الملصقات تقلل من كفاءة وسرعة استجابة وردة فعل الشاشة اللمسية
يحيى أبوسالم
مازال العديد من مستخدمي الأجهزة الذكية على اختلاف أشكالها وأنوعها، بدايةً من الهواتف الذكية المصنعة مع العديد من الشركات العالمية المختلفة، مروراً بالكمبيوترات اللوحية ذات الأحجام والموديلات المتعددة، وانتهاء بمشغلات الموسيقى الذكية التي باتت تنافس في الشكل الهواتف الذكية إلى حد كبير، ينتابهم الخوف على شاشات هذه الأجهزة الذكية المختلفة، وأسطحها الخارجية، من الخدش أو الكسر. وتجدهم يسارعون عند شراء جهاز ذكي معين، لشراء فيلم أو ملصق لحماية شاشة هذا الجهاز من الخدش والحفاظ على هذه الشاشة بهيئتها الأصلية لأطول فترة ممكنة.
اليوم تعتبر عملية شراء ملصقات حماية الشاشة من الخدش، وشراء الأغطية الخارجية، التي تحمي خلفية الهاتف وهيكله الخارجي، أو التي تغلفه بهيكل وشكل جديد كلياً، هي من أهم الأمور التي لا يتغاضى العديد من المقبلين على شراء أجهزة ذكية عنها. والتي قد تعتبر من الأمور الأساسية لدى البعض الآخر من المستخدمين، والتي قد تجعل بعضهم يغضون النظر عن بعض المنتجات الذكية الناجحة والشهيرة، في حال عدم توافر مثل هذه الملحقات والإكسسوارات لها.
شاشات قوية
على العكس من شاشات الهواتف في الماضي، التي كانت سهلة الخدش، وقد تتعرض للكسر بسهولة إذا ما كانت من الأنواع كبيرة الحجم. تمتاز شاشات الهواتف والأجهزة الذكية اليوم، بقوتها الفائقة ومقاومتها الكبيرة للخدش والكسر، حيث باتت معظم الشركات العالمية المصنعة للهواتف والأجهزة الذكية باستخدام زجاج خاص لشاشات أجهزتها، يمتاز بقوته الكبيرة ومقاومته الشديدة للظروف الخارجية، وخفة وزنه وعدم تأثيره في الوقت نفسه على أداء واستجابة شاشة الهاتف اللمسية.
وتستخدم أغلب الشركات العالمية المصنعة للأجهزة الذكية زجاجا قويا يأتي في الغالب من شركة «كورنينج» الأميركية، هذه الشركة التي تعتبر من أهم الشركات العالمية التي تصنع الزجاج القوي والمقاوم ذا الميزات الكثيرة، منذ أكثر من 40 عاماً، والتي لم تلاق الرواج والشهرة العالمية الكبيرة كما هو حاصل اليوم، إلا بعد تصنيعها لزجاج شاشة النسخة الأولى من هواتف شركة آبل الذكية آي فون 1، في عام 2007.
زجاج جوريلا
يمتاز زجاج جوريلا المستخدم حالياً في العديد من الهواتف والأجهزة الذكية، والذي تفتخر الشركة المنتجة له بإطلاقها للنسخة الثانية والثالثة «جوريلا 2 و 3»، والنسخة «لوتس» المخصصة للشاشات العضوية من نوع «OLED»، بالعديد من الميزات والمواصفات التقنية والفنية. إلا أن ما يهم المستخدم للأجهزة التي تأتي بشاشات تستخدم إحدى هذه التقنيات، هو معرفة مدى قوة تحمل الشاشة للصدمات والخدوش، ومدى قدرتها على الصمود في حال سقوطها من يد المستخدم على الأرض أو أي مكان صلب.
ولذلك قامت الشركة الأميركية لإثبات مدى قوة تحمل زجاجها المستخدم في الكثير من الهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية، ولعرض قدرته الكبيرة في مقاومة الخدوش أو الصدمات الخارجية... قامت بعرض فيديوهات مختلفة تثبت وتبين مدى قدرة شاشات الأجهزة الفائقة التي تستخدم أي نوع من زجاج شركة كورنينج، في تحمل الخدش أو الكسر جراء السقوط، حيث إن شاشات الهواتف والأجهزة الذكية التي تستخدم هذا الزجاج تكون مقاومة للخدش وذات قوة كبيرة لتحمل الكسور، ما يجعلها لا تحتاج إلى ملصقات الحماية الخارجية التي يضعها العديد من المستخدمين على شاشات أجهزتهم الذكية.
سلبيات الملصقات
مثلما لملصقات حماية الشاشة من ميزات وإيجابيات في نظر العديد من مستخدمي الأجهزة الذكية على شاشات أجهزتهم هذه. فلمثل هذه الملصقات سلبيات كثيرة قد يغفل عنها مستخدمي هذه الملصقات. ولعل من أهم سلبيات هذه الملصقات، وخصوصاً النوعيات «غير الأصلية»:
- تشكل ملصقات الشاشات غير الأصلية، عازلاً يمنع تبدد حرارة الشاشة، الأمر الذي قد يؤثر بشكل كبير على أداء هذه الأخيرة، والذي قد يتسبب في تلف الملصق مما قد يؤدي إلى إذابته على الشاشة.
- أغلب الملصقات غير الأصلية، وحتى بعض الأصلية منها، تقلل من كفاءة وسرعة استجابة وردة فعل الشاشة اللمسية. مما يفقد المستخدم لأهم نقطة تتباهى وتتبارى الشركات المصنعة للهواتف والأجهزة الذكية بها، وهي السرعة في تنفيذ الأمر بعد الضغط على الشاشة، حيث تحد أغلب الملصقات من عملية التحكم في الشاشة وتؤثر سلباً على استجابة الأخيرة ويقلل منها ويضعفها، وقد تتطلب في بعض الأحيان مثل هذه الملصقات، قوة أكبر وحركة أقوى لتتمكن من إرسال الأمر للشاشة، ما يجعلها تشكل حاجزاً غير مرغوب بين إصبع المستخدم والشاشة.
- تؤثر معظم الملصقات على جودة صورة الشاشة، حيث يضعف بعضها إضاءة الشاشة، ويعكس بعضها الآخر صورة المستخدم أمام الشاشة، عدا عن أن بعضها قد يعتم صورة الشاشة إلى درجات كبيرة، وقد يأتي بعضها بألوان غير حقيقة مختلفة عن ألوان الشاشة الأصلية. ولا تصدق أبداً أنك ستحصل على نفس جودة الصورة التي تقدمها لك شاشة الهاتف دون استخدام مثل هذه الملصقات عليها.
- أغلب هذه الملصقات وبالذات غير الأصلية، يتغير لونها مع الاستخدام، وتكون غير مقاومة للخدوش البسيطة، ويكفي أن تمسحها بفوطة ناشفة أو منديل ورقي لتمتلئ بالخدوش الصغيرة والكبيرة. ولهذا قد تجد ومع مرور الوقت وكثرة الاستخدام أن الملصق الخارجي الذي وضع بهدف حماية الشاشة من الخدش، يؤثر وبصورة غير مباشرة على هذه الشاشة، ولا يجعلك تحصل على أقصى درجات المتعة والاستمتاع وأنت تتعامل مع كمبيوترك اللوحي أو هاتف الذكي.
منافس جديد
قبل أقل من سنتين أعلنت إحدى الشركات اليابانية «آساهي» عن عزمها إطلاق زجاج منافس جديد وقوي لمنافسة زجاج جوريلا من شركة كورنينج الأميركية. الزجاج الجديد «دراجون تريل»، الذي يتوقع له أن يتم استخدامه في الكثير من الهواتف والكمبيوترات اللوحية الجديدة القادمة، يتفوق بحسب الشركة بقوة التحمل ضد الكسر ومقاومة الخدوش والظروف الخارجية لغاية 6 مرات أكثر من الزجاج التقليدي. كما أنه يتفوق على منافسه الأميركي بالكثير من الميزات والمواصفات. يذكر أن شركة سوني تستخدم نوعية الزجاج هذا، في شاشاتها المسطحة من نوع «برافيا»، ومن المتوقع أن تستخدم الشركة اليابانية مثل هذا الزجاج في هواتفها الذكية الجديدة القادمة من فئة إكسبيريا، وكمبيوتراتها اللوحية، وحتى بعض كمبيوتراتها المحمولة خصوصاً من نوع ألترابوك.
هدف غير صحيح
إذا كان هدف المستخدمين لمثل هذه الملصقات الخارجية التي تستخدم على شاشة الهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية، هو حماية هذه الأخيرة من الخدوش أو بعض الظروف الخارجية المحيطة، فالأسئلة التي يجب على كل مستخدم لهذه الملصقات توجيهها لنفسه، هل يتمكن هذه الملصق من الصمود لو مررت طرف «مفتاح» مثلاً بقوة عليه، دون أن يحدث ذلك أي خدش على سطحه؟ وهل ستحصل على نفس الوضوح وجودة الرؤية والصورة باستخدام هذه الملصق، التي ستحصل عليها بدون استخدامه؟ وهل سرعة استجابة الشاشة وأدائها هي نفسها في استخدام الملصق من عدمه؟.. ومن المؤكد أن النتيجة ستكون بهذا السؤال الأخير الموجه لكافة مستخدمي هذه الملصقات، ما الفائدة من هذه الأخيرة، إذا كانت شاشات الهواتف والكمبيوترات اللوحية الحديثة والعالية الأداء، مجهزة بشاشات تقاوم الخدوش بشكل كبير، وتتحمل الصدمات بشكل أكبر، وصعبة الكسر حتى في حال السقوط من أيدي مستخدميها؟
إنزع ملصق شاشة هاتفك أو كمبيوترك اللوحي اليوم، وأستمتع بما تأتيك به شاشة جهازك من وضوح وجودة صورة عالية يحجبها ويحد منها هذا الملصق، الذي لا يضيف إلا أقل القليل من الحماية إلى جهازك الذكي، والذي بدوره سيستبدل بآخر خلال سنة أو سنتين في أحسن الأحوال.
ساحة النقاش