قال رجل لأبيه: يا أبت، إن عظيم حقّك عليّ لا يذهب صغير حقّي عليك، والذي تمتّ به إليّ أمتّ بمثله إليك، ولست أزعم أنّا على سواء.
وقال زيد بن علي بن الحسين لابنه يحيى: إن اللّه لم يضرك لي فأوصاك بي، ورضيني لك فلم يوصني بك.
غضب معاوية على يزيد ابنه فهجره؛ فقال له الأحنف: يا أمير المؤمنين، أولادنا ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا، ونحن لهم سـماء ظليلة، وأرض ذليلة، فإن غضـبوا فارضهم، وإن سألوا فاعطهم، ولا تكن عليهم قفلاً فيملّوا حياتك ويتمنّوا موتك.
قيل لأعرابيّ: كيف ابنك؟ - وكان عاقّاً - فقال: عذابّ رعف به الدهر، فليتني قد أودعته القبر، فإنه بلاء لا يقاومه الصبر، وفائدةٌ لا يجب فيها الشكر.
قيل لأحدهم: أيّ ولدك أحبّ إليك؟
قال: صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يبرأ، وغائبهم حتى يقدم.
ناول عمر بن الخطاب رجلاً شيئاً؛ فقال له: خدمك بنوك، فقال عمر: بل أغنانا اللّه عنهم.
وولد للحسن غلام، فقال له بعض جلسائه: بارك اللّه لك في هبته، وزادك من أحسن نعمته. فقال الحسن: الحمد للّه على كلّ حسنة، ونسأل اللّه الزيادة في كل نعمة، ولا مرحباً بمن إن كنت عائلاً أنصبي، وإن كنت غنياً أذهلني، لا أرضى بسعيي له سعياً، ولا بكدّي له في الحياة كدّاً، حتى أشفق له من الفاقة بعد وفاتي، وأنا في حالٍ لا يصل إليّ من غمّه حزن ولا من فرحة سرور.
وقال الطرماح لابنه صمصامة:
أصـمصـــام إن تشــفع لأمــك تلقهـا
لها شــــافع في الصـــدر لم يتبــرح
هــل الحـــبّ إلاّ أنّهــا لو تعــرضـــت
لذبحك يا صمصـام قلت لها أذبحي
أحـــاذر يا صـمصـــام إن مـتّ أن يلي
تــراثي وإيّـــاك امـــرؤ غير مصــلح
إذا صــكّ وسـط القـوم رأسـك صكــّةً
يقـول له الناهــي ملكت فاسـجح
وقال ابن الأعرابي:
أحـبّ بنيـتي ووددت أنــي دفــنت بنيــتي في قعــر لحـد
ومـا بي أن تهـون عليّ لكن مخافة أن تذوق البؤس بعدي
وقال أعرابيّ في ابنته:
يا شــقّة النفــس إن النفــس والهــةٌ
حــرّى عليك ودمـع العين منســجم
قــد كـنت أخشـى عليهــا أن تقـدّمني
إلى الحمــام فيبـدي وجههــا العدم
فالآن نمـــــت فـــلا هــــمّ يـؤرقــــني
تهـدا العـيون إذا ما أودت الحــــرم
ساحة النقاش