صداع الرأس وقلة التركيز أبرز أعراض التوتر
من البدهي والمسلم به أن أعراض التوتر تؤثر سلباً على الصحة، فعندما تشعر بقلة إنتاجيتك في العمل مثلاً، فإنك عادة ما تلقي اللوم على المرض كإصابتك بصداع الرأس أو الأرق أو غيره. لكنها نادراً ما تلقي بالاً إلى التوتر، الذي قد يكون المذنب الرئيس في قلة إنتاجيتك وإصابتك بما خف من الأمراض أو ثقل.
ولا يقتصر تأثير التوتر على الجسم، بل يتعداه إلى الأفكار والمشاعر والسلوك. وعندما يكون الشخص قادراً على التعرف إلى الأعراض الشائعة للتوتر، فإن ذلك يساعده على إدارته. أما إن ألقى الحبل على الغارب وترك نفسه تتآكل بسبب التوتر من دون محاولة إدارته، فإنه يعرض نفسه لما يشبه التدمير الذاتي، ويجعل مناعته هشة وصحته عاجزة عن مقاومة أي مرض، فيرتفع ضغط دمه وتتسارع نبضات قلبه، ويمكن أن يصاب بالسمنة والسكري.
وإذا لم تكن متأكداً مما إذا كان التوتر هو سبب إصابتك بمرض أو أمراض ما، فإنك لن تخسر شيئاً إذا قمت باتخاذ خطوات تساعدك على مراقبته وإدارة أعراضه واستشارة الطبيب.
وفي حال كنت تعاني آلاماً في الصدر، واشتد إحساسك بهذه الآلام مثلاً خلال ممارستك نشاطاً بدنياً ما، أو ترافق مع ضيق في التنفس أو التعرق أو الدوار أو الغثيان، أو امتدت تلك الآلام إلى الأكتاف والأذرع، فإنه يتعين عليك الإسراع بمراجعة اختصاصي علاج توتر. فقد يكون ذلك إنذاراً يؤشر بالقابلية للإصابة بجلطة قلبية لا قدر الله، وليس فقط مجرد أعراض توتر.
ونشرت الجمعية الأميركية لعلماء النفس تقريراً بعنوان «التوتر في أميركا» عددت فيه أبرز آثار التوتر على الجسم والمزاج والسلوك. فالتوتر يمكن أن يصيب الجسم بصداع الرأس وألم العضلات أو انقباضها، وآلام الصدر، والتعب، وتراجع الرغبة الحميمية، واضطرابات معوية، واضطرابات النوم. وعلى مستوى المزاج، فقد يتسبب التوتر في القلق وعدم الارتياح وغياب الحافز وقلة التركيز وسرعة الغضب والاهتياج والحزن والكآبة. وعلى مستوى السلوك، يمكن أن يؤدي التوتر إلى الأكل بنهم أو فقدان الشهية، ونوبات الغضب والإدمان والتدخين بشراهة والانطواء والانعزال عن المجتمع.
وينصح أطباء علاج التوتر الأميركيين بالحرص على معالجة مسببات التوتر وأعراضه، واتخاذ خطوات عملية لإدارته من أجل تفادي آثاره السلبية. ويوجز هؤلاء الأطباء أهم الاستراتيجيات الناجعة في إدارته في المواظبة على ممارسة الرياضة وممارسة الاسترخاء والتأمل واليوجا والتاي تشي.
ساحة النقاش