حذر المبعوث الأميركي الخاص حول السياسات الخاصة بكوريا الشمالية، غلين ديفيس، بيونغ يانغ من تنفيذ تجربة نووية، بعد وقت قليل من تهديد كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية وإطلاق صواريخ تستهدف الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن ديفيس، قوله للصحافيين في سيول بعد لقائه نظيره الكوري الجنوبي ليم سونغ نام "نأمل ألاّ يقوموا بذلك.. وندعوهم إلى عدم القيام بذلك.. ستكون خطوة خاطئة وستفوّت عليهم فرصة إن فعلوا ذلك".
وأضاف "هذا ليس الوقت لزيادة التوتر على شبه الجزيرة الكورية.. إنها فرصة لكوريا الشمالية لتستغل اللحظة" وتتحاور مع العالم.
وقبل وقت قصير من تحذير ديفيس كانت كوريا الشمالية هددت بإجراء تجربة نووية وإطلاق المزيد من الصواريخ التي تستهدف الولايات المتحدة رداً على تبني مجلس الأمن الدولي قراراً بتشديد العقوبات عليها، على خلفية إطلاق صاروخ طويل المدى.
ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية بياناً صادراً عن مفوضية الدفاع الوطنية، أعلى هيئة دفاعية في البلاد، تقول فيه "إنه في المرحلة الجديدة من النضال الطويل ضد الولايات المتحدة، نحن لا نخفي أن مجموعة من الأقمار الصناعية والصواريخ الطويلة المدى، التي سنطلقها الواحد تلو الآخر، كما التجربة النووية الرفيعة المستوى التي سننفذها في إطار عمل شامل مقبل ستستهدف الولايات المتحدة، العدو اللدود للشعب الكوري".
وفي حين لم تقل المفوضية متى ستجري التجربة إلاّ مصادر استخباراتية كورية جنوبية كانت ذكرت في وقت سابق أن "كوريا الشمالية أكملت التحضيرات التقنية لإجراء تجربة نووية"، مضيفة "إذا أصدر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون القرار السياسي، فيمكن للشمال إجراء تجربة نووية في غضون أيام قليلة."
وأشارت إلى ان بيونغ يانغ بنت نفقاً في موقع إجراء التجارب النووية في " بيونغ ري" وامتلأ النفق بالعديد من مواد الخرسانة والأوساخ، ما يشير إلى الانتهاء من تركيب المعدات والأجهزة المعنية بالداخل.
وجدد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اليوم "إنه بحسب ما نعلم، إذا أصدرت القيادة الموافقة، فإن كوريا الشمالية يمكنها القيام بتفجير نووي متى ما أرادت".
وقال إنه نتيجة لهذه المقدرات، فإن الجيش الكوري الجنوبي يراقب بحرص النشاطات التي تقع في الشمال ويستعد لأية تطورات يمكن أن تحدث.
وأضاف أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة توظفان كل إمكانيات الاستخبارات، بما في ذلك الأقمار الصناعية، لترصد بعناية موقع بيونغ ري للتجارب النووية في شمال مقاطعة هامغ يونغ.
وقال مسؤولون من كوريا الجنوبية ان كوريا الشمالية أصلحت الأضرار الناجمة عن هطول أمطار غزيرة في موقع التجارب النووية، حيث يعتقد بوجود 3 مداخل في النفق ومبان متعددة للدعم، فيما قال مسؤول رفيع طلب عدم ذكر اسمه إن "كوريا الشمالية أجرت بصورة مستمرة نظام المحاكاة بالكمبيوتر خاص بالتجارب النووية، مع إضافة بيانات تم الحصول عليها من التجارب النووية الأولى والثانية".
وانبرى مسؤولون آخرون في سيول، الى القول إنه من المتوقع أن يقوم الشمال بإجراء تجربة نووية باستخدام يورانيوم عالي التخصيب، وهو أمر يصعب كشفه على الفور مع التقنيات المتاحة، بما في ذلك رصد النشاط الإشعاعي، وأجهزة رصد الزلازل المحمولة جواً واختبارات الموجات الصوتية.
وكانت بيونغ يانغ عبرت أمس الأربعاء عن احتجاجها على تبني مجلس الأمن الدولي قراراً بتشديد العقوبات عليها، وأكدت إنه لن يكون هناك المزيد من المحادثات حول نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، على الرغم من أنها على استعداد للدخول في حوار يمكنه أن يضمن السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا.
وتعهدت بإجراءات "عملية" لتعزيز قدراتها العسكرية بما في ذلك الردع النووي.
واعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2087 الذي أكد ان إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً باليستياً طويل المدى في 12 كانون الأول/ديسمبر الماضي يعد انتهاكاً لعقوبات الأمم المتحدة، مشيراً إلى العزم على اتخاذ إجراءات أقسى في حالت مضت كوريا الشمالية وأطلقت مزيداً من الصواريخ.
وكان الشمال لمح إلى إمكانية إجراء تجربة نووية بعد تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً جديداً يشدد العقوبات عليها على خلفية إطلاقها صاروخاً بعيد المدى في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
يشار إلى أن كوريا الشمالية أجرت تجربة نووية في موقع التجارب في "بيونغ ري" عامي 2006 و 2009، في أعقاب إطلاق صاروخ بعيد المدى.
ساحة النقاش