التعجيل بالتطعيم يقي الإصابة بالزكام

حل موسم الزكام والبرد مبكراً هذه السنة، وباغتت نزلاته الجميع، بمن فيهم أولئك الذين اعتادوا على الاستعداد الوقائي له بأخذ حقن مناعية قبل أن يحين الشتاء بأشهر. ويقول الدكتور توماس فريدن مدير مراكز مراقبة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة “يبدو أن الأمراض الموسمية لفصل الشتاء الحالي ستكون أصعب وأشد من العام الماضي”.

فنسبة الإصابة بصداع الرأس والحمى بسبب أمراض الشتاء الموسمية، تصيب أعداداً متزايدة من الناس من جميع الفئات العمرية، منهم من يراجع الطبيب، ومنهم من يلزم البيت.

وتبلغ نسبة المصابين بالزكام المسجلة إلى الآن نحو 2,2%، علماً بأن فصل الشتاء لا يزال في بداياته، ورغم أن هذه النسبة لا تشمل إلا الأشخاص الذين يزورون العيادات والمستشفيات. وتعد هذه النسبة المبكرة هي الأعلى في الولايات المتحدة منذ نحو عقد من الزمان (منذ 2003).

ولا يفتأ مسؤولو الرعاية الصحية يطالبون الناس بالإسراع بأخذ جرعاتهم من التطعيمات المضادة للزكام والأنفلونزا ونزلات البرد، بمن فيهم الراشدون واليافعون والأطفال والرضع البالغون ستة أشهر فما فوق. وتجد الحملات التوعوية ما يبررها، ففي كل سنة يصاب ربع سكان الولايات المتحدة الأميركية بالأنفلونزا، يموت منهم 36 ألف شخص.صحيح أن موسم أمراض البرد يبدأ في شهر أكتوبر، لكن نزلات البرد والأنفلونزا لا تشيع وتشتد إلا في شهر يناير أو ما بعده، فهي لم تحتد في السنة الماضية مثلاً إلا في شهر فبراير. وهو خلاف ما يحصل العام الحالي، إذ إن نسبة الإصابة بالزكام قد بلغت مسبقاً ذروتها في عدد من الولايات.

ولعل أكثر أنواع الأنفلونزا التي تُصيب الأميركيين هي الأنفلونزا “A” التي تشمل “H3N2” و”H1N1”، والأنفلونزا “B”.

ويقول خبراء الرعاية الصحية إن التطعيمات المتاحة هذا العام مصممة للوقاية من هذه الأنواع من الأنفلونزا، وإنها ناجعة بما يكفي لصد الأنفلونزا، خصوصاً، وأمراض الشتاء عموماً.

وعلى الرغم من ذلك، يبقى الفيروس “H3N2” من أكثر الفيروسات المتهمة بالتسبب بأكثر الأعراض حدة، كما يقول الدكتور ويليام شافنر، رئيس قسم الطب الوقائي بجامعة فاندربيلت.

ويقول الدكتور فريدن إن السلطات الصحية الأميركية تُتيح نحو 120 مليون جرعة من تطعيمات الأنفلونزا هذا العام. وقد وصل عدد الأفراد الذين تلقوا جرعاتهم من هذه التطعيمات إلى الآن 112 مليون شخص. ويعتقد معظم الخبراء والباحثون الأميركيون أن تلقي تطعيم سنوي ضد الأنفلونزا هو السبيل الأفضل لاتقاء الأنفلاونزا وأخواتها طوال السنة.

وتقول الدكتورة ميلندا وارتون، نائبة مدير مركز الأمراض المناعية والتنفسية التابع لمراكز مراقبة الأمراض والوقاية “نحن نشجع الناس الذين لم يتلقوا بعد التطعيمات المضادة للأنفلونزا هذه السنة أن يفعلوا ذلك دون تأجيل أو تأخير”.