ماء الطهارة
◆ ما هي حدود كمية الماء التي يصح بها الوضوء والغسل؟
◆◆ ليس هنالك حد معين في الماء اللازم للطهارة، فإن ذلك يختلف حسب الأشخاص والظروف، ويستحب تقليل الماء المستخدم في الطهارة من غير إلزام بحد معين، قال العلامة خليل رحمه الله في مختصره: (وقلة الماء بلا حد).
وليس معنى ذلك مسح الأعضاء أو ترك صب الماء، قال العلامة محمد بن أبي زيد القيرواني في الرسالة: (وقلة الماء مع إحكام الغسل سنة والسرف منه غلو وبدعة).
وقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم مثالاً على الاقتصاد في الماء عند الطهارة، فكان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع أو ما يزيد عنه قليلاً.
ففي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه، قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع، إلى خمسة أمداد(يزيد قليلاً على 3 لترات).
وهذه الكميات تكفي مع صب الماء بطريقة مناسبة مع الحرص على ترشيده امتثالاً للسنة، ولا مانع من الزيادة عليها حسب الظروف مع الحذر من الإسراف.
خاتم الأحجار
◆ هل يجوز لبس خاتم مصنوع من الأحجار؟
◆◆ نسأل الله العلي القدير أن يحفظكم ويبارك فيكم، ويجوز أن تتخذ خاتما من حجر، لأن الممنوع على الرجال هو التختم بالذهب، قال العلامة النفراوي رحمه الله بعد ذكر أحكام الخاتم: (فتلخص أن التختم بالفضة وغير الحديد وما ألحق به جائز ولو للرجال، وبالحديد والنحاس مكروه لكل منهما).
العمل الصالح
◆ هل الرضا عن العمل الصالح هو من العجب المنهي عنه؟
◆◆ ما يشعر به المؤمن من راحة البال ومن طمأنينة النفس بعد الأعمال الصالحة ليس من العجب المنهي عنه، بل هو من ثمرات تلك الأعمال، بل هناك فرق بين الرضا عن العمل الشرعي والرضا عن النفس وهو الإعجاب، قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد: 28].
قال العلامة القرطبي رحمه الله في تفسيره: (أي تسكن وتستأنس بتوحيد الله فتطمئن... أو تطمئن بذكر فضله... ).
وإن الإخلاص في العمل لله وحده لا يضر معه شيء، حتى ولو أثنى الناس عليك بسبب قراءتك للقرآن مثلاً، ففي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؟ قال: “تلك عاجل بشرى المؤمن”.
قراءة القرآن
◆ هل يجوز قراءة القرآن من الهاتف النقال؟
تجوز قراءة القرآن من الهاتف النقال أو أي ◆◆ وسيلة أخرى، وللقارئ ثواب القراءة لعموم الآيات، كقوله تعالى: (وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ) النمل:92، وكذلك لعموم الأحاديث التي فيها الحض على قراءة القرآن فهي لم تخصص وسيلة واحدة للقراءة بل طلبت القراءة فقط سواء من الحفظ أو المصحف أو أي شيء آخر، ومن الأحاديث ما رواه الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف”، فلم يخصص الحديث المصحف بل المطلوب القراءة، وهذا من فضل الله علينا أن سخر لنا هذه الأجهزة لقراءة القرآن وتلاوة كلام الله تعالى، فلا يبقى الإنسان بعيدا عن القرآن. جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن.
نشر الرسائل
◆ ما هو حكم نشر الرسائل عبر خدمات أجهزة الهواتف الذكية؟
◆◆ لا يجب عليك نشر الرسائل التي تصلك مهما استخدم المرسل من أساليب التأكيد وغير ذلك، وينبغي التأكد من محتوى الرسائل والمقصود منها قبل إعادة إرسالها.
وإذا سألك سائل عن أمور الدين، فلا يجوز لك أن تتكلم دون علم وعليك أن ترشد السائل إلى أهل العلم لقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، وهذه قيود ينبغي مراعاتها، ولا تتعارض مع تحريم كتمان العلم بل تقع في إطار التخصص والخبرة،
وإن الحديث الذي تسأل عنه قد ورد في المستدرك على الصحيحين للحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار”، ثم قال الحاكم :(هذا إسناد صحيح من حديث المصريين على شرط الشيخين وليس له علة، وفي الباب عن جماعة من الصحابة غير أبي هريرة رضي الله عنهم).
وفي رواية أخرى في المستدرك على الصحيحين: “من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار.
الدعاء
◆ هل هناك حديث حول من تقلب في مضجعه واستيقظ ليلا وذكر الله، فإن دعا استجاب الله دعاءه؟
◆◆ الحديث الذي تسأل عنه قد ورد في صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته”.
وفي رواية عند أبي داود: “ما من مسلم يبيت على ذكر طاهراً، فيتعار من الليل فيسأل الله خيراً من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه”.
قال العلامة الخطابي رحمه الله في كتابه معالم السنن: (... قوله يتعار معناه يستيقظ من النوم، وأصل التعار السهر والتقلب على الفراش...).
والحديث يدل على سعة فضل الله وما يعطيه من جوائز نفيسة على الذكر حتى أثناء التقلب على فراش النوم.
ساحة النقاش