عمار الشريعي وعوده الذي لم يفارقه حتى وفاته
شهد عام 2012 العديد من اللحظات الحزينة التي مرت على الساحة الفنية، وقد دمعت عيونهم، إما على رحيل زملاء لهم، أو فقدهم عزيزاً من أقاربهم، وسط حالة قلق من توتر الأوضاع في الفترة الأخيرة، ما أدى إلى تأجيل العديد من أعمالهم، أو توقفها بسبب مخاوف شركات الإنتاج
عاش الفنان محمود عبد العزيز في حالة حزن شديدة على فقد والدته في 26 يوليو بمسقط رأسها في الإسكندرية، وتأثر بقوة بوالدته، التي عرف بارتباطه بها، وفي 5 أغسطس، توفي الفنان محمد نوح صاحب الأغنية الشهيرة «شدي حيلك يا بلد» عن عمر ناهز 75 عاما، وكان قد اعتزل في أوائل تسعينيات القرن الماضي.
وولد محمد نوح في مدينة طنطا في 8 يناير 1937 وتخرج في كلية التجارة جامعة الإسكندرية، ثم نال دبلوم معهد الموسيقى العربية، كما درس التأليف الموسيقي في جامعة ستانفورد الأميركية، ولحن نوح موشحات وأغنيات لمطربين كبار، بينهم نجاح سلام وعلي الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت وعفاف راضي، كما وضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأعمال الفنية، وتولى إخراج عمل سينمائي بعنوان “رحلة العائلة المقدسة”.
مواساة
أما في 7 أغسطس، استقبل الفنان هاني رمزي بمقر كنيسة البطرسية بكاتدرائية العباسية، عددا من الفنانين الذين توافدوا لتقديم واجب العزاء في وفاة والده وكان على رأسهم عادل إمام، ومحمود عبد العزيز وحرمه بوسي شلبي، وأحمد السقا، وكريم عبدالعزيز، وغيرهم.
وفي 20 أغسطس، توفي أحمد حسين شقيق سامح حسين، وجاءت وفاته غرقا أثناء قضائه إجازة العيد مع أصدقائه بمدينة الإسكندرية.
وتوفي المخرج إسماعيل عبدالحافظ في 13 سبتمبر في باريس ودفن بمسقط رأسه بإحدى قرى كفر الشيخ عن عمر 71 عاما أخرج خلالها 21 مسلسلا ساهمت في تغيير الدراما، وجسدت واقع الحارة الشعبية برومانسيتها وشهامتها ووطنية رجالها.
وغاص عبدالحافظ طوال مسيرته في هموم المصريين بتقديمه مسلسل “ليالي الحلمية” مع صديقه الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، واستطاعا رصد حقب زمنية من تاريخ مصر في تلك الفترة، وفي 5 سبتمبر، شيعت جنازة الناقد الفني أحمد صالح بعد رحلة عطاء طويلة في العمل، حيث كان أول من أنشأ صفحة أسبوعية متخصصة في مجال السينما والنقد السينمائي. وكتب عددا من سيناريوهات الأفلام وبعض الأعمال التليفزيونية، ومن تلك الأفلام «القتل اللذيذ» و«الراية حمرا» و«دموع صاحبة الجلالة»، ومن المسلسلات «نحن لا نزرع الشوك».
«الولد الشقي»
وفي 28 سبتمبر، توفي الفنان أحمد رمزي عن عمر ناهز 82 عاما، ودرس رمزي في مدرسة الأورمان، ثم كلية فيكتوريا إلى أن التحق بكلية التجارة، لكنه لم يستكمل تعليمه بها بعد أن اكتشفته السينما والرياضة، عندما فوجئ بصديقه عمر الشريف يخبره بأن يوسف شاهين اختاره ليكون بطل فيلمه الجديد “صراع في الوادي”، وكان ذلك عام 1954 وصدم رمزي، لكنه لم يحزن، لأن الدور ذهب لصديقه عمر الشريف.
وبدأت الحياة الفنية لأحمد رمزي تزدهر في فيلم “أيامنا الحلوة” مع صديقه عمر الشريف، وفاتن حمامة، وعبدالحليم حافظ، وزينات صدقي.
واستطاع رمزي أن يلفت إليه الأنظار بهدوء أدائه ووسامته، وأطلق عليه المنتجون لقب «الولد الشقي»، الذي بات يسبق اسمه على أفيشات الأفلام المشارك بها، وتوالت أدوار وأعمال أحمد رمزي، وبلغ عددها أكثر من 100 فيلم.
ومن أشهر أفلام أحمد رمزي،«صراع في الميناء» و«لن أعترف» و«السبع بنات» و«أيام وليالي» و«الأخ الكبير» و”عائلة زيزي”، وغيرها.
بحر النغم
وفي 8 ديسمبر، رحل الموسيقار عمار الشريعي عن عمر ناهز 64 عاما، بعد حياة موسيقية حافلة بدأها كعازف أوكرديون أثناء دراسته الجامعية للأدب الإنجليزي، إلى أن أصبح واحدا من أشهر الملحنين، كما ألف الشريعي الموسيقى التصويرية لعشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية والإذاعية والمسرحيات التي نال معظمها شهرة كبيرة، وحصل العديد منها على جوائز على الصعيدين العربي والعالمي، وقدم بنفسه عددا من البرامج الشهيرة، أبرزها البرنامج الإذاعي الذي استمر عدة سنوات «غواص في بحر النغم».
ساحة النقاش