قال أكثم بن صَيْفي: مَقْتل الرَّجل بين فكَّيه. وقال: ربما أَعْلَم فأَذَرُ، يريد أنه يَدع ذِكرَ الشيء وهو به عالم لما يَحْذر من عاقبته.
قال الشاعر:
وقد يُرْجَى لجُرْح السيف بُرْءٌ ولا بُرْءٌ لما جرح اللِّسانُ
وقيل في إكثار الكلام وما يتقى منه: مَن ضاق صَدْرُه اتَّسع لسانُه. ومن أكثَر أَهْجَر: أي خَرَج إلى الهُجْر وهو القَبيح من القَول. وقالوا: المِكثار كحاطب ليل، وحاطِبُ اللَّيل ربما نَهَشته الحيَّة أو لسعتْه العَقْرب في احتطابه ليلاً. وقالوا: أوَل العيّ الاختلاط وأسوأ القول الإفراط.
وفي الصمت - قالوا: الصمتُ حُكم وقليلٌ فاعله. وقالوا: عَيّ صامِت خَيْرٌ من عَيٍّ ناطق. والصمتُ يُكْسِب أهلَه المحبّة. وقالوا: استَكْثَر من الهَيْبة الصَّموتُ.
والندم على السُّكوت خَيْر من النَّدم على الكلام. وقالوا: السُّكوت سَلاَمة.
وتقول العرب في الخُلُوِّ من اللّباس والسِّلاح رَجل حَاف من النَّعْل والخُفِّ، وعُرْيَان من الثياب، وحَاسِر من العِمَامَة، وأَعْزَلُ من السِّلاح، أَكْشَفُ من التُّرْس، أَمْيَلُ من السيف، أَجَمُّ من الرُّمْح، أَنْكَبُ من القَوْسَ. أراه ينخرط في سلكه، حَسَرَ عن رَأْسِه، سَفَرَ عن وَجْهِه، افْتَرَ عن نَابِه، كَشَرَ ْعن أسْنَانِه، أبْدَى ْعن ذِرَاعه، كَشَفَ ْعن سَاقه، هَتَكَ ْعن عَوْرَتِهِ. وتقول العرب عن الرجل إذا خلا رَأْسه من الشعر أصْلَع، حَاجِب أمْرَط وَأطْرَط ، جَفْن أمْعَط، خَد أمْرَد عارِض أثَطّ، جَنَاح أحَصّ. لا يُقال لِلقَوم رُفْقةٌ إلاّ ما داموا مُنْضَمِّين في مجلس واحد أو في مَسِير واحدٍ، فإذا تَفرّقوا ذهب عَنهم اسم الرُفقَة. ولم يَذْهَبْ عنهُم اسمُ الرّفيق.
لا يُقال للبِطِّيخ حَدَج إلاّ ما دامَتْ صِغاراً خُضْراً
لا يقال للذَهب تِبْر إلاَّ ما دامَ غَيْرَ مَصُوغ
لا يقال لِلحجَارَة رَضْف إلا إذا كانَتْ مُحْمَاةً بالشَّمسِ أوَ النَّارِ
لا يقال للشَّمس الغَزَالةُ إلاّ عند ارْتِفاعِ النَهارِ
لا يقال للثَوْب مُطْرَف إلاّ إذا كانَ في طَرَفَيْهِ عَلَمَانِ
لا يقال للمَجْلِس النَّاتِي إلاّ إذا كانَ فيهِ أهْلُهَ
لا يقال للريح بَلِيل إلاّ إذا كانتْ بارِدَة ومعها ندى
لا يقال للمرأَة عَاتِق إلاّ ما دامتْ في بَيْتِ أَبويْها.
لبيد بن ربيعة العامري
تَمَنّى ابنَـتَايَ أنْ يَعيشَ أبُوهُمـــا
وهلْ أنا إلاَّ مــن ربيعة َ أوْ مضــرْ
ونـــائحتانِ تندبــــانِ بعاقـــــلٍ
أخـا ثقة لا عينَ منـــهُ ولا أثــــرْ
وفي ابنيْ نزارٍ أُســـوة ٌ إنْ جزعتُما
وَإنْ تسألاهـــُمْ تخبرَا فيهِمُ الخبرْ
وفيمنْ سواهُمْ مِنْ مُلوكٍ وسُوقـة
دعائمُ عرشٍ خانَهُ الدهــرُ فانققرْ
ساحة النقاش