مقال بواسطة المُدوّنة غادة محمد

 إذا كنت واحد من مليار مستخدم لموقع فيسبوك فربما تعرضت لبعض الحرج بسبب صورة نشرتها أو رأي كتبته، أو وصلك تعليق مثل: لم أكن أكن أتخيل أن هذا رأيك! مع ابتسامة أو تكشيرة إلكترونية، وربما سمعت تعليق مشابه على أنشطتك في فيسبوك خارج الإنترنت.

بحسب نتائج دراسة حديثة نُشرت في شهر نوفمبر الماضي، كلما كثر عدد “الأصدقاء” عبر فيسبوك وكانوا من دوائر اجتماعية مختلفة، كلما كان ذلك سبباً للتوتر، خصوصاً إذا كان بينهم زملاء في العمل أو أفراد الأسرة.

أجرى الدراسة باحثون في كلية ادارة الأعمال فى جامعة إدنبره ، وشملت أكثر من 300 شخص أغلبهم في مراحل الدراسة بمتوسط عمر 21 عام، وطُلب منهم الإجابة عن أسئلة تتعلق بعدد أصدقائهم في فيسبوك، واختيار المجموعات الاجتماعية التي ينتمون إليها من بين سبعة عشر فئة منها العائلة وأصدقاء الإنترنت والزملاء والموظفين، وتحديد أكثر المجموعات تسبباً في الضغوط.

 

 

كشفت الدراسة أن السبب الرئيسي للمشكلة يتصل بالصورة التي يقدمها المرء عن نفسه من خلال ما ينشره من نصوص وصور في فيسبوك، فقد تظهر سلوكيات لا تكون بالضرورة مقبولة لمجموعة من معارفه خصوصاً الفئة الأكبر سناً مثل الوالدين ومدير العمل، فكثيراً ما تختلف توقعاتهم عن المجموعة الأصغر سناً أو الأكثر شباباً.

وبحسب النتائج، فكل مستخدم لفيسبوك يضيف عادةً أصدقاء ينتمون لسبع دوائر اجتماعية مختلفة أكثرها  شيوعاً: من يعرفهم خارج الإنترنت، وأفراد الأسرة والأقرباء، والزملاء، وأصدقاء لأصدقائهم. كما كشفت النتائج أن ثلث العينة فقط يستخدم إعدادات الخصوصية، ويُصنف الأصدقاء في قوائم تتيح التحكم في المعلومات التي تراها كل مجموعة.

ويعلق بين مادور، كاتب التقرير، أن موقع فيسبوك يشبه حفلاً كبيراً يضم كل أصدقائك حيث يمكن أن ترقص وتعبث، لكن مع وجود والديك ورئيسك في العمل يتحول إلى حدث مثير للقلق ملئ بالألغام الاجتماعية. وإذا ما حضر أفراد من العائلة والموظفين فسيكون الضغط أكبر؛ حيث أن لكل منهم توقعات مختلفة.

ويضيف: رأيت الناس كيف يحذفون صور ويتحكمون في تصرفاتهم خارج الإنترنت حفاظاً على مظهرهم الإلكتروني، ويفكرون إذا ما كانوا في حفل أن رئيسهم في العمل أو صديقتهم ربما يرون هذه الصور. لذلك ربما يدخنون مثلاً وعندما يشعرون باقتراب الكاميرا يغيرون سلوكهم حتى لا يشاهده الناس في فيسبوك.

ويقول مادور: “الناس يحاولون تقديم صورة باهتة من أنفسهم ليسعدوا كل فرد من جمهورهم، لأنهم مهتمون جداً بما سيعتقده الآخرون عنهم وبتقييمهم”.

ربما لا تبدو هذه النتائج غريبة، لكنها تطرح أسئلة عن العلاقة بين شخصيتنا خارج الإنترنت وفي فضاءه، وإن كان يمنحنا مساحة أكبر للتصرف بحرية أم توجد قيود؟ وهل نحاول رسم صورة منمقة ومختارة في المواقع الاجتماعية أم أنها تظل جزءاً منا بأوقات الجد والمرح، ولحظات الغضب والاتزان، وبدون أن تضم الجانبين ستكون متعبة لنا وللآخرين؟ وهل تختلف ذاكرة الأفراد عن ذاكرة الإنترنت؛ فكلنا نتعرض لمواقف محرجة أو لا يفهمها الآخرون بالشكل الذي نريد لكن التوضيح ممكن والذاكرة تضعف بينما أرشيف فيسبوك يبدو مرعباً؟ وهل صارت سرعة النشر في فيسبوك تهدد خصوصيتنا؟

ما رأيك؟ هل تتردد قبل إضافة العائلة أو المدير مثلاً أم يظل الوضوح وروح المسئولية الحل المناسب في فضاء الحياة وفيسبوك معاً؟!

المصدر: اراجيك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 51 مشاهدة
نشرت فى 19 ديسمبر 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,853