بات الناس حيارى، تائهين بين الحقيقة والوهم. فإذا أصبحنا على اكتشاف أو اختراع علمي، أو منتج أو عقار طبي جديد، تتسابق بعض الدوائر وأجهزة الإعلام أو الدعاية التجارية نحو تسويقه، وتتنافس نحو إبراز وتضخيم فائدة وفاعلية أو«عبقرية» هذا المنتج أو ذاك.

ثم نفاجأ في اليوم التالي بأخبار ودراسات وبحوث تحذر الناس من تعاطي هذا الدواء، أو استخدام هذه التقنية أو تلك، ونجد من يستند في تفسيراته وتأويلاته إلى الحرب الدعائية غير المعلنة بين كثير من الشركات العالمية المتنافسة، لا سيما تلك التي تتعلق نشاطاتها بالأدوية أو الغذاء.

المنتجون يجنون الثمار، والمستهلكون يستغرقون في حيرتهم، والحقيقة تظل معلقة في عالم الغيب إلى أن تكشف الأيام عن الحقيقة الدامغة، وبعد أن يدفع كثيرون ثمناً باهظاً من صحتهم وأموالهم.

 

كان الناس إلى عهد قريب يعتمدون على الأفران البدائية التقليدية التي توقد بالأخشاب والحطب في انضاج طعامهم، وتطورت التكنولوجيا إلى أفران السولار والوقود السائل، ثم الغاز والكهرباء في فترة لاحقة، وإلى قبل أقل من عقدين من الزمن أطلت علينا أفران «المايكروويف» في آخر صيحات الطاقة، ومعها تزايد الحديث عن المخاطر الصحية التي تسببها، ومن ثم تبارت الشركات المنتجة نحو تمويل أبحاث علمية عالمية للدفاع عن أفران «المايكروويف»، والتقليل من تلك المخاطر. لعلنا نتذكر الطالبة الانجليزية التي دفعها فضولها العلمي لتجربة علمية مثيرة للاهتمام، وأثبتت من خلالها أن التسخين بأفران «المايكروويف» يتسـبب في تأثيرات ضارة على الأطعمة والسوائل. الطالبة استخدمت كمية من المياه المفلترة «المنقاة»، وقسمتها إلى نصفين متساويين، وقامت بتسخين النصف الأول إلى درجة الغليان على موقد غاز عادي، بينما اعتمدت على فرن «المايكروويف» للنصف الثاني. وبعد تبريد الماء، قامت بري نبتتين منفصلتين، حيث أرادت أن تكتشف ما إذا كان هنالك أي فرق في نمط نمو النبتتين، وهو الفرق الذي من المفترض أن يكون سببه هو الطريقة التي تم غليان الماء بها، إذ أن تلك الطريقة تؤثر بشكل أو بآخر على تركيبة جزئيات الماء وعلى نمط الطاقة الحيوية الكامنة فيه.

 

وجاءت نتيجة التجربة لتؤكد بشكل عملي أن التسخين بـ«المايكروويف» ينطوي على مخاطر وأضرار تهدد الصحة، إذ إن الذبول والموت كان مصير النبتة التي سقيت بالماء الذي تم تسخينه في «المايكروويف»، بينما لم تذبل النبتة الأخرى التي سقيت بالماء الذي تم تسخينه طبيعياً. وتأكيداً للنتيجة التي كشفت عنها تلك التجربة، فإن نتائج دراسات علمية متقدمة كشفت عن أن المشكلة في أفران «المايكروويف» لا تكمن في الإشعاعات التي قد نتعرض لها مباشرة، بل تكمن أساساً في أن تلك الإشعاعات هي عبارة عن موجات لاسلكية فائقة التردد تتسبب في تخريب وتدمير البصمة الوراثية (DNA) الخاصة بالطعام والشراب، وأن الجسم لا يستطيع أن يستخلص الطاقة الغذائية الكامنة في الأطعمة، مما يتسبب في تقليص إفراز الهرمونات الذكورية والأنثوية، كما أنها تشوه تركيبة جزئيات الأملاح والفيتامينات والمعادن والمغذيات الأخرى إلى درجة أنها تكون تأثيرات مسببة للتسرطن، فضلاً عن أن الاستخدام الدائم لهذه الأفران يسبب إضعاف الذاكرة وتقليل قوة التركيز وتقليص نسبة الذكاء. وسلامتك من «المايكروويف».

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 36 مشاهدة
نشرت فى 3 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,647