يعتقد البعض أن قلبه يخفق على غير العادة دون معرفة السبب، ويصاب بحالة هلع تجعل تفكيره يتجه كليا إلى أنه أصيب بجلطة قلبية، غير أن علامات هذه الحالة الطبيعية المعروفة باسم خفقان القلب الأذيني تختلف عن حالة الخطر الحقيقي، لكنهما تتشابهان عندما تزداد مخاوف الشخص من الحالة.

أكد ذلك بحث طبي تشيكي جديد شرح كيفية التفريق بين الحالتين بعد التعرف على حالة خفقان القلب نتيجة أسباب محددة كفيلة بتغيرات طارئة تصيب القلب.

وفي البحث الذي أعدّه بالتعاون مع أطباء العيادات الداخلية والقلبية، أشار مركز الأبحاث الطبية في العاصمة براغ إلى أن شريحة واسعة من الناس تبلغ نسبتها 40% من المواطنين التشيك تخلط بين أعراض اعتلال القلب الحقيقية التي تؤدي إلى الجلطة القلبية، وبين ما يعرف بخفقان القلب أو تسرع الانتيابي الأذيني.

إفراز الأدرينالين
وتوصف هذه الحالة الأخيرة طبيا بالطبيعية وغير المميتة، وهي إفراز مفاجئ في الجسم لهرمون الأدرينالين الذي يتسبب في رفع سرعة نبضات القلب لمدة تصل إلى 30 دقيقة، تصبح كافية لإحداث قلق نفسي عند الشخص بشكل رعب وهلع من الحالة.

ويقول رئيس قسم جراحة القلب في مستشفى موتول في العاصمة براغ بتر يانسكي إن المسألة بسيطة حيث تتشابه مع المثل القائل عندما يعرف السبب يبطل العجب، وهذا العجب هو الذي يخلق حالة تشابه أعراض الجلطة وخفقان القلب، خاصة في حال معرفة كل حالة على حدة للتخلص من الخوف المفاجئ.

فخفقان القلب الانتيابي الطارئ لأمر صادر عن خوف شديد يستمر لدقائق تصل إلى ثلاثين دقيقة كحد أقصى حيث يتم طلب الإسعاف في حال تجاوز هذا الحد، بخلاف أعراض الجلطة القلبية التي تكون بشكل ثقل مفاجئ في منطقة الصدر في الجانب الأيسر، وألم يمتد إلى الذراعين وخاصة اليد اليسرى، مع استمرار الحالة لفترة طويلة دون التحسن وبنوبات أشد، مع شحوب الوجه والتعرق والشعور بالتعب والغثيان.

أما حالة خفقان القلب الطبيعية فإنها ترفع نبضاته، ولكن لمجرد التفكير بأن الحالة عارضة نتيجة أسباب محددة مثل الخوف والقلق والشدة النفسية فإن الأمر يبدأ بالعودة تدريجيا بعد دقائق عدة، حيث يلعب التفكير بتلك الحالة دورا في زيادتها أو تراجعها ولا تكون مصحوبة بألم في الصدر يمتد إلى اليدين، لكن الخوف من فقدان الحياة مع هذه الحالة يرفع درجة التعرق وشحوب الوجه في تشابه مع حالة الجلطة القلبية.

ويضيف يانسكي أن من الأفضل عند ارتفاع حدة خفقان القلب البحث عن الحلول التالية: الهدوء واعتبار الأمر طبيعيا، مع البحث عن سبل لتحسين المزاج، واستنشاق الهواء الطبيعي، والاغتسال بالماء البارد، والابتعاد عن المنشطات مثل الكافيين والخمر والتدخين.

مراجعة الطبيب
ويفضل مراجعة الطبيب مستقبلا لإجراء فحوصات عامة تكشف نسبة الكولسترول في الدم وطريقة سير عمل القلب ونبضه، وهذا يساعد في تلافي حالة الهلع من خفقان القلب، خاصة مع الطمأنات التي يتلقاها المصاب بالحالة من الطبيب، وسبل معالجتها بالشكل الصحيح.

ويوضح الطبيب النفساني يرجي تيل للجزيرة نت أن زيادة هرمون الأدرينالين نتيجة الانفعال والضغط النفسي، مثل الخوف والغضب الشديد، تتسبب في حالة نفسية معقدة، ترفع حالة الوهم والتشتت في التفكير، مما يؤدي إلى تغيرات فيزيولوجية في عمل أعضاء الجسم الداخلية، مثل تسرع ضربات القلب من دون تمزق في الأنسجة، مع شحوب الوجه والتعرق، وهنا تعرف الحالة بالجلطة القلبية المزيفة.

ويشير تيل إلى أن الذاكرة الباطنية تحفظ الحالة خاصة عندما يتعرف الشخص على الفروق بين الجلطة وخفقان القلب، وعلى هذا النحو يتعامل الجسم مستقبلا بطريقة تخفف حالة الهلع والمشاكل الجانبية الأخرى، وهذا ما قصده البحث الجديد، أي نوع من طمأنة الإنسان على صحته حيث يكون العامل النفسي فيه حاضرا.

يشار إلى أن شركات التأمين الصحي في العديد من الدول تقدم خدمات مجانية في المراكز التجارية الضخمة على شكل معلومات عن الحالة الصحية عبر أجهزة متطورة تكشف خلال دقائق نسبة السموم في الجسم والكولسترول السيئ ونسبة السكر والدهون الزائدة، كي يتعرف الشخص بشكل مستمر على حالة طبيعة عمل الجسم، وبالتالي تلافيه للعادات السيئة مثل تناول الوجبات السريعة التي تحتوي على مواد دهنية مشبعة تضر بشرايين القلب وتتسبب في حالات خفقان القلب

المصدر: كرمالكم الإخبارية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,676