً يرغب في القيام به، سواءً كان فكرة أو مشروعاً أو تجربة أو أي شيء مبتكر جديد يحب أن يأتيه. قد تكون رغبة في زيارة متحف محلي، أو المشاركة في عمل تطوعي، أو زيارة المسنين في غير يوم عيدهم العالمي، أو دار للأيتام، أو القيام برحلة جبلية رفقة الأصدقاء، أو غيره من الأشياء. فلا يخلو ذهن أي واحد منا من أمنيات لم تتحقق وأفكار لم تتجسد.

ما عليك إذن إلا أن تجلس مع زوجتك (زوجك)، أو صديقك (صديقتك)، وتقوم بعصف ذهني للتعبير عن التجارب الجديدة التي ترغب حقاً في خوضها. وتيقن أنك ستُفاجأُ بأنك تفوت مُتعاً جميلة قريبة منك وفي متناول يديك، قد تكون في حيك، أو بيتك، أو مدينتك، أو مقر عملك!

 

جرب الانضمام لصف يوجا أو تأمل، أو الاستمتاع بالمشي على ضفاف بحيرة أو أعتاب شاطئ يرخي سدول أمواجه على أَكُف الرمال المنبسطة. قم بزيارة إلى مقهى لم يسبق لك زيارته بعد، رتب زيارة لسوق طيور أو مواش أو جمال وسترى أشياء تكتشفها لأول مرة، اذهب لمشتل واقطف بنفسك الزهور التي تريد أن يُصففها لك صاحب المشتل في باقة وتعرف على أسمائها واحدة واحدة، زُر إحدى ضيعات قريب لك واقطف خضراواتها وفواكهها وحضر منها طبقاً شهياً تتلذذ بأكله هناك أو في حديقة بيتك الخلفية أو في البراري، تعلم لعب الجولف إن كنت تحبه، أو الشطرنج، أو البلياردو، أو أي لعبة منعك الجهل بقواعدها سابقاً من الاقتراب منها، حاول أن تعيد استكشاف كل شيء حواليك. وبعد أن تضع قائمة نهائية بالأشياء الجديدة التي ترغب في سبر أغوارها هذه السنة، اتخذْ الخطوات اللازمة لتنفيذها وضع لها موعداً زمنياً. وعندما تبدأ، استشعر جمال ومتعة هذه الأشياء الجديدة، ووسع آفاق نظرتك لها، أيقظ كل القيم الجميلة النائمة في باطنك، وستجد أن كل تجربة جديدة تُولد لك أفكاراً جديدة وتَسْتَنْسل لك بناتا وحفيدات لهذه الأفكار.

 

وتيقن أن استمتاعك بكل تجربة يُسافر بعقلك إلى مكان آخر وأفق مختلف، ويجعلك تكتشف معنى آخر أكثر طراوة عن متعة الحياة. وتأكد أنك ستجد ما بين سطور كل معنى وآخر أشياء جديدة تحبها وتعشقها وتضيفها إلى جدول أنشطتك اليومية المُبهجة.

وفي الوقت عينه، اجعل هذه السنة عاماً تتخلص فيه من عاداتك السيئة، سواءً كانت تدخيناً أو سهراً ليلياً أو نميمة وغيبة أو عصبية أو قسوة أو سخرية أو حقداً أو حسداً أو حمية أو كبراً، واقتلع شأفة كل قيمة سلبية تترعرع في داخلك، واعلم أن الطبائع السيئة لا تولد مع صاحبها، وإنما تُكتسب من محيطه الأسري والاجتماعي والبيئي.

فاهزم كل خصالك غير الحميدة وغيرها من منحاها السلبي إلى الإيجابي واحدة واحدة، وحاول تنقية نفسك من كل تلك الشوائب الضارة والطفيليات التي تلتف حول ثمارها حتى تمنعها من تعكير صفو نفس وتُحافظ على صفائها وبهائها، وإشراقها!.

وتختم الدكتورة شيريل كلامها بالقول إن كل شخص يمكنه أن يرفع تحدياً يضعه نُصب عينيه ما تبقى من أشهر العام، فيكون صادقاً مع نفسه فيما يحبه وما يكرهه، وما يرغب في أن يُطوع نفسه على حبه أو كرهه.

وسيجد نفسه في نهاية العام أكثر سروراً ورضاً وحبوراً، وسيكون أكثر إقداماً على الحياة، وأكثر استصغاراً لعثراتها ومشاكلها مهما ظهرت كبيرة في أعين غيره، وسيتمكن بذلك من الظفر بالتحدي، ويستشعر رغبة أقوى في وضع قائمة بالأشياء الجديدة التي يريد خوضها في العام المقبل.

المصدر: موقع «mayoclinic.com»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 62 مشاهدة
نشرت فى 5 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,494