ويبلغ طول الجزيئات الدقيقة الملوثة للجو نحو جزء واحد من ثلاثين جزءاً من معدل عرض شعرة من رأس الإنسان. وهي تأتي من مصادر متعددة، بما فيها المركبات والنيران والحرائق ودخان المصانع. كما تتكون هذه الجزيئات الدقيقة، عندما تنبعث الغازات من مصانع الطاقة وشركات التصنيع ومحركات المركبات، بالإضافة إلى تدخين السجائر والوضع السوسيو-اقتصادي.
ومن المعلوم في الأوساط العلمية والطبية أن هذه الجزيئات الدقيقة يمكن أن تنفذ إلى الرئتين، وتؤثر سلباً على أداء القلب وتتسبب في رفع مخاطر الإصابة بأمراض الرئة. وغالباً ما يكون الأشخاص الذين يعملون في أماكن مفتوحة والأطفال والمسنون هم أكثر الفئات عرضة للتضرر من آثار التلوث الجوي.
وعلى الصعيد الوطني الأميركي، سجلت مستويات تركيز هذه الجزيئات تناقصاً نسبياً. لكن الباحثين كانوا يرغبون في معرفة ما إذا كان هذا التناقص النسبي الذي لم يتعد 2,5 بيكومتر طوال سبع سنوات أي أثر إيجابي على أمد حياة الفرد.
وقد كشفت الدراسة أن هذه النتائج تنطبق أكثر على المدن والمناطق الحضرية، وأن النساء أقل عرضة لمخاطر التضرر بتلوث الجو مقارنة بالرجال. وتقول فرانشيسكا دومينيتشي، أستاذة الإحصاءات الحيوية في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، “إن هذه الدراسة تقدم دليلاً قوياً على أن مواصلة جهود التقليل من تلوث الجو تُسهم في تطويل أمد الحياة، وأن الأشخاص الأكثر تعرضاً لآثار التلوث الجوي تزيد لديهم مخاطر الوفاة المبكرة والإصابة بمشاكل صحية مختلفة. ولذلك فإن هيئة حماية البيئة الأميركية طالبت برفع معايير تلوث جوي خاصة بالجزيئات الدقيقة من أجل تقليل تكونها في الجو قدر المستطاع.
ساحة النقاش