الجهاز الجديد يعمل بنظام التشغيل أندرويد الأخير جيلي بين 4,2
يحيى أبوسالم
تعلم شركات التكنولوجيا المصنعة والمنتجة للهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية تمام العلم، أن برامج الألعاب وتطبيقاتها المختلفة هي أحد أهم أسباب نجاح وانتشار وشهرة هذه الأجهزة، ولعل سهولة تنقل هذه الأجهزة واستخدامها في أي مكان، وسهولة تحميل الألعاب والبرامج المختلفة عليها، ساعدت أيضاً في انتشارها وكثرة الطلب عليها. إلا أن صعوبة التحكم بهذه الأجهزة خلال ممارسة اللعبة، جعلتها خياراً غير مناسب لمثل هؤلاء، من يرغبون في الشعور بالتحكم الحقيقي باللعبة خلال ممارستها في أي مكان، وهو الحل الذي عرضته مؤخراً الشركة الأميركية إنفيديا، من خلال جهازها الجديد «بروجيكت شيلد».
على هامش معرض إلكترونيات المستهلك الذي أسدل الستار عليه مؤخراً، قامت الشركة الأميركية «إنفيديا» إحدى أهم الشركات العالمية المنتجة للمعالجات المركزية المخصصة لبطاقات الرسوم من فئة «جي تي أكس»، والمنتجة أيضاً لمعالجات الهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية المركزية فائقة الأداء من نوع «تيجرا، بالكشف عن آخر ابتكاراتها التقنية والتكنولوجية المخصصة لعشاق وهواة الألعاب، وهو جهازها الجديد «بروجيكت شيلد» الذي يتوقع له أن يرى النور خلال الربع الثاني من هذا العام.
عكس التوقعات
على العكس من جهاز الألعاب الياباني الشهير «بي أس بي»، الذي تقدمه الشركة العالمية العريقة سوني، والذي طرحت منه نسختها الأخيرة «فيتا» مؤخراً، ولم تلاق الصيت والنجاح الكبير الذي كان متوقعاً، بالإضافة إلى الجهاز الياباني «ويي يو» من الشركة الغنية عن التعريف نينتيندو، الذي طرح قبل أسابيع قليلة في أسواق المنطقة. يأتي الجهاز الأميركي «بروجيكت شيلد» على شكل ذراع تحكم بحجم حقيقي تماماً، أشبه بذراع التحكم الخاصة بجهاز الألعاب إكس بوكس 360. ومزودا بشاشة تعمل باللمس المتعدد قياس 5 إنشات ذات وضوح عال يصل إلى (1280x720) بكسل، تتمتع بكثافة لونية كبيرة تصل إلى 294 بكسل لكل إنش. ويعمل بنسخة نظام التشغيل التقليدية من جوجل «أندرويد جيلي بين 4,2»، مما يمكن مستخدميه من تحميل كافة البرامج والتطبيقات والألعاب عليه من متجر «جوجل بلاي»، كما يعطيهم في الوقت نفسه القدرة على ممارسة ألعابهم المفضلة المثبتة على كمبيوتراتهم الشخصية على الجهاز مباشرة، ودون الحاجة للجلوس أمام شاشات كمبيوتراتهم.
فإذا كنت تمتلك كمبيوترا شخصيا يحتوي على بطاقة الرسوم من نفس الشركة «إنفيديا»، فسيمكنك هذا الجهاز عبر تقنية الواي فاي فائقة السرعة «2x2 Mimo»، من نقل صورة اللعبة من شاشة كمبيوترك الشخصي إلى شاشة جهاز «بروجيكت شيلد»، لتتمكن عبر هذا الأخير من ممارسة اللعبة بحرية تامة، دون أن تخسر أي شيء يذكر في أداء اللعبة عبر هذا الجهاز. لأن الجهاز لا يقوم بتحميل اللعبة على ذاكرته الخاصة ولا حتى عمل «الرندر» عليه عند تشغيل اللعبة، إنما ينقل الصورة فقط، ويعطيك القدرة الكاملة على التحكم بها وأنت جالس بعيداً عن كمبيوترك الشخصي، ويترك كافة الأمور الأخرى لهذا الأخير ليقوم بها كما اعتدت على ذلك.
مواصفات فنية
يأتي بروجيكت شيلد، أو مهما كانت التسمية التجارية التي سيأتي عليها، بالمعالج المركزي فائق الأداء والقوة «تيجرا 4» الذي يعتبر أسرع معالج مركزي للهواتف الذكية في العالم، والذي تنتجه وتصنعه نفس الشركة المنتجة لهذا الجهاز، وسيأتي المعالج من فئة «كورتيكس إيه 15»، رباعي الأنوية، وبسرعة لم يتم الإفصاح عنها، رغم تأكيد أن هذا المعالج سيتمتع بقوة هائلة قادرة على التعامل مع الفكرة الجديدة التي سيعمل بها الجهاز بأداء فائق وسلاسة مذهلة.
وسيأتي الجهاز الجديد بذاكرة تخزين داخلية لم يتم تحديد حجمها إلى الآن، تماماً كما في الهواتف والكمبيوترات اللوحية، وذلك لتخزين الألعاب من متجر جوجل بلاي عليها، بالإضافة إلى قدرة الجهاز وتوافقه التام لقراءة الذاكرة الخارجية من نوع مايكرو إس دي. كما سيزود بذاكرة عشوائية بحجم لا يقل عن 2 جيجابايت. هذا بالإضافة إلى أن الشركة الأميركية قد تستخدم تقنية «LTE» في جهازها الجديد والتي تستخدم تقنيات الاتصال فائق السرعة، في نقل البيانات، والتي تتجاوز 100 ميجابايت في الثانية الواحدة.
كما سيأتي الجهاز الجديد ببطارية مدمجة بداخله، قادرة بفضل قدرة المعالج المركزي الجديد الكبيرة على توفير الطاقة من اللعب من 5 - 10 ساعات، ولغاية 24 ساعة متواصلة من مشاهدة الأفلام عالية الوضوح. هذا بالإضافة إلى أن الجهاز الجديد تم تزويده بسماعتين خارجيتين، أكدت الشركة أن هذه السماعات قادرة على إعطاء المستخدم صوتا عالي الوضوح والنقاء بدرجة أفضل بمراحل كثيرة من الصوت الذي يوفره العديد من الكمبيوترات المحمولة حالياً.
أما بخصوص نظام التشغيل، فقد تم تزويد الجهاز بنسخة تقليدية معدلة ومخصصة من نظام التشغيل من جوجل «أندرويد جيلي بين 4,2»، حيث لن يجد المستخدم فرقاً بينها وبين النسخ التي تأتي على الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، مما يفتح المجال لمستخدمي جهاز «بروجيكت شيلد»، لتحميل أكثر من 600 ألف برنامج وتطبيق مختلف من متجر برامج جوجل بلاي، بما فيها الخدمات المختلفة ومواد الميديا المتوافرة مثل الأفلام والموسيقى والكتب. وكل ما هو متوافر في متجر جوجل. وأعادت شركة أنفيديا تخصيص العديد من ألعاب متجر جوجل لتتوافق مع جهازها الجديد، والتي ستتوافر عبر قناة «تيجرا زون» فقط، مثل: (Arma Tactics, Blood Sword, Burn Zombie Burn, Dead Tigger 2, Real Boxing and Rochard). بالإضافة إلى متابعة إضافة العديد من الألعاب لقناة ألعاب شركة إنفيديا.
سلبيات ومشاكل
رغم فكرته الحصرية والجديدة التي جاء عليها، وذلك بقدرته الكاملة على تحميل كافة ما يحلو للمستخدم من برامج وتطبيقات وألعاب مختلفة من متجر «أبل» وغيره من متاجر التطبيقات المتوافرة على نظام التشغيل أندرويد، وممارستها بدقة أعلى وسيطرة أكثر من خلال ذراع تحكم ذات حجم حقيقي. بالإضافة إلى قدرته الفائقة وفي الوقت نفسه نقل اللعبة من كمبيوتر المستخدم الشخصي (بي سي أو لابتوب)، إلى شاشته عالية الوضوح، وممارسة ألعاب الكمبيوتر المختلفة، عبر هذا الجهاز وعلى شاشته ذات الخمسة إنشات، بعيداً عن الكمبيوتر الذي يحتوي هذه الألعاب.
إلا أن جهاز بروجيكت شيلد من شركة إنفيديا قد لا يكون خياراً مناسباً للعديد من المستخدمين، حتى ولو أعجبوا بفكرته الجديدة التي يقدمها، وذلك لصعوبة توفير متطلباته، حيث يتطلب الجهاز من المستخدم له، والراغب في ممارسة ألعاب كمبيوتره الشخصي على هذا الجهاز، ما يلي:
◆ توافر بطاقة رسوم من نوع كاليبر «جي تي أكس 650» أو أعلى، على الكمبيوتر المكتبي. أما الكمبيوتر المحمول فيجب أن تتوافر عليه بطاقة رسوم لا تقل عن «جي تي أكس 660 إم»، حتى يقوم الجهاز بوظائفه ومهامه على الوجه المطلوب. وهو الأمر الذي قد لا يتوافر لدى الكثير من المستخدمين.
◆ ألا يقل نوع المعالج المركزي للكمبيوتر المراد استخدامه مع جهاز إنفيديا الجديد، عن i5، أو ما يعادله من معالجات مركزية أخرى، تتمتع بنفس القوة والأداء. وهو أيضاً قد لا يتوافر لدى العديد من مستخدمي الكمبيوترات، المكتبية أو المحمولة.
◆ ألا تقل الذاكرة العشوائية في الجهاز عن 4 جيجابايت، وأن يحتوي على نظام التشغيل «ويندوز 7» أو أعلى من مايكروسوفت فقط. بمعنى أنك إذا كنت مستخدماً لأجهزة الماك من أبل، فلن تتمكن من توصيل هذا الأخير على جهاز إنفيديا الجديد «بروجيكت شيلد».
خاصية النقل
تم تزويد الجهاز الجديد بمنفذ HDMI، وذلك ليتمكن المستخدم من نقل الصورة من شاشة الجهاز الصغيرة التي تأتي بقياس 5 إنشات، إلى شاشات التلفاز الكبيرة، وبالتالي ممارسة ألعابه المفضلة من خلال هذه الشاشة وعبر التحكم بها بهذا الجهاز الذي هو عبارة عن ذراع تحكم ذات حجم حقيقي، كما تم تزويد الجهاز بمنفذ USB لتوصيل الملحقات الخارجية عليه.
ساحة النقاش