يحيى أبوسالم
من منا لم يسمع بنظام التشغيل الشهير «ويندوز»؟ الذي تمكن ومنذ إطلاق النسخة الثالثة منه «ويندوز 3,0» في عام 1990، من تحقيق مبيعات كسرت كل القواعد، وتجاوزت وتخطت كل الحدود، بنسخه المختلفة، الجميلة والسلسة التي تخلو من المشاكل والسلبيات في نظم أخرى، التي اشتهرت بوقفاتها الفجائية، وشاشاتها الزرقاء والحمراء، التي تباغت مستخدمي الأجهزة التي تعمل بها، وأصبح بالكاد لا يخلو أي بيت في العالم به كمبيوتر شخصي، لا يعمل بإحدى نسخ هذا النظام، والذي أصبحت من ورائه الشركة الأميركية مايكروسوفت وأحد مؤسسيها بيل جيتس، أشهر وأبرز أعلام التكنولوجيا في القرنين، العشرين والحادي والعشرين.
إذا كنت أحد عشاق نظام التشغيل الأشهر على مستوى العالم «ويندوز»، والذي تنتجه وتدعمه الشركة الأميركية العريقة «مايكروسوفت» منذ أكثر من عشرين عاماً. فمن المؤكد أنك سمعت بالنسخة الجديدة التي أطلقتها الشركة الأميركية خلال الأشهر الماضية «ويندوز 8»، والتي اعتبرت بحسب العديد من الخبراء والمختصين في شؤون أنظمة التشغيل، بأنها أفضل النسخ على الإطلاق التي أنتجتها مايكروسوفت بعد النسخة ويندوز 7.
ومن المؤكد أيضاً أنك قد لاحظت خلال تجوالك في المتاجر والمحال الإلكترونية، أن نسخة نظام التشغيل الجديدة ويندوز 8، جاءت بما لم تأت به أي من نسخ نظام التشغيل السابقة، حيث تميزت بأسعارها الرخيصة والملفتة للنظر.
النسخة الاحترافية
وقد جاءت النسخ المنزلية والنسخة الاحترافية من ويندوز 8، بمبلغ وصل إلى 250 درهما إماراتيا فقط. مقارنة بمبلغ يتجاوز 500 درهم للنسخة المنزلية ويتجاوز 700 درهم للنسخة الاحترافية من ويندوز 7، والتي تباع حالياً في الأسواق بهذا السعر لنسخ «المصنع»، أو ما يطلق عليها «أو إيه أم»، والتي لا تأتي بمغلف خارجي مميز، كالتي نراها في المراكز التجارية، والتي تأتي مخصصة للكمبيوترات الجهازية فقط. ومؤخراً أعلنت شركة مايكروسوفت وبالتحديد في 9 يناير الجاري، أنها تمكنت من تحقيق مبيعات تجاوزت 60 مليون ترخيص من نظام التشغيل ويندوز 8، وذلك منذ إطلاقها أكتوبر الماضي.
رفع الأسعار
ولعل هذا الرقم الذي رحبت به مايكروسوفت، وخالف جميع التوقعات، كان سبباً كافياً للشركة في إعلانها الأخير الذي صدم الكثير من المهتمين والمتخصصين، عن عزمها ابتداءً من فبراير المقبل، رفع أسعار تراخيص نظام التشغيل الجديد «ويندوز 8» لتصل إلى 734 درهماً بدلاً من 250 درهما، وذلك فيما يتعلق بالنسخة الاحترافية.
وبحسب ما أفادت مايكروسوفت، سيكون سعر الترقية إلى النسخة الاحترافية «ويندوز 8 برو»، 199 دولاراً، بدلاً من العرض الذي لم يتجاوز 40 دولاراً. وستتوفر على الإنترنت ومتاجر البيع بالتجزئة، وسيكون سعر الترقية من النسخ القديمة إلى النسخة الاحترافية من «ويندوز 8» هو 99 دولاراً، بعدما كان بـ 69 دولاراً. كما أن الترقية من النسخ القديمة إلى النسخة القياسية ستكون بعد يناير الجاري بمبلغ 119 دولارا.
وسيضطر الأشخاص المهتمون ببرنامج «ميديا سنتر» من شراء هذه النسخة بمبلغ 10 دولارات، بعد شهر يناير الجاري، بدلاً من توفير مايكروسوفت لها، مجاناً لملاك النسخة الاحترافية من نظام التشغيل ويندوز 8.
يذكر أن شركة مايكروسوفت أكدت مؤخراً، عبر مدونة نظام «ويندوز»، أن نظام «ويندوز 8» يشهد زخما وإقبالا كبيرا منذ إطلاقه وحتى اليوم، وأشارت إلى المزايا الجديدة التي جلبها نظام التشغيل الجديد، والتي جعلت الكثير من المستخدمين يقبلون عليه، وحثت الشركة المستخدمين على اغتنام الأسعار الترويجية الحالية، التي سينتهي العمل بها، في 31 يناير الجاري.
فكرة خاطئة
الجدير بالذكر أن سعر النسخة ويندوز 8 القليل، وعروض شركة مايكروسوفت الملفتة للنظر، والتي ستستمر لنهاية يناير الجاري، لاقت فرحة واستغرابا كبيرين في ذات الوقت من قبل المستخدمين، الذين لم يعتدوا على مثل هذه الاسعار في نسخ نظام التشغيل ويندوز. مما جعل مندوبي البيع ومسؤولي المبيعات في المحال والمتاجر الإلكترونية يؤكدون أن نسخ ويندوز 8 المتوفرة حالياً في الأسواق، ما هي إلى نسخ تحديثية ونسخ ترقية فقط للنسخ الأصلية القديمة، التي يمتلكها المستخدم على جهازه.
بمعنى آخر تؤكد مايكروسوفت عبر مندوبي البيع في المتاجر والمحال الإلكترونية، كما تؤكد من خلال الملصقات التي تعلو أسطوانات ويندوز 8 على اختلاف نسخها، والمتوفرة اليوم في الأسواق، بأن، «هذه النسخة من نظام التشغيل ويندوز 8 لا تعمل إلا في حال توفر نسخة قديمة أصلية من نظام التشغيل ويندوز بغض النظر عن نوعها على الكمبيوتر المراد تحميل النسخة 8 عليه. وهذا ببساطة قد يجعل العديد من مستخدمي النسخ غير الأصلية القديمة من نظام التشغيل ويندوز، يحجمون ويبتعدون عن شراء النسخة 8، لأنها وبحسب هذا الملصق، وبحسب ما يردده الباعة لن تعمل إلا إذا توفر لدى المستخدم نسخة سابقة أصلية من نظام التشغيل. ما جعل بعض المستخدمين يفسرون ذلك بالسبب الذي جعل مايكروسوفت تخفض النسخة ويندوز 8 الجديدة إلى هذا السعر، الذي لم تأت به أي من نسخها السابقة.
الحقيقة الواضحة
ورغم الملصقات على أغلفة ويندوز 8 التي تنبه المشتري لعدم شراء النسخ هذه، إلا إذا كان يمتلك نسخة ويندوز سابقة، بغض النظر عن نوعها، ورغم تأكيدات الباعة لهذا الملصق، ونصحهم المشتري بعدم شراء ويندوز 8 بهذا السعر، لأنه ليس نسخة كاملة إنما نسخة ترقية وتحديث للنسخ السابقة فقط. إلا أن مايكروسوفت أثبت وبعد إعلانها عن رفع أسعار نسخها من ويندوز 8، إلى أكثر من الضعف عما هو متوفر حالياً، بأن ملصقاتها هذه، وما يردده الباعة، ليس إلا كلام عار من الصحة. حيث إن النسخ المتوفرة في الأسواق حالياً من نظام التشغيل ويندوز 8، سواءً النسخ القياسية أو النسخ الاحترافية، والتي تأتي اليوم بسعر 250 درهما فقط، ما هي إلا نسخ أصلية كاملة من نظام التشغيل ويندوز 8. يمكن وبكل بساطة ولكافة المستخدمين الذين يملكون نسخة قديمة أصلية أو غير أصلية، وحتى المستخدمين الذين لا يملكون في الأساس أيا من نسخ نظام التشغيل ويندوز السابقة، تنصيب وتثبيت النسخة 8، من الألف إلى الياء، وكنسخة كاملة لا ينقصها شيء وعلى هارديسك جديد، ومن دون أي مشاكل تذكر.
تجدر الإشارة إلى توفر 3 نسخ حالياً من نسخ نظام التشغيل ويندوز 8، والتي تأتي جمعيها بنفس السعر الذي يصل إلى 250 درهما إماراتيا. والنسخ هي «القياسية، الاحترافية، والاحترافية مع برنامج ميديا سنتر». ويذكر أيضاً أن النسخة الأخيرة ما هي إلى تحديث للنسخة القياسية حيث لا يتوفر بها إسطوانة للويندوز.
سؤال وإجابات
والسؤال الذي من المؤكد سيسأله العديد من المهتمين بشراء نظام التشغيل الجديد من مايكروسوفت «ويندوز 8»، هل شراؤهم لإحدى نسخ نظام التشغيل الحالية المتوفرة في الأسواق آمن، وسيمكنهم من تحميل هذه النسخة على كمبيوتراتهم التي لا تمتلك نسخة أصلية أو لا تمتلك أي نسخة في الأساس من نسخ نظام التشغيل ويندوز السابقة؟ والجواب لمثل هؤلاء وببساطة شديدة، نعم يمكنهم ذلك وبدون مشاكل. أما الأسئلة التي سنوجهها للشركة العملاقة مايكروسوفت، هل وبعد انقضاء الأيام القليلة القادمة، وقدوم شهر فبراير، وتغيير الشركة لسعر نسخ نظام تشغيلها الجديد ويندوز 8، هل ستقوم مايكروسوفت بإزالة الملصق التحذيري الذي أشرنا له في السابق، وتكون نسخ ويندوز 8 الحالية ما هي إلا نسخ ترقية فقط، ويجب امتلاك نسخه أصلية من ويندوز على الكمبيوتر، في حال رغب الشخص تثبيت ويندوز 8 عليه؟ وهل ستوجه الشركة العالمية، مسؤولي المبيعات والتجار، بإخبار المشترين، بأن النسخ القادمة من ويندوز 8 والتي ستباع بسعر أكثر من 700 درهم إماراتي هي نسخ كاملة، على عكس النسخ السابقة «الحالية» التي كانت تباع بسعر 250 درهما إماراتيا، واعتبرت بأنها نسخ تحديث وترقية وليست كاملة؟
ساحة النقاش