أداء أكثر من مهمة في وقت واحد يُضعف الجودة
الأشخاص الذين درجوا على القيام بمهام متعددة في وقت واحد في مقار عملهم أو بيوتهم هم الأقل أداءً وإتقاناً لها. هذه خلاصة ما توصلت إليه دراسة حديثة عن تعدد المهام المتزامنة، نُشرت في العدد الأخير من مجلة «بلوس وان».
وتوصل باحثون إلى هذه النتيجة بعد إجرائهم دراسة حول الأداء والتقييم الذاتي، شملت 275 من الطلبة الجامعيين. ويفيد هؤلاء الباحثون أن كثيراً من الأشخاص يؤدون مهام متزامنة عديدة من منطلق زيادة إنتاجيتهم، وليس بدافع حبهم لذلك أو رغبتهم فيه. وأضافوا أن الغريب أن سحرهم ينقلب عليهم، إذ إنهم يغدون أكثر انشغالاً وأقل تركيزاً. ما ينعكس سلباً على جودة المنتج النهائي.
ويقول ديفيد سانبونماتسو، عالم نفسي ومحاضر بجامعة يوتا «من وجهة نظر السلامة العامة، يمكن القول إن الأشخاص الذين سبق لهم ارتكاب حوادث سير بسبب تحدثهم بالهاتف هم الأسوأ في مهارة إنجاز المهام المتزامنة».
ويرى ديفيد أن هذا الحضور الطاغي والمبالَغ فيه لمفهوم «تعدد المهام المتزامنة» في العقود الأخيرة الماضية زاد وتنامى بشكل كبير، وأصبح يُعد ميزة تستحق المدح والثناء، وتضاعف فرص التقدم والارتقاء الوظيفي! غير أن الشيء غير المصرح به هو أن تعدد المهام وتزامنها يُشعر الشخص برضا أكثر، لكنه يتم غالباً على حساب جودة الإنتاجية.
وقاس الباحثون قدرة المشاركين على أداء مهام متعددة في وقت واحد بأن كلفوهم بحل مسألة ذهنية تحتاج إلى حسابات رياضية بسيطة، مع تذكر تسلسل الحروف. فوجدوا أن معظم المشاركين بالغوا في تقييم قدراتهم في أداء مهام متزامنة، إذ إن إضافة مهمة تذكر تسلسل الحروف أثر بشكل ملحوظ على سرعة حلهم للمسألة الرياضية.
وسجل الباحثون أن الأشخاص الذين قالوا إنهم تعودوا على أداء مهام عديدة في وقت واحد كانوا الأسوأ من حيث جودة المنتج النهائي لكل ما يفعلونه، وذلك بناءً على اختبارات قياس أداء المهام المتزامنة التي خضعوا لها. ويقول سانبونماتسو إن أداء مهام متزامنة لا يزيد الفعالية حتى إن بدا الأمر ظاهرياً عكس ذلك.
ويشرح ذلك قائلاً: «الناس يؤدون مهام متزامنة ليس بهدف زيادة الإنتاجية، وإنما بسبب انشغالهم بأكثر من شيء واحد في الوقت نفسه، أو بسـبب اضطرارهم لأداء أشياء متعددة في الوقت عينه. ما يجعلهم يفقدون في الغالب بوصلة أداء المهام حسب أولويتها، ويخلطون المهم بالأكثر والأقل أهمية».
ساحة النقاش