أظهرت دراسة جديدة، أصدرت نتائجها مراكز مراقبة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة الأميركية، أن 4,2% من الأميركيين يعترفون بأنهم سبق لهم أن غفوا بسبب النعاس خلال سياقة سياراتهم في الثلاثين يوماً الماضية. وقد شملت الدراسة 150 ألف سائق من 19 ولاية أميركية. وقد تبين للباحثين الذين أجروا الدراسة أن الرجال هم أكثر من يغلبهم النعاس في أثناء جلوسهم خلف المقود. كما سجلوا أن السائقين الشباب والكهول يغفون خلال السياقة أكثر من المتقدمين في السن. وكانت أكبر نسبة من الناعسين خلال السياقة في تكساس (6,1%)، بينما سجل سائقو أوريجون أدنى نسبة (2,5%).
وقد جاءت نتائج هذه الدراسة التي تعد الأكبر من نوعها والأوسع نطاقاً إلى الآن، داعمة لدراسات وبحوث سابقة، أفادت بأن نسبة من حوادث السير التي تقع في طرق وشوارع أميركا تقع بسبب قلة النوم والغفوة خلف المقود، خصوصاً في الفترة المسائية والليلة التي تتزامن مع عودة الناس إلى منازلهم من مقار عملهم أو من أسفارهم. وكان أحد البحوث التي أجريت عن تسبب قلة النوم بالحوادث، أشار إلى أن 4% من الأميركيين سبق لهم النوم خلف المقود في السنة الماضية، بينما أفادت دراسة قبلها بأن هذه النسبة كانت أكثر من ذلك قبل سنتين، إذ وصلت بحسب الدراسة إلى 11%.
ونوهت الباحثة آن ويتون من مراكز مراقبة الأمراض والوقاية، بأن إحصاءات الإدارة الوطنية للسلامة الطرقية تظهر أن 2,5% من جميع حوادث المركبات المميتة التي وقعت سنة 2009 كانت بسبب غلبة النعاس على السائق خلف المقود، ونحو 2% من تصادم السيارات والحوادث غير المميتة كان بسبب النوم خلف المقود. وقد سبق لدراسات سابقة، أن أشارت إلى أن الحوادث الناجمة عن النوم والغفوة خلال السياقة هي أكثر تسبباً في الوفاة والعاهات المستديمة والإصابات الخطيرة، مقارنة بالحوادث التي يكون ضحاياها في أتم وعيهم وصحوتهم.
ويوصي تقرير مراكز مراقبة الأمراض والوقاية بأن يحرص السائقون على نوم ساعات كافية تتراوح بين 7 و9 ساعات يومياً، ومعالجة اضطرابات النوم، وتحسين جودة النوم ليلاً، والتوقف عن شرب الكحول، خصوصاً خلال الساعات التي تسبق السياقة. كما تنصح أرباب العمل وأصحاب الشركات والمصانع بتوفير وسائل نقل بسائقين مناوبين يعملون على مدار الساعة من أجل نقل العمال الذين يضطرهم دوامهم الليلي إلى العمل لساعات متأخرة من الليل أو إلى الساعات الأولى من الصباح أو السماح لمن يعملون أكثر من ثماني ساعات يومياً بالحصول على قيلولة بعد ظهر كل يوم، أو استراحة نوم قصيرة في أي وقت من النهار أو الليل خلال ساعات الدوام.
وينح خبراء من مراكز مراقبة الأمراض والوقاية، السائقين بتجنب السياقة مهما كانت الظروف عند الشعور بالنعاس أو التثاؤب المتكرر أو الترميش كثيراً، وبأن يتوقفوا وينحوا سياراتهم على جانب الطريق عند الإصابة بتوعك في الكتف أو اليدين خلال السياقة، وكذا عند الشعور بغلبة التعب والإرهاق الذي قد يحول دون التركيز في السياقة. كما يقول الخبراء، إن الاستعانة برفع صوت الراديو إلى أقصاه وفتح نوافذ السيارة أو زيادة شدة التكييف، أمور لا يمكن التعويل عليها لطرد النعاس من الجفون خلال السياقة.
ساحة النقاش