يمكنك أن تصرفي مبالغ طائلة لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء، لكن الحقيقة أنه إن عاجلا أو آجلا فإن الزمن سيلحق بك، بشكل لن تنفع معه صبغة شعر أو مبضع جراح. السبب بكل بساطة أن للسن أحكاما وحتى الآن لا تزال هناك علامات لم ينجح العلم في التغلب عليها وإخفائها.

عندما تذكر علامات التقدم في السن، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هي التجاعيد التي تحفر أخاديدها على الوجه، والشعر الأبيض وتقاطيع الجسم التي تتغير وتنحدر إلى أسفل. كل هذا له علاج، سواء كانت على شكل صبغة أو حقن كولاجين وبوتوكس أو عمليات شد الوجه ورفع الصدر وغيرها، ما ليس له علاج حتى الآن ويمكن أن تفضح سنك أشياء أخرى كثيرة وصغيرة، نحصرها لك في التالي:

1 تغير لون قزحة العين بحيث تصبح باهتة وتفقد بريقها إلى حد ما. ورغم أن قزحة العين لا تفقد بريقها بقدر ما يتحول بياض العين إلى رمادي، من الناحية العلمية، فإن النتيجة واحدة وهي أن ذلك التناقض بين البياض والسواد أو الخضار يقل بشكل ملحوظ. السبب مرده إلى الجفاف الذي يحصل مع التقدم في السن، وهذا يستدعي استعمال قطرات لترطيبهما. نعم هذه القطرات لن تغير من الأمر شيئا إلا أنها تساعد على تأخير هذه العلامة. يمكن أيضا استعمال كمادات دافئة لتحفيز الزيوت الطبيعية الموجودة في الجفن مرتين في اليوم مع تدليكها بشكل دائري.

2 تغير لون الأسنان واصفرارها قليلون هم من يحافظون على أسنانهم بصحة جيدة إلى الممات. فمن أمراض اللثة وتحديدا من تراجعها بنسبة قد تصل إلى 17 مم، إلى اصفرارها، تعتبر الأسنان من الأمور التي تتأثر بفعل الزمن وتأثيراته، فضلا عن أسلوب الحياة ونوعية الطعام والمشروبات التي نتناولها بشكل يومي. فالقهوة والشاي والكحول والتدخين والأطباق الحارة كلها عوامل تؤدي إلى اصفرارها، وهو أمر مقدور عليه في حال بقيت اللثة في حالة صحية. الحل هو استعمال الخيط لتنظيف الأسنان بانتظام بشكل دائري للحفاظ على اللثة، بينما يبقى التبييض عملية سهلة يمكن لأي طبيب أسنان القيام بها.

3 اكتناز المنطقة المحيطة بالخصر قد لا يتغير وزنك، فالميزان يؤكد لك أنك لا تزالين تزنين نفس الكيلوغرامات دون زيادة أو نقصان، لكن مع ذلك، تلاحظين أن فساتينك بدأت تضيق عليك من الوسط، وهذا للأسف حقيقة لا مفر من الاعتراف بها. السبب أن العظام التي تحيط بهذه المنطقة يزيد عرضها مع السنوات بنحو 3 إنشات، بالإضافة إلى أنه بعد سن اليأس تبدأ المرأة في اكتساب الدهون حول منطقة البطن تحديدا بسبب نقص نسبة الاستروجين. في هذه الفترة أيضا يتغير شكل الجسم ليصبح مدورا أكثر، خصوصا مع تهدل الصدر بنحو 17 سم. الحل يكمن في الحفاظ على نسبة السكر منتظمة والتخلص من الضغط والتوتر، حسب الدكتورة مارلين غلانفيل، مؤلفة كتاب «الشحوم حول الوسط» Fat Around The Middle.

والذي تقول فيه، إن التوتر يفرز السكر في مجرى الدم لتوفير الطاقة وعندما لا يحصل هذا، فإنه يبقى في الجسم ويتحول إلى دهون. طبعا هناك أيضا التمارين الرياضية التي يمكن اللجوء إليها كحل للتخلص من الدهون إلى حد ما.

4 تضخم الأنف أو زيادة طوله السبب طبعا يعود إلى تغير ملامح الوجه، أو بالأحرى فقدانه تماسكه وامتلاؤه، مما يجعل الأنف يبدو أكثر وضوحا وطولا. فالغضروف يتعرض للضعف لأنه ملتحم بأنسجة معرضة للضعف مع الوقت من جهة، ولعوامل الجاذبية من جهة ثانية، إذ تبدأ في الانحدار إلى أسفل مما يعطي الانطباع بأنه اكتسب طولا. ولأنه أيضا الجزء الذي لا يتغير في الوجه، أي يحافظ على حجمه، فإنه يبدو، بعد أن يفقد الوجه الدهون والكولاجين، أكبر مما كان عليه في أيام الشباب. يمكن تأخير هذه العلامات باستعمال كريمات مضادة لأشعة الشمس فوق البنفسجية للحفاظ عليه قويا ومتماسكا، فضلا عن أن هناك عمليات التجميل متطورة جدا في هذا المجال، ويمكن أن تساعد على رفعه أو تصغيره.

5 الأذن أيضا تتدلى ويتغير شكلها فبدءا من الثلاثينات تبدأ في النمو بمعدل 0.22 مم في العام، حسب دراسة نشرت في «ذي ميديكال بريتيش جورنال». السبب يعود إلى فقدان الكولاجين والأنسجة الضامة في البشرة التي تبدأ في التحلل والانخفاض مما يجعل الأذن، التي لا تدعمها العظام أو العضلات، أكثر عرضة للجاذبية.

هنا أيضا يمكن الوقاية باستعمال كريمات مضادة لأشعة الشمس فوق البنفسجية للحفاظ على الكولاجين وتجنب ارتداء أقراط أذن ثقيلة ومتدلية يمكن أن تمدد الجلد بجره إلى أسفل. عمليات التجميل أيضا متاحة للتخلص من أي زيادات، لكنها تكلف نحو 1000 جنيه إسترليني.

6 نوعية الشعر تتغير ليس اللون فقط الذي يتعرض لعوامل الشيخوخة، بل أيضا طبيعة الشعر نفسه. فهو يصبح أكثر قسوة وباهتا يفتقد إلى أي رونق أو لمعان، فضلا عن تعرضه للتقصف بسرعة أكبر مما يجعله خفيفا مقارنة بما كان عليه في الثلاثينات وحتى الأربعينات. السبب أنه مع التقدم في العمر، تصبح الدورة الدموية في الرأس أقل فعالية مما يجعل السموم تتراكم على بصيلات الشعر، مما يعوق تغذية الشعر وبالتالي يؤدي إلى جفافه وتقصف أطرافه. ولأن البصيلات تضعف بشكل كبير، فإن الشعر يفقد لونه. في هذه الحالة يمكن الوقاية بإجراء جلسات تدليك لفروة الرأس واستعمال شامبوهات مغذية وبنوعية جيدة وأيضا بقص الأطراف بشكل منتظم للتخلص من الأطراف الضعيفة والجافة. بعبارة أخرى، فإن معاملة الشعر يجب أن تكون مثل معاملة البشرة، وبالتالي لا بد من ملطفات ترطبه وتغذيه.

7 تلون الأظافر نعم فهي لا تتكسر بسرعة فحسب، بل أيضا تتلون ولا تنمو بنفس السرعة التي كانت تنمو بها في أيام الشباب. يلاحظ أيضا أنها تزيد سمكا بسبب تراكم الأنسجة تحتها، ومع الوقت تؤدي هذه الخشونة الملحوظة إلى اصفرارها، من دون أن ننسى أن إمدادات الدم تصبح أقل فعالية في هذا الجزء من الجسم. لمساعدتها على النمو بسرعة أكبر، ينصح بقصها بانتظام والعناية بها بالتخلص من طبقتها الخشنة العلوية برفق شديد، وقبل استعمال طلاء الأظافر من الضروري استعمال طبقة واقية بلون شفاف ومغذ حتى لا تصطبغ بشكل دائم، وحتى لا تكون هناك حاجة لاستعمال منتجات قوية لإزالة الطلاء.

8 زيادة حجم القدمين ليس أنفك وحده أو خصرك هما اللذان يزيدان حجما، فقد تبين أن قدميك أيضا تكتسب مقاسا أكبر. فبعد سنوات من استعمالهما لإسناد كل ثقلك، تفقد الأربطة الضامة مرونتها ولا يعود باستطاعتها إمساك المفاصل والعظام ببعضها، مما يزيد من تمددها. للتغلب على هذا الأمر، يجب المحافظة على رشاقتك وعدم زيادة وزنك بشكل كبير حتى لا يزيد الضغط عليهما، فضلا عن تجنب ظهور أي تشوهات تنتج في العادة عن الإدمان على الكعب العالي والتصاميم الضيقة من الأمام خصوصا.

9 تقلص الحجم وزيادة قصر القامة مع بلوغ الـ70 من العمر، يفقد الجسم نحو 5 سنتميترات من طوله، ففي الطفولة تنمو العظام وتصحح نفسها بسرعة، لكن ابتداء من منتصف الثلاثينات، تصبح عملية التصحيح هذه أضعف وأبطأ، مما يجعلها تفقد بعضا من كثافتها. التقدم في العمر يجعلها أيضا تفقد الكثير من المعادن، خصوصا الكالسيوم، والنتيجة أن العظام تبدأ في التقلص مما يؤدي إلى فقدان بعض الطول. ولا يساعد عامل الجاذبية، لأنه يجعل فقرات العمود الفقري الـ23 تفقد السوائل فتصبح مسطحة والعظام أكثر تقاربا. وتعتبر المرأة أكثر عرضة لهذا التقلص بسبب نقص نسبة هرمون الاستروجين في الجسم، الذي يحمي العظام ويقويها، بعد سن اليأس.

في هذه الحالة، ينصح بحماية العمود الفقري بممارسة تمارين رياضية خفيفة مثل الـ«بيلاتيس» والـ«يوغا» للحفاظ على تماسك وقوة العضلات وتقليص الضغط على عظام الفقرات وتناول الفيتامينات.

10 تهدل الركبة وشيخوختها بعد الأربعين سواء كانت المرأة رياضية أو رشيقة، فإنها لا تستطيع أن تخفي تعرض ركبتيها للتهدل. فتعريضهما لأشعة الشمس لسنوات وعدم الاعتناء بهما، بالإضافة إلى تقلص الدهون يفقد هذا الجزء من الجسم مرونته. ولأن الركب تتكون من عظم وجلد فقط ولا توجد بها أي عضلات يمكن تمرينها ومن ثم صقلها، فإن تعرضها للشيخوخة لا مفر منه على المدى البعيد. صحيح أن هناك عمليات تجميل خاصة بهذا الجزء إلا أنها مؤلمة وتترك آثارا واضحة على شكل ندوب. لهذا تبقى الوقاية أحسن من العلاج بترطيبها بشكل يومي.

المصدر: الشرق الأوسط
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 43 مشاهدة
نشرت فى 8 يناير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,564