صور النسخة الجديدة من إس كلاس ومنحوتاتها توحي بشكلها الانسيابي والرياضي
يحيى أبوسالم
على مدار أكثر من 40 عاماً، ومنذ إطلاقها لنسختها الأولى من فئة "إس كلاس" في أوائل العام 1972، وطرحها للفئات (280، 350 و 450) ذات أحجام المحركات المختلفة، وذات المواصفات الفنية والتقنية المرتبطة بمحركها وأنظمة القيادة، والميزات المرتبطة بالرفاهية والشكل الخارجي، وتتابع طرح موديلاتها، التي باتت تتفوق وتتميز على غيرها من الفئة نفسها من السيارات الأخرى، ومنذ ذلك الحين وحتى وقت قريب كانت سيارات مرسيدس بنز من فئة "إس كلاس"، تمثل سيارة النخبة، وتعتبر السيارة الأولى المفضلة للراغبين في التميز والفخامة الكاملة في سياراتهم، والتي توفر لسائقها وركابها قدرا كبيرا من الرفاهية والقوة، وتعطيهم عددا لا متناهيا من أنظمة الأمان والقيادة السلسة والممتعة، التي لا تأتي بها الكثير من السيارات الأخرى.
رغم فشل سيارة إس كلاس في بعض منافسات القدرة والتحدي مع سيارات منافسة جديدة من نفس الفئة، من شركات أخرى، ورغم ظهور منافسين جدد أقوياء، تمكنوا من لفت أنظار سائقي وعشاق السيارات إليهم، وتمكنوا من سحب جزء كبير من البساط الذي كانت سيارات مرسيدس إس كلاس تمتد وتتربع عليه حصرياً، ولفترات زمنية طويلة، مثل الجيل السابع من “بي أم دبليو”، والجيل الثالث الرياضي من أودي، وسيارة بورشه الجديدة بانيميرا، بالإضافة إلى بنتلي كونتيننتال فائقة الفخامة. ورغم كل هذا تظل سيارة إس كلاس من مرسيدس، رغم هذه المنافسة الشرسة في فئة السيارات الفخمة والقوية، في عيون عشاقها هي الخيار الأول والأخير الذي لا غنى عنه، مهما ظهرت في الأفق العشرات من السيارات المنافسة والقوية.
ميزات وتفاصيل
إشاعات الأمس حول عزم الألمانية مرسيدس بطرح جيل جديد من فئة سيارات إس كلاس خلال العام 2013، بددتها الكثير من الصور المسربة للنسخة التجريبية للسيارة، والتي شوهدت في أكثر من مناسبة وأكثر من مدينة حول العالم، هذا بالإضافة إلى كشف الشركة الألمانية عن بعض تفاصيل وميزات الجيل الجديد من إس كلاس، خلال معرض مصغر أقيم قبل شهر تقريباً في باريس، عرضت من خلاله الشركة بعض إمكانيات السيارة النسخة الجديدة “إس كلاس 2014”، والتقنيات والتكنولوجيا المستخدمة فيها.
واكتفت الشركة الألمانية بتأكيدها بأن النسخة الجديدة من سيارتها لن يتم كشف النقاب عنها حالياً، وخلال هذا العام، وتم تأجيل ذلك للسنة القادمة 2013، وذلك لتبقي عشاقها متحمسين ومترقبين موعد إطلاق هذه السيارة، رغم لفتها لانتباه زوار المعرض بتأكيدها بأن الجيل الجديد من إس كلاس سيحتوي على “26 حساساً للاستشعار”، وذلك لزيادة أداء وكفاءة أنظمة السلامة والأمان. كما شرحت الشركة خلال المعرض عن الكثير من التقنيات الجديدة “الذكية” المستخدمة في إس كلاس 2014، بدايةً من أنظمة التعرف إلى اللوحات المرورية، وأنظمة الرؤية الليلية، والإنارة المتطورة الذكية وانتهاء بأنظمة المكابح المتطورة وأنظمة الإيقاف الكلي للسيارة الإلكتروني إلى غير ذلك من تقنيات وأنظمة جديدة تم تزويد إس كلاس 2014 القادمة بها.
إلى ذلك، قامت مرسيدس وخلال المعرض بعرض مجموعة من الصور والمنحوتات لنسختها الجديدة إس كلاس 2014، تماماً كما فعلت في عام 2010 عندما عرضت مجسما ضخما منحوتا يمثل شكل سياراتها “CLS”. وهو ما رغبت به الشركة الألمانية لزيادة حماس محبي هذه الفئة من السيارات، حيث مثلت الصور والمنحوتات، ملامح وهيئة النسخة القادمة، والتي برزت فيها الانسيابية الفائقة للسيارة، مع بروز خطين، علوي ممتد من الإضاءة الأمامية إلى بداية الإطارات الخلفية، وسفلي بارز أيضاً ما بين الإطارين، أعطاها طابعا رياضيا أكثر من النسخ السابقة، وهو ما جاءت عليه النسخة الرياضية مرسيدس CLS، في إشارة إلى أن النسخة إس كلاس الجديدة، قد تتبنى بعض ما جاء في هيكل CLS من ميزات ومواصفات، وهو ما أكده مدير التصميم في الشركة، الذي وصف النحت بأنه يسلط الضوء على الجوانب الفنية في تصميم السيارة. كما أشار إلى أنه يمثل “الإحساس الحديث للسيارة، وأن الخطوط السلسلة والبارزة توحي بالطابع الرياضي الجديد للنسخة الجديدة من إس كلاس 2014”.
تقنيات جديدة
مع أن الشركة الألمانية لم تفصح خلال معرض باريس الذي أقيم مؤخراً، عن كافة التفاصيل التقنية والفنية التي ستأتي بها نسختها الجديدة “إس كلاس 2014”، إلا أنها تمكنت من تهدئة المئات من زوار المعرض المتعطشين لمعرفة جديدة التقنية والتكنولوجيا الذكية التي ستستخدمها مرسيدس في نسختها الجديدة، حيث كشفت الشركة الألمانية عن بعض هذه الميزات والتقنيات، التي نذكر منها:
◆ نظام التوقف الإلكتروني: وهو النظام الذكي الذي يستخدم الموجات الصوتية، للتحكم في حركة سير السيارة، بإيقافها بشكل كلي تام إذا ما دعت الحاجة، أو حتى إخراجها وتحريكها من الموقف بشكل آلي، ودون تدخل السائق. حيث إن هذا النظام قادر على التحكم بعجلة القيادة “المقود”، ودواسة الوقود والمكابح في الوقت نفسه، بدلاً عن السائق، وبفضل 26 حساسا استشعاريا يتمكن النظام الجديد من ركن السيارة بشكل كامل في المواقف التي لا يتجاوز طولها مترا واحدا عن طول السيارة.
◆ نظام التعرف إلى اللوحات المرورية: وهو أحد أحدث الأنظمة الجديدة التي طورتها مرسيدس في الجيل الجديد من سياراتها، حيث ستتمكن النسخة الجديدة من سيارات إس كلاس، التي يتوافر بها هذا النظام، من قراءة واستيعاب أغلب الإشارات واللوحات المرورية الموجودة على الطرقات، وبالتالي تنبه السائق إلى هذه الإشارات وتوجيهه لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، إن لزم الأمر، مثل قراءة لوحات “نهاية الطريق”، أو “الطرق المغلقة والممنوع الدخول إليها” أو “التحويلات الإلزامية” أو “حدود السرعة في الطرقات” وغير ذلك.
◆ نظام التوجيه الإلكتروني: وهو أحد الأنظمة الذكية الأخرى التي تم تزويد النسخة الجديدة من سيارة “إس كلاس” بها، حيث يتمكن السائق بفضل هذا النظام الذكي، من ترك مقود القيادة ودواسة الوقود وحتى الفرامل بشكل كامل، وإعطائها لهذا النظام، القادر على التحكم بمسار ووجهة السيارة وفقاً لمسارات وخطوط الشارع الذي تسير عليه، بالإضافة إلى قدرته إلى التحكم بتسارع السيارة لسرعة تصل إلى 200 كيلومتر، أو تخفيف هذه السرعة لتصل إلى 30 كيلومتراً في الساعة، وبشكل إلكتروني، دون الحاجة إلى تدخل السائق. وهو النظام الذي يمكن للسائق الاستفادة منه بشكل كبير خصوصاً خلال السفر وعلى الطرق السريعة.
◆ نظام مكابح الطوارئ الإلكتروني: حيث عمدت مرسيدس إلى تطوير هذا النظام الخاص بتوقيف السيارة بشكل كلي وأوتوماتيكي آلي دون تدخل السائق، والذي توافر في النسخ السابقة لغاية سرعات قليلة. حيث طورت الشركة الألمانية هذا النظام في نسختها الجديدة، ليتمكن من العمل وتوقيف السيارة بشكل كلي، حتى وإذا كانت تسير على سرعة تصل إلى 72 كيلومتراً في الساعة، وذلك إذا فاجأ السيارة أي عائق. هذا بالإضافة إلى تطوير نظام مكابح الطوارئ في النسخة الجديدة ليتعرف إلى حركة المشاة، وللتحكم بسير السيارة وإيقافها، عن أي حركة سريعة وفجائية أو أي جسد أو جسم يتوجه إليه مباشرة.
◆ نظام الرؤية الليلية: تمكنت مرسيدس في نسختها الجديدة وبفضل زيادة وتطوير تقنية حساسات الاستشعار فيها، من استشعار وتميز وجود الأشخاص أمام السيارة، على مسافة تصل إلى 160 متراً، كما يتمكن هذا النظام من استشعار وتميز الحيوانات أمام السيارة لمسافة تصل إلى 100 متر، الأمر الذي يجعل النظام في حال استشعار شخص أو حيوان أمام السيارة، بإرسال تنبيه للسائق بوجود جسم أمام، لتفاديه أو إيقاف السيارة، وذلك بأن تتحول لوحة العدادات داخل حجرة السيارة إلى اللون الأحمر، إشارة إلى ذلك الخطر، الذي يجب تجنبه قبل الاصطدام به.
◆ نظام الانتباه المساعد: وهو النظام الذكي القادر على استشعار سلوك وطريقة قيادة السائق، فالنظام الذكي الجديد قادر على إدراك واستشعار إذا كان السائق يقود السيارة بعدم تركيز أو تهور، أو إذا كان السائق يعاني الإرهاق والتعب خلال قيادته للسيارة في سرعات تتراوح من 60 - 200 كيلومتر في الساعة، ما يجعل النظام المساعد يقوم بإطلاق التنبيهات والإنذارات المختلفة للسائق في حال عدم تركيزه في القيادة.
◆ نظام الإضاءة الذكية من نوع “LED”: لم يعد السائق في النسخة الجديدة من مرسيدس إس كلاس، بحاجة إلى وضع الإضاءة على العالي لكشف الطريق، أو إرجاعها للوضع العادي عند قدوم سيارة أمامه، وذلك لأن نظام الإضاءة الأمامية في النسخة الجديد من مرسيدس والمزود بالكامل بإضاءة من نوع LED، يقوم أثناء الليل بالتحول إلى الإضاءة العليا لتكشف كامل الطريق للأمام، وذلك في حال عدم وجود سيارات قادمة أمام السائق، ويقوم في الوقت نفسه وبشكل آلي بتحويل الإضاءة إلى المنخفض والتخفيف من حدة انتشار الضوء في حال مرور سيارة مقابلة أمام السائق. أضف إلى ذلك فنظام الإضاءة الجديد يمتاز بالذكاء الصناعي، حيث يمتاز بقدرته على استشعار الأشخاص الموجودين جانب الطريق، ما ينشر الضوء عليه ليلفت انتباه السائق بوجودهم.
ساحة النقاش