السلام عليكم ورحمة الله وبركاتو وبعد :
فإن الله كتب الموت على كل أحدٍ )) كل نفس ذائقة الموت (( ، والناس أصناف ثلاثة :
الصنف الأول : من ىو ميت القلب ، قاسي الفؤاد ، بعيد عن الله تعالى جاىل بشرعو وأمره ؛ فهذا حياتو شبيهة بحياة
الحيوان ))والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ((
وفي الجهل قبل الموت موت لأىلو وأجسامهم قبل القبور قبور
وأرواحهم في وحشة من جسومهم وليس لهم حتى النشور نشور
الصنف الثاني : من ىو قائم بطاعة الله تعالى ، وقاف عند حدوده ، عامل بشرعو ، مصدق بخبره ؛ لكن ينقطع ذكره
بعد موتو ؛ لأنو لم يسعَ إلى ترك أثرٍ بعده من الأعمال التي يستمر أجرىا بعد موت العبد . ))إنا نحن نحيي الموتى
ونكتب
ما قدموا وآثارىم ((
الصنف الثالث : من قام بماقام بو الصنف الثاني ، لكن ذكرُهُ مخلدٌ لو بعد موتو بما تركو من علم نافع ، وذكر حسن ،
وأخلاق فاضلة ، وإحسان إلى عباد الله تعالى ))أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا لو نوراً يمشي بو في الناس ((
أيها الإخوة : ألايكون لنا في موت العلماء عبرة وعظة فنسعى لطلب العلم الشرعي ، والتفقو في الدين ، من مظانو .
فهلا شحذنا الهمم لتلقي العلم ، فقد كان السلف الصالح _ رضوان الله عليهم _ يرحلون الأيام والشهور في طلب العلم
، ولقاء المشايخ . ونحن بحمد الله تعالى يأتينا العلم إلى بيوتنا عبر الأشرطة ، وىذه الشبكة _ وإن كان الأصل ىو
التلقي عن أىل العلم مباشرة لمن يستطيع ذلك .
فالله .. الله .. أيو الأخوة ، اصرفوا الأوقات في تعلم العلم النافع وتعليمو ، واعمروا الساعات بطاعة المولى عز وجل .
واعلموا أن ماتكتبونو ستسألون عنو يوم القيامة ))ما يلفظ من قول إلا لديو رقيب عتيد (( فاكتبوا ماينفع الله بو العباد ،
ويبقى لكم بعد موتكم ، فربَّ كلمة وقعت في نفس عبدٍ فعمل بها ونشرىا فلك أجرىا بإذن الله تعالى ))إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا (( .
وحذار .. حذار .. حذار من المهاترات ، والكلام في النيات والمقاصد ، والطعن في العلماء والدعاة وطلاب العلم ،
والهمز واللمز ، والسخرية ، واىتموا بنشر تفسير آية ، أو شرح حديث ، أو نقل فائدة ، أو نكتة علمية ، أو فتوى ، أو
تنبيو على مخالفة شرعية يقع فيها الناس، واعلموا أنكم موقوفون بين يدي الله تعالى ، وربَّ كلمة قالت لصاحبها دعني ،
وليكن أحدنا كالنحلة تأكل طيباً وتخرج طيباً .
تعلم العلم واعمل ماستطعت بو لايلهينك عنو اللهو والجدلُ
وعلِّم النَّاس واقصد نفعهم أبداً إيَّاك إيَّاك أن يعتادك الملل
وعظ أخاك برفقٍ عند زلتو فالعلم يعطف من يعتاده الزلل
وإن تكن بين قوم لاخلاق لهم فأْمُر عليهم بمعروف إذا جهلوا
فإن عصوك فراجعهم بلا ضجرٍ واصبر وصابر ولايحزنك مافعلوا
فكل شاة برجليها معلقة عليك بنفسك إن جاروا إن عدلوا
اللهم إنا نعوذ بك من علم لاينفع .
كتبه / زاهر بن محمد الشهري
ساحة النقاش