ممّا جاءَ منحوتاً من كلام العرب الغَطْرسة وهي التكبُّر، وهذا ممّا زيدت فيه الراء؛ وهو من الغَطْس كأنَّه يَغلِبُ الإنسانَ ويقهرُه حتَّى كأنَّه غَطَسه، أيّ غطَّسه.
الغَطْرسة والتَغَطْرُس: الإِعجاب بالشيء والتَّطاوُل على الأَقْران، وقيل:
كم فِيهمُ من فارِس مُتَغَطْرِسٍ شاكِي السِّلاح، يَذُبُّ عن مَكْروبِ
وقيل: هو الظُّلْم والتكبُّر.
والغِطْرِس والغِطْرِيسُ والمُتَغَطْرِس: الظالم المتكبر، قال الكُمَيت يخاطب بني مَرْوان:
ولولا حِبالٌ منكمُ هي أَمْرَسَتْ جَنائِبَنـــا، كُنَّا الأُتاةَ الغَطارِسَا
وقد تَغَطْرَسَ، فهو مُتَغَطْرِس.
وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: لولا التَّغَطْرُس ما غَسَلْت يَدي. التَّغَطْرُس: الكِبر، وتَغَطْرس في مِشْيَتِه إذا تَبَخْتَر، وتَغَطْرَس إِذا تَعسَّف الطريق. ورجل مُتَغَطْرِس: بخيل.
ومن ذلك بَحْثَرْتُ الشيءَ، إذا بَدّدته، وَالبَحْثَرَة: الكَدَر في الماء. وهذه منحوتة من كلمتين: من بحثْتُ الشَّيء في التراب - وقد فُسِّر في الثلاثي - ومن البَثر الذي يَظْهَر على البَدَن، وهو عربيٌّ صحيحٌ معروف، وذلك أنَّه يَظْهَرُ متفرِّقاً على الجِلْد. ومن ذلك بَحْثَرْتُ الشيءَ، إذا بَدّدته، وَالبَحْثَرَة: الكَدَر في الماء. وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من بحثْتُ الشَّيء في التراب - وقد فُسِّر في الثلاثي - ومن البَثر الذي يَظْهَر على البَدَن، وهو عربيٌّ صحيحٌ معروف، وذلك أنَّه يَظْهَرُ متفرِّقاً على الجِلْد.
من خلال رصد ومتابعة لنشرات الأخبار يلحظ كثرة استعمال كلمة مؤامرة، والتآمر ونظرية المؤامرة، إلى غيرها من مشتقات التآمر، فيقال إن فلان متآمر، وهو خطأ مستعمل وشائع، والصواب: هو مُؤامِرٌ وهما متآمِران وهم متآمِرون؛ لأنّ وزن (تَفاعَلَ) يَتَطَلّب التشارك بين اثنين أو أكثر في أمر من الأمور.
أما معنى آمَرَهُ في الأمر مؤامَرَةً فهو: شاوَرَه فيه، ومنهُ الحديث: «آمِروا النساءَ في أنفسِهِن»، أي: شاوِرُوهُنّ في تَزْويجِهِنَّ. ومعنى تآمروا: تشاوروا. وزاد المعجم الوسيط والمعجم الكبير: تآمروا عليه: تشاوروا في إيذائه وهو لفظ مُوَلَّد. ومعنى ائتَمَرُوا به: شاورَ بعضُهم بعضاً للفَتْكِ به وإيذائه، قال تعالى: «يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ». أي: يُؤامِرُ بعضُهم بعضاً في قتلِك.
الأعشى:
إذا أنْتَ لمْ تَرْحــــَلْ بِزَادٍ مِنَ التّقَى
وَلاقَيْتَ بَعْدَ المَوْت مَن قـــد تزَوّدَا
نَدِمْــــتَ على أنْ لا تَكــــُونَ كمِثْلِهِ
وأنكَ لــــــمْ ترصدْ لما كـانَ أرصدا
فَإيّـــــاكَ وَالمَيْتَاتِ، لا تَأكُلَنّهَـــــا
وَلا تأخُـذَنْ سَهْماً حَديـــداً لتَفْصِدَا
ساحة النقاش