مقال بواسطة المُدوّنة غادة محمد
أحياناً ما يُلاقي بعضنا صعوبة في فك غموض (كابتشا) CAPTCHA؛ مجموعة الأحرف والأرقام المختلطة التي يكون علينا كتابتها قبل التسجيل في موقع أو الحصول على بريد إلكتروني جديد. بالنسبة لي غالباً لا أتعرف عليها في المحاولة الأولى، وأدقق مرة أو مرات إلى أن ينجلي غموضها وأنال الإذن بالدخول. وربما يشترك معي آخرون؛ ففي كل يوم يتم حل أكثر من 200 مليون اختبار (كابتشا) حول العالم، وأحياناً يمل البعض من تكرار المحاولة ويغادر الموقع غاضباً.
فكرت شركةMinteye في طريقة تُسهِل الأمر على مستخدمي الإنترنت، وفي الوقت نفسه تحقق الأمان للموقع وفرصة للربح. وتعتمدعلى تقديم صورة مشوهة غير واضحة لإعلان بدلاً من الحروف، يمكن أن يراها المستخدم بوضوح عبر تحريك المؤشر في الأسفل، وحين يصل للوضع الصحيح يتأكد الموقع أنه يتعامل مع إنسان، ويتمكن المستخدم من استكمال طلبه سواء التسجيل أو الشراء.
تعود فكرة Minteye إلى مؤسسها Shayke Inbar شايكي انبار، الذي يعاني من عُسر القراءة وواجه باستمرار صعوبات في تخطي ألغاز (كابتشا). وسعى انبار لإنشاء اختبارات مماثلة تعتمد على الصور بدلاً من الحروف باعتبارها أكثر أمناً، وفكر في استخدام الإعلانات كصور كوسيلة للربح؛ فجزء من الإعلانات يكمن في تعرف الجمهور على شكل العلامة التجارية. وتتقاسمMinteye دخل الإعلانات بالتساوي مع المواقع التي تستخدم النوع الخاص بها من الكابتشا. كما يمكن للمواقع استخدامها لعرض صور لا تتضمن إعلانات.
تكمن المخاطرة في اختبار (كابتشا) المكتوب عندما تكون الرموز بالغة الصعوبة وغير واضحة فقد تُصيب المستخدمين بالضجر لدرجة مغادرة الموقع، مما يُضيِّع على الشركات فرص للعمل واكتساب عملاء جدد. ولذلك فشركة Minteye واحدة من جهات متعددة تعمل على جعل (كابتشا) أسهل للمستخدمين، وأصعب بالنسبة للهاكرز والمتطفلين. ويعتقد المدير التنفيذي جادي هادار أن لشركته طريقة مميزة في تقطيع الصور وتغييرها لتجعل مهمة المخترقين صعبة. ويرى أن استخدام الصور أكثر أمناً من الحروف التقليدية؛ فبناء برمجيات تتعرف على الحروف والأرقام أسهل من إنشاء واحدة تتعرف على الصور التي من الممكن تغيير وضعها بطرق لا نهائية.
ويقول هادار أن أمام الشركة فرصاً للانطلاق بسبب العدد المتنامي من مستخدمي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في تصفح الإنترنت.
لكن الحديث عن أمان كابتشا Minteye لم يُقنع شخصاً مثل لويس فون آهن، أستاذ علوم الكومبيوتر في جامعة كارنيجي ميلون وأحد المساهمين في اختراع كابتشا ومبتكر (ري-كابتشا) الذي يجمع بين أمان الإنترنت والتحويل الرقمي للكتب والمجلات. ويرى فون آهن أن من الممكن لبرمجيات تعتمد على اكتشاف الخطوط المستقيمة في الصور أن تخترقMinteye .
وفي النهاية يعترف المدير التنفيذي لـ Minteye: “لا توجد كابتشا في العالم لا يمكن اختراقها، إنها فقط مقدار الموارد التي يتم استثمارها في الاختراق”.
وتستخدم آلاف مواقع الإنترنت بمختلف اللغات اختبار (كابتشا)، وتعود بدايته إلى عام 2000 على يد باحثين في جامعة كارنيجي ميلون. و(كابتشا) كلمة انجليزية مركبة تمثل الحروف الأولى لكلمات “Completely Automatic Public Turing Test to Tell Computers and Humans Apart”، وتعني “اختبار تورينج العام والآلي تماماً للتمييز بين الحاسب والإنسان”. وتعتمد على اختبار يستطيع الكومبيوتر وضع أسئلته وتصحيح الإجابات، ولكن لا يستطيع الحل سوى العقل البشري. وتستخدم لمنع البرامج الآلية من الدخول إلى مواقع الإنترنت أو إنشاء صناديق بريدية بشكل أوتوماتيكي وبأعداد هائلة، واستغلالها في توجيه رسائل دعائية وغير مرغوب فيها للمستخدمين.
ساحة النقاش