قال رجل للأحنف بن قَيْس: علِّمني الْحِلم يا أبا بَحْر قال: هو الذُّل يا بن أَخي أَفتصبر عليه وقال الأحنف: لستُ حليماً ولكنّي أتحالم.
وقيل "له": مَن أَحلمُ: أنت أم معاوية قال: تا للّه ما رأيتُ أجهلَ منكم إنّ معاويةَ يَقْدِر فيَحْلُم وأنا أَحلُم ولا أقدِر فكيف أُقاس عليه أو أُدانيه! قال: إن شئتَ أخبرتُك بخَلَّة وإن شئت بخَلَّتين وإن شئت بثلاث قال: فما الخَلَّة قال: كان أَقوى الناس على نفسه قال: فما الخلتان قال: كان مُوَقّي الشر مُلَقّي الخَيْر قال: فما الثلاث قال: كان لا يجهل ولا يبْغي ولا يَبْخل.
وقيل لقَيْس بن عاصم: ما الْحِلم قال: أن تَصِل مَن قطَعك وتُعْطي مَن حرَمَك وتعفو عَمَّن ظلَمك.
وقالوا: ما قرن شيء إلى شيء أَزينُ من حِلْم إلى عِلْم ومن عَفْو إلى قُدْرة.
وقال لُقمانُ الحكيم: ثلاثة لا تَعْرفهم إلا في ثلاثة: لا تعرف الحليم إلا عند الغضب ولا الشجاع إلا عند الحَرْب ولا تَعْرف أخاك إلا إذا احتجت إليه.
وقال الشاعر: ليْست الأحلام في حين الرِّضا
إنما الأحلامُ في حين الغَضَبْ
قال رجل من قريش لعجوز: علمني الحلم، قال: هو يا بن أخي الذل، أفتصبر عليه.
وقال الأحنف: ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم، فقال له رجل: أنت أعز العرب، فقال: إن الناس يرون الحلم ذلاً، فقلت ما قلت على ما يعلمون.
وقيل إن الريح العاصف تحطم دوح الشجر ومشيد البنيان ويسلم عليها ضعيف النبت للينه وتثنيه.
ويقال في المثل: تطأطأ لهم تخطئك.
وقال زيد بن عليّ بن الحسين حين خرج من عند هشام مغضبا: ما أحب أحد قط الحياة إلا ذل؛ وتمثل:
شرده الخـوف وأزرى بــــــه كـــذاك من يكره حر الجـلاد
منخرق الخفين يشكو الوجى تنكبه أطـــــراف مـروٍ حـداد
قد كان في الموت لـه راحــة والموت حتم في رقاب العباد
وقال الزبير بن عبد المطلب:
ولا أقيم بــــدار لا أشـــــد بهــــــا
صوتي إذا ما اعترتني سورة الغضب
وقال العباس بن مرداسٍ:
أبلغ أبــــــا سلم رســــولاً نـصـيحة
فـــإن معشر جادوا بعرضك فابخل
وإن بوءوك منـــــزلا غـير طـــــائل
غليظا فـــــلا تنزل بـــــه وتـحـول
ولا تطعمن ما يعلفونــــــك إنـهـم
أتـــــوك على قربــــانهم بالمـثـمـل
أراك إذن قـــد صرت للقوم ناضحا
يقال لـــــه بالغرب أدبــــــر وأقبل
ساحة النقاش