التشجيع يحفز الطفل على تناول طعامه بانتظام 

تعاني الكثير من الأمهات إن لم نقل معظمهن من مشكلة انعدام أو ضعف الشهية لدى أطفالهن، وهي مشكلة تخلقها الأم القلقة أولاً، ثم يستغلها الطفل الذي يجد في قلق أمه وسيلة ناجحة لإشباع رغبته في إبراز شخصيته للعالم الصغير الذي يعيش فيه، والذي يحيط به، وغالباً ما تشعر الأم بخيبة أمل وهي ترى وليدها في حالات لاتسرها، كاصفرار في الوجه، أو وجود هالات سوداء حول العين، أو عدم الزيادة في الوزن مقارنة مع أقرانه... كل هذا بسبب ضعف الشهية أو انعدامها.
خورشيد حرفوش - يقول الدكتور خليل الديواني أستاذ طب الأطفال: «ضعف الشهية عند الطفل مشكلة كل أم، لدرجة أننا اعتدنا أن نسمع جملة «ابني شهيته ضعيفة»، التي غالبا ما ترددها الأمهات بضجر وحزن وقلق، والواقع أن مشكلة الشهية عند الأطفال تقلق بال الكثير من الأمهات وخلال السنة الأولى من عمر الطفل تكون شهيته قوية عادة لكي يتناول الغذاء الكافي لهذا النمو السريع، ولكن نمو الطفل لا يستمر بهذه السرعة مدى الحياة وبعد السنة الأولى يتباطأ، بحيث لا يزيد وزنه أكثر من 3 كيلو جرامات سنوياً، أي 8 غرامات يومياً ومع البطء في النمو تقل حاجة الجسم وتقل شهية الطفل.
ويكمل الدكتور الديواني: «هناك فقدان الشهية الحاد، وهو فقدان مؤقت للشهية، ويحدث في أغلب الأحوال مع الالتهابات الفيروسية والبكتيرية المختلفة، وكذلك التهابات، وتقرحات الفم واللسان، وأثناء فترة التسنين أي عند بداية ظهور الأسنان للطفل. وعادة تعود شهية الطفل إلى طبيعتها بزوال السبب، وهذه المجموعة لا تحتاج إلى فاتح للشهية.
ثم فقدان الشهية الفسيولوجي المزمن: ويحدث للأطفال بين سن 1-6 سنوات، حيث يلاحظ الأبوان أن الطفل لم يعد يأكل نفس كمية الطعام المعتاد عليها. وهذا يرجع أساساً إلى أن السعرات الحرارية التي يحتاجها الطفل في هذه السن تقل عن السنة الأولى من العمر. وقد يلجأ الأبوان إلى إطعام الطفل عنوة، وهذا بدوره قد يعقد الأمر وقد يؤدي ذلك إلى زيادة رفض الطفل للطعام.
ويلاحظ أن الأطفال في هذه المجموعة لديهم النمو العقلي والجسماني في الطول والوزن متناسبا مع أعمارهم، ويمكن معرفة ذلك من منحنيات وجداول الطول والوزن بالنسبة للعمر.
كما يوجد فقدان الشهية العضوي المزمن، وفي هذه المجموعة يكون فقدان الشهية مصاحباً لأمراض مزمنة مثل الالتهابات الفيروسية والبكتيرية والالتهابات الروماتيزمية وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض الكلى والكبد المزمنة وكذلك العيوب الخلقية بالقلب والدماغ. وفي هذه الحالة، فإن فقدان الشهية ليس العرض الوحيد الموجود ولكن توجد أعراض أخرى للأمراض المسببة، مثل ارتفاع مزمن في درجة الحرارة ونقص في الوزن وقلة النشاط والحركة وتأخر النمو العقلي والجسماني، وأنيميا، وتضخم في الغدد الليمفاوية والأعضاء الداخلية بالجسم».
وينصح الدكتور الديواني الأمهات بعدم الضغط على الأطفال من أجل تناول الطعام، فقد يسبب الضغط مفعولاً عكسياً بحيث يكره الطفل الطعام، بل تحاول الحديث معه وترغيبه وعرض نوع واحد فقط وليس أكثر من نوع. مع المواظبة على ساعات النوم لراحته ونموه، وإعطاء الطفل كميات من البروتينات للمحافظة على نموه وخاصة الألبان والبيض واللحوم والبقوليات، والكثير من المواد النشوية لمده بالطاقة اللازمة من أجل حركته الزائدة، دون إهمال للفيتامينات الضرورية بعد استشارة الأخصائي وخاصة فيتامين (ب) المركب الفاتح للشهية الموجود في الخميرة الكبدة واللحوم والموز وعصير الطماطم، وتفضل المصادر الطبيعية عن الدواء، وتعويد الطفل على تناول الخضراوات والفواكه الطازجة في ساعة معينة كل يوم وقت المغرب حتى يرث العادات الغذائية الصحية.
وعدم تقديم أنواع الحلوى الملونة والمنكهة والمشروبات الغازية وعدم وجودها في منزلك، هي الخطوات الأولى، وبإقناعه بضررها مراراً وتكراراً سوف يخزن عقله الباطن هذا ويقل ميله لها إلا في المناسبات.

 

 

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 81 مشاهدة
نشرت فى 16 ديسمبر 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,568