لقد مرّت 50 سنة. وسوف تمرّ 100 سنة أخرى وسيظل هناك شخص ما يتساءل لماذا لا يزال هذا الشعار قائماً. لقد ولد هذا الشعار كرمزٍ للحركة البريطانية المناهضة للأسلحة النووية، لكنه أصبح الشعار الدولي للسلام، ويمكن القول إنه رمز الإحتجاج الأكثر استخداماً في العالم. وقد تمّ تكييفه، ومهاجمته وتسويقه أيضاً؛ وتكهّن العديد من الناس حول ما تمثِّله تلك العلامة، ولكن الحقيقة ليست غامضةً جداً. 

ماذا يعني هذا الشعار ؟ 

إنه واحد من الرموز المعروفة على نطاق واسع في العالم. في بريطانيا، يعرف على أنه يمثّل رمز الدعوة لنزع السلاح النووي – وعلى نطاقٍ خاص كشعار أو لوغو الحملة من أجل نزع السلاح النووي(Campaign for Nuclear Disarmament (CND. لقد تمّ تصميمه من الشيفرة الإشارية المستخدمة في البحرية – The naval code of semaphore، ويمثّل هذا الشعار رمز الحرفان ND  اللذان يعنيان نزع السلاح النووي. وتمثّل الدائرة مفهوم الكلي أو الشامل، وتحيط بحرف N وبحرف D، مما يدل على نزع السلاح النووي الكامل أو الشامل.

في الولايات المتحدة والكثير من بقية دول العالم هذا الشعار معروف على نطاقٍ واسع باعتباره رمزاً للسلام. وقام بتصميمه ، في عام 1958،  جيرالد هولتوم ، وهو مصمّم محترف، وفنان، تخرّج من الكلية الملكية للفنون، صنع الشعار الأول أوستن إيريك من CND كينسينغتون ، في لندن، باستخدام الطين الأبيض، مع الرمز باللون الأسود. وكانت هناك رمزية واعية في صناعة هذا الشعار، حيث تمّ توزيعه مع ملاحظةٍ توضّح بأنه في حال وقوع حربٍ نووية، فإن هذه الشعارات المصنوعة من الفخّار، ستكون من بين القطع الأثرية القليلة التي صنعها الإنسان، التي ستنجو من الجحيم النووي. 

ويقول ديف ديوينزي من” مؤسسة تعليم السلام” : 

“لأن  العديد من الناس اليوم يحملون الرمز دون فهم التاريخ، فإننا نضيّع منا فرصةً تاريخية لتصويب استخداماته، والمضي قدماً لاستعادة هذا الشعار للخير. عندما ترون رمز السلام، أهيب بكم أن تروا الشخص الذي يعرضه عليكم بأنه يقدّمه لكم كرسالة حبٍ وتواصل. وإذا عرضتم أنتم رمز السلام، فوصيتي لكم هي أن توجّهوا يدا شعار السلام نحو السماء، لتكريم رغبة هولتوم، بتوجيه وتصويب الإحتجاجات التاريخية، وتبليغ رسالة الحب لجميع الناس”.