تحمل بعض الألفاظ في العربية دلالات متعددة، وربما يفوق عدد الألفاظ التي تنفرد بمعنى واحد، وقد ورد كثير منها في المعاجم القديمة الواسعة، وفي المعاجم الحديثة، كلفظة فَتَحَ يَفْتَحُ فَتْحا فهو فاتح.
فتح البابَ والصُّندوقَ ونحوهما: خلاف أغلقهما، وفتح الطّريقَ: هيَّأه للمرور فيه، أذِنَ بالمرور فيه، وفتح الاجتماعَ ونحوه: بدأ عمله، وفتح المدينةَ أو البلدَ: احتلّها، وفتح الكتابَ: نشَرَ طَيَّهُ ليقرأ منه، وفتح اعتماداً في المصرف: خصّص مبلغاً للصرف منه على عمل معيّن، وفتح اللّه عليه: هداه أرشده، فتح الباب على مصراعيه لعمل ما: أفسح المجال له، سمح به دون قيود و فتح البخْت: تنَّبأ بالمُستقبل، وفَتَح بين الخصمين: قَضى في قوله تعالى( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْننَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ)، وفتح حِسَابا في المَصْرِف: أودع مبلغاً من المال صالحاً للسحب منه، فتح شهيته: جعله راغباً في الأكْل، وفتح صفحة جديدة: غيَّر طريقته «فتح فلان صفحة جديدة في حياته».
فتح عيْنَيْه جيداً: انتَبَه، حَذِرَ. وفَتَحَ عيْنَيْه على شيء: شاهده أو اختبره وهو لا يزال طِفْلاً.
وفَتَحَ له َقْلبَهُ: باح بسِرِّهِ له، وثق به فأَطْلَعَهُ على سِرِّهِ.
وفَتَّحَ يُفَتِّحُ تَفْتِيحاً: الأبوابَ ونحوها: بالَغَ في فَتْحِها قوله تعالى: ( لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ).
كلمة (فتح) قد اتسعت لأكثر من (16) ستة عشر معنى، بين محسوس ومجرد، وكلها جارية متداولة، متعارف على استعمال الكلمة فيها ضمن سياقاتها الخاصة. ويمكن أن تتسع لمعان مجازية أخرى متعددة أيضاً كما اتسعت غيرها.
الخبز أرزي:
لسانُ الفتى حتف الفتى حين يجهلُ
وكـــــلُّ امرئٍ مـــا بين فكَّيه مقتلُ
إذا مـــــا لسانُ المرءِ أكثر هـــــذره
فـــــذاك لسان بـــالبلاء موكَّــــــلُ
وكـــــــم فاتــــحٍ أبواب شـرٍّ لنفسه
إذا لم يكـن قفلٌ على فيه مُقفـــــَلُ
كـذا من رمى يومـــــاً شرارات لفظه
تلقَّتـــــه نيران الجوابـــــات تشعلُ
ومــن لــــــم يقيِّد لفظه متجمــــلاً
سيُطلَقُ فيه كـــــلُّ ما ليس يجمــلُ
ومن لم يكــن في فيه ماءُ صيانـــــةٍ
فمـــن وجهه غصن المهابــــة يذبلُ
فلِم تحسبنَّ الفضل في الحلم وحــدَه
بل الجهل في بعض الأحـايين أفضلُ
ومن ينتصر ممن بغى فهو مــــا بغى
وشــــرُّ المُسِيئَينِ الـذي هــــو أوَّلُ
ساحة النقاش