الخوف من مضار المضادات الحيوية يدفع الآباء إلى تفضيل العلاجات البديلة
لا ينصح الأطباء عادة باستخدام العلاجات البديلة لعلاج الأطفال من التهابات الأذن لسببين. الأول لكونها قد تسبب لهم بعض المخاطر الصحية والأضرار الجانبية، والثاني لكون استخدام العلاج البديل إلى جانب العلاج الحديث قد ينتج عنه تفاعلات دوائية أو علاجية غير مرغوب فيها.
وقد يجد المرء وهو يتصفح كتاباً أو مجلة علمية أو أحد مواقع الإنترنت نصوصاً تُمجد العلاجات البديلة لالتهاب الأذن وتعدد مزاياها، ولكن ذلك لا يعني أن يمنح نفسه الضوء الأخضر لاستخدامها. وعندما نتحدث عن علاج التهاب الأذن بطرق بديلة، فإننا نعني العلاجات التكميلية كالطب التجانسي والمعالجة اليدوية والإرجاع الموضعي للفقرات وغيرها.
وقد يلجأ الشخص إلى العلاجات البديلة لالتهاب الأذن لأسباب عدة من قبيل خوفه من مضار الإفراط في استخدام المضادات الحيوية أو من آثارها الجانبية، أو عند إيجاده بأن الأدوية الصيدلانية والعلاجات الحديثة التي يستخدمها غير فعالة، أو أن وتيرة مفعولها العلاجي بطيء.
وفي معظم الحالات، فإن الباحثين لم يدرسوا العلاجات البديلة لالتهاب الأذن على نحو كاف باستخدام المناهج العلمية المعتمدة على نطاق واسع. ولذلك فإن هذه العلاجات البديلة لالتهاب الأذن لم تصل إلى مستوى الممارسة المعيارية المثالية الذي يتيح للأطباء السماح باللجوء إليها واستخدامها لدى جميع الأطفال.
وتشير الدراسات التي أجريت على الطب التجانسي والمعالجة اليدوية إلى أن استخدامهما يؤدي إلى نتائج متعددة. فاستعمال الطب التجانسي لعلاج التهاب الأذن لا يزال محط جدل بين الأطباء والباحثين. وهو يشمل استخدام تحضيرات مخففة للمواد الطبيعية المستمدة من النباتات والمعادن لعلاج أعراض المرض. ويبقى من غير الواضح ما إذا كان هذا العلاج له فوائد. فالكثير من هذه المنتجات لا تخضع لرقابة دائمة من السلطات الصحية.
وبالنسبة للمعالجة اليدوية، فيقول المؤيدون باستخدامها لعلاج التهاب الأذن إنه عند استخدام تقنيات محددة، تساعد المعالجة اليدوية على تفريغ وسط الأذن مما علق بها من سائل وتجفيفها، والسماح للهواء من ثم بالمرور إلى المسالك الضيقة التي تربط الأذن الوسطى بالبلعوم الأنفي (الأنبوب البلعومي الطبلي). وبالرغم من أن بعض الناس يعتقدون أن هذه الطريقة ناجعة في علاج التهاب الأذن، فإن الدراسات بعيدة المدى التي أُجريت حولها لم تتمكن إلى الآن من التحقق من فاعليتها التامة.
وينصح أطباء عيادات “مايوكلينيك” الآباء الذين يفضلون الاستعانة بالعلاجات البديلة لالتهاب الأذن لسبب أو لآخر أن يتأكدوا من الأشياء الآتية:
◆ الاطلاع على طريقة العلاج. ففهم جميع الخيارات التي يتيحها كل علاج بديل ضرورية من أجل معرفة أنسبها للطفل. وعلى الأبوين أيضاً سؤال الطبيب الممارس عن فوائد كل خيار علاجي وآثاره الجانبية قبل اتخاذ قرار بشأن الخيار العلاجي البديل.
◆ معرفة تكاليف العلاج الإجمالية. فبعض شركات التأمين لا تغطي العلاج بالطب البديل والتكميلي. ولذلك يجب معرفة تكلفة هذا العلاج من أجل تحديد ما إذا كان في متناول القدرة المالية للأبوين من عدمه.
◆ التحقق من أن الممارس مرخص ومعتمد. فلا تلجأ إلى عيادة للطب البديل إلا إذا تأكدت من أنها مرخصة ومعتمدة من وزارة الصحة.
◆ إخبار الطبيب الأول. إذ يُفضل على الأبوين إخبار الطبيب الأول بالعزم على الاستعانة بالطب البديل وعدم القيام بذلك خفية عنه. فبعض العلاجات التكميلية والأدوية العشبية قد يكون لها آثار جانبية خطيرة، أو قد تؤدي إلى تفاعلات دوائية غير محمودة العواقب.
ساحة النقاش