رنا سرحان - يركز الفنان حمام خيري على التراث الحلبي ويحظى بتصفيق حرك الحس الفني بالقدود الحلبية، التي عرضها بأسلوب راق، ووصفه النقاد بأنه طاقة صوتية تجعل التراث الجامد ملتصقاً بالتطوير والحداثة، حين يقدمه بأسلوب عصري فيه من الإيقاعات الكثير، عبر موشحات ومواويل تعتمد على المزج بين الآلات العربية التقليدية وبعض الآلات الحديثة.

وبسؤاله عن تاريخ فن القدود الغنائي، أشار الفنان حمام خيري إلى أنه نشأ في الأندلس، ثم انتقل إلى الشام واشتهرت به حلب، وأنه شارك من خلاله في مهرجانات بيت الدين الدولية الصيف الماضي، حيث عرفه الجمهور اللبناني وتفاعل معه في غنائه وحركته على المسرح، مشيراً إلى أن مسيرته بدأت في الغناء منذ 35 عاماً في حلب، وأنه مشارك ثابت كل عام في مهرجانات تونس، خاصة مهرجان قرطاج حتى عام 2002.

ويضيف: عرفني الجمهور من خلال المهرجانات السورية والتونسية التي كان لها دور مهم في انتشاري عربياً، كذلك أديت القدود في لبنان وتركيا، وفي فرنسا ودار الأوبرا المصرية في أعوام، ونلت جائزة أفضل أداء في مهرجان الإذاعات العربية في القاهرة».

 

زيادة الاهتمام

 

وأشار خيري إلى أن هذا الفن يحتاج إلى إنتاج، وزيادة اهتمام الإعلام بالقدود الحلبية، مشيراً إلى أن تلفزيون إحدى الدول العربية كان قد فتح له الباب للظهور، لكنه لم تكن مواصفات التلفزة جاهزة لصناعة النجوم، كما كان هناك بحسب ما وصف تقصير في الإعلام العربي بالإضاءة على فن القدود إلى حد ما.

ويتابع: لديَّ فرقتي الموسيقية الخاصة وأنتج أعمالي بنفسي، مع العلم أن أهل حلب ومن كثرة محبتهم بي قيدوني ضمن هذه المساحة التي كنت مكتفياً وراضياً على ما أنا به من تعريف وشهرة حيث كنت الإمبراطور الأول للقدود والموشحات كما كانوا يلقبونني.

وعن المواويل التي يتغنى بكلماتها، ذكر الفنان حمام خيري بعضها:«لي قصة حيرت جبرانها مع مي، وبحور ما بتنوصف أعماقها مع ماي»، و«قل للمليحة بالخمار الأسود ماذا فعلت بناسك متعبد»، كما غنى «يا طيرا طيري يا حمامة»، و«تفتا هندي»، و«مالك يا حلوة مالك»، و«الليل علي طال والدمع سال» و«يا مال الشام» و«العزوبية»، وغيرها من الموشحات والقدود الحلبية التي تستند على ألحان تتأرجح بين الشعبي والكلاسيكي.

ورداً على سؤال حول أنه يغني لـ «السميعة» فقط، قال: لا زال هناك جمهور يحب سماع هذا النوع من الفن، وقد كان الحفل الذي أقيم مؤخراً على مسرح الأونيسكو في العاصمة الفرنسية باريس، مميزاً وحضره مختلف الفئات العمرية.

خبرات

أما عن تجربته الغنائية في معهد العالم العربي في باريس، فيعترف بأنها كانت تجربة جميلة أضافت إلى مسيرته الكثير، حيث عرفه الجمهور في فرنسا، على مدى ساعتين ونصف الساعة غنى القدود والموشحات، إضافة إلى مجموعة من الألحان التي لحنها بنفسه، ومنها موشح يحمل عنوان «بين اللمى واللمية ذبت عشقا حلبياً»، وكذلك غنى أجمل أغنيات الملحن القدير محمد عبد الوهاب باللون السوري.

وحول تغييره في القدود وإن كان ذلك مسموحاً، أضاف: أغيّر في القدود الحلبية والإيقاع السريع، ليس خرقاً وذلك لأني درست الموسيقى وحصنت نفسي قبل اتخاذ تلك الخطوات، ولم ألعب في جذور وأسس القد، بل أضفت قبله وبعده، فأنا أحب ذلك الفن وأخاف عليه من الزوال وأعرف تماماً كيف أحافظ عليه».

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة
نشرت فى 22 يناير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,277,311