السيارة قادرة على التأقلم مع أصعب الظروف الجوية

يحيى أبوسالم

يعتقد كثيرون من عشاق السيارات الرياضية السريعة، أن السيارات رباعية الدفع، أو متعددة المهام، التي يطلق عليها "إس يو في"، لا يمكن أن تجاري بسرعتها وعزمها وحتى انطلاقتها، السيارات الرياضية من نوع "كوبيه" أو سيارات الصالون الرياضية خلفية الدفع. كما يعتقدون أن الغلبة تكون دائماً لسيارات مثل "بنتلي مولسان"، "فيراري كاليفورنيا"، "بورش 911 تيربو"، "أودي آر 8" وغيرها، في القوة والعزم والسرعة. ويبدو أن مرسيدس "جي 65 إيه أم جي 2013"، التي حطت رحالها مؤخراً في سوق الإمارات العربية المتحدة، لديها ما تثبته لمثل هؤلاء من حيث القوة الفائقة والسرعة والأداء العالي. رغم الانتقادات التي طالت شكلها ووصفتها بأنها كتلة مصفحة تخلو من الجاذبية.

على عكس الكثير من السيارات الرياضية رباعية الدفع تظهر مرسيدس “جي 65 إيه أم جي 2013” متعددة المهام والأغراض، والقادرة على السير في شوارع المدينة بسرعات عالية تجاري بها أقوى السيارات الرياضية المخصصة للشوارع المعبدة. والقادرة على السير فوق الطرقات الوعرة وغير المعبدة بثبات وقوة واتزان.

قوة هائلة

تأتي مرسيدس عشاقها بنسختها الرياضية الجديدة “جي 65 إيه أم جي” والتي ينتقد البعض شكلها الخارجي، الذي يشبه إلى حد كبير الصندوق المعدني المصفح، والتي تفتقر للجاذبية والانحناءات والجمال كغيرها من السيارات المنافسة من فئة “إس يو في”، إلا أنها تخفي داخل هذا الصندوق، قوة جبارة من محرك هائل القوة، ذي إثنتي عشرة إسطوانة، من نوع بي تيربو”V12”، تم تصنيعه بشكل حصري خصيصاً لهذه النسخة. حيث تم تصميم المحرك بسعة 6 لترات، وزود بشاحن توربيني مزدوج فائق القوة والأداء، وقادر على توليد قوة هائلة تصل إلى 612 حصاناً، وبعزم دوران يصل إلى 737 باوند لكل قدم.

كما تم تزويد السيارة بناقل تروس من نوع “7 جي ترونيك”، يجعل السيارة بفضله وفضل محركها القوي، قادرة على الانطلاق من وضعية الثبات (صفر) إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 5.3 ثانية فقط، وبسرعة إجمالية ثابتة لغاية 230 كيلومترا في الساعة.

هذه بالإضافة إلى العادم المزدوج المقطع العرضي البارز، الذي تم تزويد هذه النسخة والنسخة جي 63 به، جعلت هذه السيارة أقوى سيارة “إس يو في” إنتاجية على مستوى الطرقات الوعرة في العالم، بحسب شركة مرسيدس. وجعلها بفضل محركها الجبار هذا، وملحقاته الحصرية، أقوى النسخ على الإطلاق من الفئة نفسها التي قدمتها الشركة الألمانية خلال السنوات السابقة، وأعلاها سعراً.

شكل ثابت

رغم انتقاد العديد من عشاق السيارات رباعية الدفع ومتعددة المهام، لشكل سيارة مرسيدس الفئة جي، وخصوصاً أن الشركة الألمانية مرسيدس المنتجة للسيارة، تبنت الشكل الكلاسيكي الذي تأتي عليه هذه الفئة من سياراتها، منذ أكثر من 33 عاما وذلك عند طرح النسخة الأولى من سياراتها من فئة جي في العام 1979. ولذلك جاءت النسخة الجديدة “جي 65 إيه أم جي” على الشكل الخارجي نفسه الذي جاءت عليه كافة النسخة المختلفة من فئة “جي”.

ولكن مع نسختها الحصرية جي 65 والنسخة جي 63، قامت مرسيدس بإضافة بعض التعديلات الرئيسة المتعلقة بهيكل السيارة، وحجرة القيادة. حيث قامت بتزويد فتحات التبريد لمحرك السيارة بشبك خاص من المعدن، مع فتحات ثنائية مزدوجة. بالإضافة إلى أنها أضافت صدامات جانبية خاصة في كلا النسختين، يظهر من أسفلها، عوادم السيارة المزدوجة وتبرزها إلى الخارج.

كما تم تزويد هاتين النسختين بإطارات قياس 20 إنش، وتخصيص إطارات “إيه أم جي” الحصرية للنسخة جي 65 فقط، وتم طلاؤها باللون التيتانيوم الرمادي. بالإضافة إلى ذلك تم تزويد النسخة الجديدة بإضاءة أمامية من نوع “إل إيه دي” نهارية. هذا بالإضافة إلى التغير الكبير الذي حصل على هذه النسخة وبعض النسخ من فئة جي للعام 2013، في حجرة القيادة.

حيث جاءت النسخة الجديدة من سيارات مرسيدس الفئة جي، بلوحة تحكم للسائق جديدة، تم استنساخها من سيارات مرسيدس الفئة إم، بالإضافة إلى المنضدة الوسطية بين السائق والراكب الأمامي الجديدة، مع الكثير من الإضافات في أجهزة القيادة والتحكم. فضلا عن تزويد النسخة الجديدة، بشاشه أمامية كبيرة ملونة، وذلك لتسهيل التحكم بنظام “كوماند” الإلكتروني الحصري لهذه الفئة من سيارات مرسيدس، والذي أصبح مدمجا مع جهاز عرض الأفلام والأسطوانات من نوع “دي في دي”. بالإضافة إلى أن مقود النسخ الجيدة أصبح قادراً على القيام بالكثير من وظائف التحكم بالسيارة وملحقاتها.

وعلى العكس من النسخة جي 63، تم تزويد حجرة القيادة في النسخة جي 65، بنوع جديد من جلد “ديسجنو” الحصري، حيث غطى سقف السيارة من الداخل، وحتى جوانبها بما فيها الأبواب الأربعة، بالإضافة إلى “التابلو” الأمامي للسائق والراكب من الأمام. كما تم تصميم المقاعد بطريقة لافتة للانتباه ونقش نوع المحرك V12 بشكل ألماسي عليها.

منافس وحيد

مع سعرها الذي يتجاوز 600 ألف درهم إماراتي، وقوتها الهائلة بفضل محركها الكبير ذو الإثنتي عشرة إسطوانة، من المؤكد أنه قد يصعب منافسة سيارة جي 65 إيه أم جي، مع غيرها من السيارات من فئة رباعية الدفع أو “إس يو في”. إلا أن الألمانية الأخرى، بورشه كايين تيربو، تعتبر المنافس الرئيس لسيارة مرسيدس جي 65 إيه أم جي، سواءً فيما يتعلق بسعرها المرتفع، أو قوتها الهائلة، وعزمها الفائق.

ورغم أن كايين تيربو تأتي بمحرك قادر على توليد قوة بمقدار 500 حصان، أي أنه أقل قوة من القوة التي يولدها محرك جي 65 إيه أم جي بمعدل 112 حصاناً. إلا أن كايين تيربو وبفضل تصميمها الإيروديناميكي، تمنح سائقها أداء وقدرة على المناورة أعلى “على الطرقات المعبدة” من جي 65، وخصوصاً أنها قادرة على الانطلاق من وضعية الثبات “صفر” إلى سرعة 100 كيلو متر في الساعة، خلال 4,4 ثواني فقط. ورغم شكلها الكلاسيكي، ورغم اتهامها بأنها تشبه الصندوق المعدني، ورغم إبقاء تصميمها الخارجي على ما هو منذ طرحها قبل عشرات السنوات، إلا أن جي 65، تعتبر من أقوى وأفضل السيارات “الفارهة” المخصصة للقيادة خارج الشارع وعبر الطرقات الوعرة، وذلك لأن مواصفاتها الفنية والتقنية تتغير بناء على التغيرات الجيولوجية وليس على حداثة النسخة الجديدة منها. حيث تمتاز رغم كلاسيكية هيكلها الخارجي، بقوة أدائها الفائقة، وعزمها الشديد في التأقلم مع أصعب الظروف الجوية المحيطة. ويعود الفضل في ذلك إلى الذكاء الهندسي الواضح في تصميمها، وأنظمة السيطرة والقيادة المختلفة والكثيرة المصممة للقيادة بسهولة ومتعة على الطرقات الوعرة والمعبدة.

أنظمة الأمان والسلامة

الشركة الألمانية مرسيدس أكدت أن نسختها الجديدة من فئة جي، تم تزويدها بالكثير من أنظمة الأمان والسلامة، مثل نظام “دسترونك بلاس”، ونظام المساعدة لرؤية المناطق المختفية “العمياء”، بالإضافة إلى الكثير من الأنظمة الحديثة التي تساعد على ركن السيارة بشكل أوتوماتيكي، وتم تزويدها بكاميرات موزعة في أغلب نواحي السيارة، إلى جانب أنظمة التحكم الإلكتروني بالثبات والاتزان، وغير ذلك العديد من أنظمة السلامة والقيادة والسيطرة.