فاطمة عطفة
بثينة الرئيسي ممثلة من سلطنة عمان، تابعت دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، عاشقة للفن والتمثيل، انطلقت في هذا المجال بموهبة حقيقية، إضافة إلى عناصر عدة اجتمعت في وقت واحد لتدفع بها إلى عالم الشهرة. وتؤكد أن هناك شخصا زرع في نفسها بذرة حب الفن، عندما كانت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت، هو أستاذها الممثل خالد أمين، الذي نصحها بخوض التجربة وبالمشاركة حيث قال لها: “أنت تملكين الموهبة وسوف تنجحين.. من هنا ازدادت الثقة في نفسها وانطلقت في عالم الفن، وكانت البداية في عام 2006 ولم تستطع أن تترك هذا المجال.
تقول بثينة الرئيسي، عن الريادة الثقافية في الكويت منذ الستينيات من القرن الماضي، ودور هذه النهضة الفكرية فيما حققته، إضافة إلى هذا المزيج بين عُمان والكويت وكيف ساهم في عطائها: “في الكويت ثقافة عالية ولدينا أيضا في سلطنة عمان ثقافة عالية، فامتزجت هاتان الثقافتان في داخلي.. وهذا شيء سعدت به. أحب عاداتنا وتقاليدنا وبيئتنا العمانية وأحب تحفظنا وبساطتنا، وأحب أضواء الكويت والفن والثقافة الكويتية، وعلى ما أظن أن هذه ميزة أشكر الله عليها”.
الأدب المسرحي
وعن دور الثقافة في مجال العمل الفني مثلا، وكيف أسهم الأدب المسرحي الأوروبي والعربي في تشكيل ونجاح بثينة في عملها، توضح قائلة: “أطالع كثيرا بالإضافة لدراستي، فقد درست المسرح بمختلف أنواعه، سواء المسرح الفينيقي أو المسرح الإغريقي، كما درست سوفوكليس ويوربيديس وشكسبير، هذا كله اطلعت عليه بغض النظر أننا لم نستفد منه في الدراما، ولكنه أفادني كثيرا كمعلومات عامة وأفادني أيضا في المسرح. فالثقافة تنعكس على صاحبها دوما فهي تضيف للشخص رونقا في أسلوب خطابه مع الناس وتعامله مع الآخرين، حتى في الشكل العام تضفي رونقا خاصاً، ونحن يجب أن تكون لدينا خبرة كبيرة في الإتيكيت وفي أسلوب التعامل مع الغير، وأتمنى من أي فنان أن ينمي ثقافته فليس شرطا أن تكون الثقافة محصورة في مجال المسرح والفن فقط، بل في جميع الأمور الحياتية يجب أن يكون ملما بها وأن يغني نفسه بالاطلاع”.
حلم السينما
وعن أهمية العمل السينمائي مقارنة مع الأعمال الفنية الأخرى تؤكد الرئيسي: “السينما حلم من أحلامي وأتمنى أن أحقق هذا الحلم وأخوض هذه التجربة، ليس شرطا أن أنجح بها لكني كنت أتمنى أن تكون بدايتي في السينما أكثر من الدراما، لأرضي غروري الفني بأني قدمت عملا سينمائيا، وأرى نفسي بها على الأقل ولو لمرة واحدة. ولكن الدراما طغت قليلا على الصناعة السينمائية لدينا في الوطن العربي، إلا أنه في الخارج النجاح الأكبر للسينما حيث توجد صناعة حقيقية في عالم الفن السابع، ونحن نحلم على الأقل أن نصنع سينما حتى ولو كانت بسيطة، نصنعها مثلما صنعنا دراما ناجحة.
وعن التواصل مع المغرب العربي سواء دراميا أو سينمائيا أو في المسرح تقول: “نجحنا ووصلنا وأنا تفاجأت بهذا الشيء، فضائية الإم بي سي قامت بشيء مميز لأنها افتتحت قناة خاصة بالمغرب العربي وتوقيتهم مختلف عن توقيتنا، وهذا الشيء نجح في نشر الدراما الخليجية بالمغرب العربي، وهناك كم كبير من الجمهور المغربي يتابع الدراما الخليجية. وهذا إنجاز بحد ذاته، وهذه خطوة جيدة وبداية تواصل وانتشار وأيضا في مصر وفي العراق.. وهذه مبادرة نشكر عليها القنوات التي ترغب في نشر أعمالنا في الوطن العربي ككل”.
الدراما التركية
وبعد أن دخلت الدراما التركية والهندية وغيرها إلى شاشاتنا، تطرح بثينة وجهة نظرها بوضوح، قائلة: “سأتكلم أكثر عن الدراما التركية والتي أنا من أحد جمهورها فعلا، فعلا صناعها قادرون على أن يسيطروا على الجمهور الخليجي والعربي ككل لأن أسباب القوة لديهم وأجوائهم العامة وطبيعتهم تخطف الأنظار، كما أن الحرية أثرت ولعبت دورا ربما نحن لا نستطيع أن نقوم بما يستطيعون هم أن يقوموا به، إضافة إلى براعتهم وبساطتهم في طرح القصة وفي الشكل العام، من ناحية اللقطة، المكياج، الشعر، اللباس فهم لديهم إمكانيات كثيرة ساعدتهم على النجاح وفي دخول قلوب كل المشاهدين بالوطن العربي، وأنا متابعة جيدة للدراما التركية وأعشقها، وأرى أنهم استطاعوا أن يغزوا ويسيطروا، وهذا خطر علينا وفيه كثير من التحدي”.
وحول مدى الاستفادة من هذه التجربة وكيف تستعيد الدراما العربية أهميتها، تؤكد الرئيسي: “علينا أن نقوم بالكثير من الأمور، فهم بصراحة لديهم الكثير من الإمكانيات الرهيبة في توفير مواقع التصوير ولديهم عدد كبير من المخرجين المبدعين والفنانيين الرائعين والفنيين المختصين أيضا، ونحن يجب أن نبتعد عن التجارة الفنية ونتجه نحو التنفيذ الصحيح وأن نقدم فناً مميزاً يجذب المشاهد، فالمشاهد اليوم ليس كالمشاهد قبل 15 عاما، فاليوم يفهم في الإخراج والإضاءة والصوت وردة الفعل وبكل شيء، لأن قنواتنا من قبل لم تكن تعرض دراما تركية أو دراما عربية، بل كانت تعرض دراما خليجية بسيطة، اليوم المشاهد يرى مسلسلات أجنبية وتركية وغيرها، ويعي ويكون له رؤية ثاقبة وناقدة، لما يمتلكه من ثقافة جيدة، فمن قبل كنا نستطيع أن نسيطر على عقله لكن الآن لا نستطيع”.
مهرجانات السينما
وعن اللهجة الشامية ودورها في حضور الدراما التركية، تؤكد الرئيسي: “نعم، اللهجة غدت متصلة بالدراما التركية ربما لأن الشركات التي تقوم بدبلجة هذه المسلسلات أغلبها شامية فغدت اللهجة منتشرة في المسلسلات التركية، فأنا لا أتخيل نفسي مثلا أشاهد مسلسلا تركيا مدبلجاً مثلا بالمصري أو أي لهجة أخرى، فالأتراك نتخيلهم على أنهم شاميون”.
أما فيما يتعلق بعرض الأعمال الدرامية الجديدة في شهر رمضان فقط، وإن كانت هذه ظاهرة صحية ولماذا لا يجري توزيع هذه الأعمال على مدار السنة، ترى بثينة أن إدارة المحطات انتبهت إلى هذه المشكلة، وتضيف: “اليوم الأعمال غدت منقسمة إلى موسمين، موسم رمضاني وموسم تعرض به مسلسلات جديدة للمرة الأولى، بعيدا عن رمضان، وأصبح هناك انفتاح أكثر، حيث أن المسلسلات لا تكون حصرية لرمضان، لأن الجمهور يرغب أيضا في رؤية أشياء جديدة خارج هذا الشهر”.
وحول أهمية المهرجانات السينمائية تؤكد بثينة على فائدتها في أكثر من جانب موضحة: “اكتشفت أنها ظاهرة صحية للتعارف وللتواجد، فأنا عندما أحضر مهرجانا مثل مهرجان أبوظبي السينمائي، أو دبي السينمائي، أرى ثقافات مختلفة، من الأميركية إلى الأوروبية، ومن أماكن أخرى مختلفة، بجانب الثقافة الفنية العربية، وهذه فرصة لتثقيف نفسي والتعرف على أشخاص لم أرهم من قبل، فهذه ظاهرة نتمنى تكرارها دوما”.
«أحلام سعيدة» للأطفال
تقول بثينة الرئيسي، عن جديدها: “لدي عمل خليجي يعرض على mbc اسمه “هجر الحبيب” وهو عمل تعبنا عليه ونتمنى أن يتابعه الجميع من إخراج محمد البكر، سيناريو إيمان السلطان، وتمثيل إلهام الفضالة، صلاح الملا، عبد الإمام عبد الله، ونخبة من الشباب، وهو عمل جميل. بالإضافة إلى ذلك، لدي عمل مسرحي اسمه “أحلام سعيدة” للأطفال وقد لاقى نجاحا كبيرا خلال عرضه مؤخراً”.
ساحة النقاش