السمنة داء عجز العلم والأطباء عن علاجه بشكل كامل

يحيى أبوسالم

هنالك قاعدة تتبعها العديد من الفنانات الشهيرات، وخصوصاً عارضات الأزياء، للحفاظ على أوزانهن الخفيفة وأجسامهن الرشيقة والنحيلة. هذه القاعدة تمكّن مثل هؤلاء النسوة الرشيقات، من أكل ما يشتهين وما لذ وطاب وبالقدر الذي يريدنه من الأطعمة والحلويات، دون أن يؤثر ذلك على أجسامهن، ودون أن يزيد في أوزانهن. والقاعدة هي ببساطة، أكل كل ما يريدون، وبعد دقائق يقومون بإرجاع ما في معدتهن قبل هضم هذه الأخيرة للأكل والشراب فيها. مما يبقي قليل من الأكل والشراب في المعدة، التي تتمكن هذه الأخيرة من هضمه بسهولة، وبالتالي لا تتحول هذه المواد إلى شحوم زائد ومتراكمة في أجساد من يقوم بهذه الطريقة.

رغم المخاطر الطبية والصحية الكثيرة التي تصاحب هذه العملية، ورغم السلبيات الكثيرة التي يندد بها الأطباء ويحذرون من يقومون بها لتخفيف أوزانهم أو المحافظة على عدم زيادتها. إلا أن هذه القاعدة تبنتها شركة أميركية، وذلك عن طريق إنتاجها لجهاز تكنولوجي يعمل على نفس فكرة «إرجاع» الطعام والشراب من المعدة، إنما بطريقة أكثر حضارة ورقي. حيث يقوم هذا الجهاز بسحب ثلث ما في معدة الشخص من الطعام والشراب قبل أن تقوم المعدة بهضمه، مما يضمن عدم زيادة وزن الشخص، ويعطيه في نفس الوقت الشعور الكامل بالشبع والتمتع بكل ما يريد من طعام وحلويات وعصائر.

مرض « مستعص ٍ»

 

مازال مرض السمنة لليوم من الأمراض المستعصية، التي تهدد حياة ملايين البشر سنوياً، ومازالت المشاكل النفسية والمعنوية وحتى المادية... تشكل خطراً يزداد يوماً بعد يوم على حياة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.

 

ورغم التطور الطبي الهائل، والاكتشافات الكبيرة لعلاج وحل الكثير من الأمراض المزمنة والخطيرة، إلا أن الطب الحديث بتقنياته واكتشافاته ما زال يقف حائراً أمام هذا المرض، الذي يبدأ باتساع معدة الإنسان، ليظهر باتساع محيط خصره وأطرافه، وينتهي بالشخص بقالب جديد تماماً لم يعتد عليه، أمام مرآته الصادقة التي لا تكذبه بشكله وحجمه ووزنه الجديد، حتى وإن كذب أصدقاؤه ومعارفه تجاه ما أصاب هذا الشخص من تخمة أو ما أتي على جسده من كيلوات زائدة من الشحوم ترهقه نفسياً قبل أن ترهق قلبه الصغير طبياً.

حلول عملية

تتوفر اليوم الكثير من الاختراعات الطبية، المسؤولة والمباشرة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، ومحاولة الحد من زيادة أوزانهم، والتقليل من كميات الأكل التي يتناولونها بدون حساب أو مراقبة لنوعيتها وآثارها السلبية عليهم. ولعل من أبرز الحلول المبتكرة اليوم، لمواجهة السمنة المفرطة، هي العمليات الجراحية لقص المعدة وتصغيرها، أو ربط هذه الأخيرة بحيث لا يشعر الشخص بالجوع المزمن الذي ينتابه ويباغته في الكثير من ساعات الليل والنهار. وحتى مع عمليات زراعة البالون الذي ينتفخ في أمعاء المصاب لمنع التخمة، في محاولة لسد جوعه قدر الإمكان والتقليل من كميات الطعام والشراب التي تخزن في معدة مثل هؤلاء الأشخاص، فقد باءت أغلبها بالفشل، ولم ينجح منها سوى أقل القليل.

ورغم وفرة العقاقير مختلفة الأشكال والأنواع، وتزايد أنواع الشراب السحري، التي تهدف جميعها لسد جوع المصابين بالتخمة، إلا أن معظمها رفع الراية البيضاء، معلناً فشله في الحد من هذا الداء، الذي ما إن تفشى في جسد شخصٍ ما، نراه يغير ملامحه وشخصيته وشكله.

جهاز طبي

ومع استمرار الفزع والخوف من الآثار السلبية على كافة الأصعدة التي تأتي مصاحبة ومرافقة للسمنة والتخمة، وبعد فشل العقار والشراب وتراجع إيجابيات عمليات القص والشفط، بدأت الشركات التكنولوجية التدخل السريع، في محاولة منها لردع هذا الوباء، ولصد موجاته العاتية قدر الإمكان. وتمثل ذلك في ظهور اختراع تكنولوجي جديد ظهر مؤخراً، يهدف بشكل مباشر لإنقاص الوزن. وهو عبارة عن مضخة إلكترونية تقوم بسحب كميات محددة من الطعام المتناول من المعدة بعد تناوله بشكل مباشر. وذلك لمنع الجسم من هضمه، في محاولة جديدة وجادة للحد من انتشار وتفشي السمنة المفرطة في العالم.

وتقوم فكرة مضخة سحب الطعام بشكل أساسي على إدخال أنبوب إلى داخل معدة الشخص السمين، يتصل طرفه الخارجي بمضخة إلكترونية، تكون مهمتها سحب حوالي 30 بالمائة من الوجبات الغذائية التي يتناولها الشخص المراد علاجه، وذلك خلال الساعة الأولى من تناولها، قبل هضمها واستيعابها وتحولها إلى فائض مخزون زائد عن حاجة الجسم. وذلك لتفادي ظهور هذه الكميات من الطعام المسحوب خارج الجسم، لاحقاً كوزن زائد يؤدي إلى تفاقم الوضع وتحوله إلى سمنة مفرطة ومزمنة ليس من السهل التخلص منها.

نجاح التجربة

وأكد المسؤولون في الشركة الأميركية التي أنتجت الجهاز وفي طريقها للحصول على براءة اختراعه، أن التجارب السريرية التي أجريت على 24 شخصاً في الولايات المتحدة من كانت ناجحة. وقد عانى الأشخاص الأربعة والعشرون من البدانة المفرطة وكانوا غير قادرين على التحكم في أوزانهم والكف عن تناول الطعام الزائد عن حاجتهم.

حيث أثبتت الشركة المنتجة للجهاز من خلال الفحص السريري للأشخاص الذين قبلوا تجربة الجهاز، نجاح هذه الطريقة الجديدة في إنقاص أوزانهم بحوالي النصف، حيث يمكنهم من خلال هذه التقنية تناول ما يريدون ومن ثم إبعاده مباشرة عن الجسم قبل تحويله إلى دهون ومواد مخزنة على شكل وزن زائد في الجسم، تماماً كالطريقة التقليدية والبدائية في عملية إرجاع الطعام والشراب من المعدة قبل هضمه، وهي الطريقة التي تتبعها العشرات من الفنانات وعارضات الأزياء، لضمان عدم زيادة أوزانهن، ليتمتعن بأكل وشرب كل ما لذ وطاب من دون خوف على رشاقتهن.

اعتراضات وانتقادات

رغم الاعتراضات الكثيرة من بعض الأطباء وخبراء التغذية والصحة، على طريقة عمل الجهاز التي تم وصفها «بالمخيفة»، وما قد يترتب عليها من تأثيرات سلبية محتملة على الصحة العامة لمن يستخدمها لإنقاص وزنه. ورغم الانتقادات الصريحة والمباشرة لهذه الفكرة وهذا الجهاز التكنولوجي الجديد، لحد وصف تقنية الجهاز بالسخيفة والكسولة، والتي قد تجعل من يعانون من السمنة المفرطة يتمادون في أسبابها، وتأكيدهم بأهمية اتباع الطرق الصحية السليمة لإنقاص الوزن مثل الحمية الغذائية والتثقيف الصحي والبحث عن الأسباب المؤدية إلى ذلك وتجنبها مع الابتعاد عن مثل هذه الطرق السلبية. إلا أن ذلك لم يردع الشركة المنتجة للجهاز، وتأكيدها أن طريقة عمله والفكرة الجديدة التي يقوم عليها، تعتبر أفضل وأخف تأثيراً وأقل خطورة وضرراً وأسرع في النتائج، من بعض الطرق التقليدية المعروفة في إنقاص الوزن والمتبعة في علاج العديد من حالات السمنة المفرطة مثل عمليات تصغير وربط المعدة و غيرها.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 47 مشاهدة
نشرت فى 28 يناير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,934