يحتوي الجهاز على كاميرتين خلفية وأمامية بحجم 5 ميجابيكسل 

يحيى أبوسالم

عشرات الشركات اقتحمت مؤخراً عالم وسوق “الكمبيوترات اللوحية” بإطلاقها منتجات خاصة للمستهلكين، سواء للاستعمال الشخصي والترفيهي، أو للاستعمال الرسمي المخصص لقطاع الأعمال، ولعل ما طرح وأنتج لهذا الأخير، لم يأت بنفس الزخم والعدد الذي أنتج للأول. واليوم تأتي شركة “كاسيو” إحدى الشركات العالمية اليابانية العريقة، التي تعرفنا على منتجاتها الرقمية المميزة منذ عشرات السنوات، بكمبيوتر لوحي جديد، مخصص لقطاع الأعمال، قادر وبحركة بسيطة على تصوير المستندات والصور وحفظها في ذاكرته الخاصة، ويطلق عليه اسم “Casio Paper Wirter”.

منتجات شركة كاسيو اليابانية اشتهرت في مجال الساعات، وفي مجال الآلات الحاسبة، وحتى بعض الأجهزة التقنية المختلفة الأخرى، ولكن مؤخرا تردد بأنها ترغب في طرح كمبيوترات لوحية جديدة، لتدخل بها سوق وعالم الكمبيوترات اللوحية، الذي بات التنافس فيه يتركز وبشكل مباشر بين شركتين يصعب تحديد ثالثة لهما، هما شركة أبل، وسامسونج، وهذا ما كان غير متوقع. والسؤال الذي بحاجة إلى إجابة، ما الجديد الذي قدمه كمبيوتر كاسيو اللوحي؟ وهل سيتمكن من المنافسة؟ أو إقناع المستهلكين على اختلاف فئاتهم بشرائه ولفت أنظارهم إليه؟

اختلاف جوهري

خلال التجول في متاجر الأجهزة التكنولوجية، ترى وبكل وضوح أن أغلب الكمبيوترات اللوحية المعروضة في الأسواق، وبغض النظر عن الشركة المنتجة لها، إن كانت أميركية أم كورية أم تايوانية أو حتى صينية. تأتي بالشكل نفسه، وتقوم في الغالب بالوظائف ذاتها، والاختلاف الجوهري فيما بينها يكون بحجم الشاشة أو بعض الملحقات المضافة إلى الجهاز مثل لوحة المفاتيح. باستثناء ما جاء به كمبيوتر الكورية سامسونج اللوحي الأخير “جالاكسي نوت 10,1” الهجين، والذي جاء بفكرة جديدة وهي القلم الإلكتروني، القادر على أخذ الملاحظات أو الرسم على شاشة الجهاز.

ورغم ما جاء به الكمبيوتر اللوحي الكوري “نوت 10”، من ميزات الكتابة الإلكترونية، إلا أن كمبيوتر اليابانية كاسيو اللوحي الجديد “Paper Wirter”، جاء بفكرة جديدة لم يسبقه إليها أحد، مختلفة تماماً عن ما قدمته وجاءت به الكمبيوترات اللوحية الأخرى، حيث إنه تمكن من الجمع بين التكنولوجيا الحديثة وعالم الورق التقليدي، وذلك بما قدمه في الجهاز من آخر وأحدث التقنيات التكنولوجية المستخدمه في عالم الكمبيوترات اللوحية، والفكرة الجديدة والسباقة التي صاحبة هذا الجهاز، من الورق التقليدي المصاحب للكمبيوتر اللوحي.

حيث يأتي الكمبيوتر اللوحي الياباني بغطاء على شكل كتاب، يحتوي هذا الكتاب على الكمبيوتر اللوحي ذي الشاشة الكبيرة التي تصل إلى 10,1 إنش وتعمل باللمس المتعدد، والذي يعمل ضمن بيئة نظام التشغيل أندرويد 4,0، من جهة، ويحتوي من الجهة الأخرى على مكان خاص لوضع الأوراق التقليدية، وذلك لتسجيل الملاحظات عليها، أو وضع المخططات أو العقود وغير ذلك من مواد ورقية، والقادر بفضل كاميراته ذات 5 ميجابيكسل الأمامية، التي لم نرها بهذا الحجم وهذا المكان سوى في هذا الجهاز، بمجرد إغلاق هذه الجهة المخصصة للأوراق، من نسخ آخر صفحة في الأعلى بشكل مباشر على الكمبيوتر اللوحي وبشكل آلي وفوري، دون الحاجة إلى الضغط على أي زر، أو إعطاء أمر بالتصوير.

بمعنى آخر، أصبح بيدك ومن خلال جهاز “Paper Writer” وهذه الفكرة الجديدة، كمبيوتر لوحي تقليدي بالإضافة إلى مكان مخصص للملاحظات أو وضع الأوراق المهمة به، وستكون وبحركة واحدة بسيطة قادرا على تخزين صورة رقمية عن الأوراق والمواد الخاصة بك، على ذاكرة الكمبيوتر اللوحي، للرجوع إليها في أي وقت وعند الحاجة.

والجدير بالذكر أن الجهاز يقوم بمجرد أخذ صورة أو نسخة للورقة الموجودة على الجانب الآخر للشاشة، بعمل إشارة وعلامة مميزة، لتنبيهك بأن هنالك صورة جديدة قد تم تخزينها في ذاكرة الجهاز.

ميزات وخصائص

يمكن إجمال مميزات الجهاز وخصائصه الفنية بما يلي:

◆ حتى إن كان مستخدم الجهاز لا يرغب في تدوين الملاحظات على الورق التقليدي من خلال قلم الحبر أو الرصاص، فكمبيوتر كاسيو اللوحي الجديد، يحتوي على قلم إلكتروني “قريب من قلم جالاكسي نوت الكوري”، قادر على تدوين الملاحظات والكتابة والرسم بشكل مباشر على شاشة الكمبيوتر اللوحي.

◆ كما أن الجهاز الجديد يمتاز بتقنية NFC والخاصة بالاتصال قريب المدى، والقادرة على قراءة البطاقات الإلكترونية الممغنطة من نوع “RFID” أو “IC”، على اختلاف أنواعها وأماكن استخدامها، مثل بطاقات دخول الموظفين للشركات، أو بطاقات الدفع الإلكتروني المباشر أو حتى البطاقات الشخصية الذكية وغير ذلك.

◆ كمبيوتر كاسيو اللوحي الجديد موجه لفئة قطاع الأعمال بشكل مباشر، وهو غير مصمم للمستخدمين التقليديين، الذين ينتظرون من كمبيوترهم اللوحي الجديد، أداء عاليا ومتفوقا في التعامل مع تطبيقات وبرامج التسلية والترفيه، أو مع الألعاب التي تتطلب قدرات فنية عالية ومواصفات مخصصة، حتى تعمل بشكل سلسل وبأداء فائق وبدون مشاكل. وهذا ما لم يأت به جهاز “Paper Writer” الجديد، واكتفى بمعالج مركزي “لم يتم تحديده إلا الآن” ثنائي النواة، بسرعة تصل إلى 1,5 جيجاهيرتز، ورغم أن بعض الشائعات أكدت أنه سيأتي من نوع “Ti OMAP”. وجاء إلى ذلك بذاكرة عشوائية من نوع رام بحجم 1 جيجابايت، بالإضافة إلى ذاكرة تخزين داخلية بحجم يصل إلى 16 جيجابايت، بالإضافة إلى قدرته على قراءة الذاكرة الخارجية من نوع مايكرو إس دي، أو حتى التقليدية الكبيرة من نوع إس دي.

◆ كما جاء الكمبيوتر اللوحي، ببطارية ذات سعة كبيرة تصل إلى 7000 ميلي أمبير، قادرة على تشغيل الجهاز لغاية 12 ساعة متواصلة قبل الحاجة إلى إعادة شحنه. بالإضافة إلى أنه جاء بكاميرا خلفية بحجم 5 ميجابيكسل، بالإضافة إلى أخرى أمامية بالحجم نفسه، قادرة من خلال البرامج المزودة بالجهاز والمخصصة للمسح الضوئي، على التعرف على الأحرف والكلمات المكتوبة بخط اليد وتميزها، بالإضافة إلى قدرتها الفائقة في تميز الرموز والعلامات المختلفة. كما إن الكاميرا الأمامية قادرة على تصوير المستندات بوضوح عال، بمجرد مواجهة الصفحة المراد تصويرها أمام الكاميرا، أو تثني جهة الغطاء الخارجي الذي يحتوي الأوراق ليواجه الكاميرات، لتقوم هذه الأخير بمسح الورقة أو المادة الموجودة أمامها مباشرة.

◆ الكمبيوتر اللوحي الجديد سيدعم تقنيات الاتصال بالإنترنت فائقة السرعة من نوع “LTE” والجيل الرابع، بالإضافة إلى تقنيات بلوتوث 4,0، والواي فاي التقليدي. ويأتي الجهاز الجديد بمنفذ HDMI لتوصيله على شاشات التلفاز الكبيرة، بالإضافة إلى أن شاشاته وحسب الكثير من المصادر ستأتي بوضوح عال قد يصل إلى (1280X800) بكسل، تمكن المستخدمين من رؤية المواد عليها بوضوح، حتى في الأماكن الخارجية وتحت الإضاءة العالية. كما إن نسخة نظام التشغيل المزود بها الجهاز والتي تأتي من نوع “4,0 آيس كريم ساندويتش”، تم تعديلها من قبل الشركة اليابانية كاسيو بشكل جذري وواضح، لتتناسب ومهام ووظائف الكمبيوتر اللوحي الجديدة.

◆ تم تزويد الجهاز بغلاف مطاطي من الخارج، لتمكين المستخدمين من استعماله في كافة ومختلف الظروف المحيطة، بحيث يقوم هذا الغلاف بحماية الجهاز من الأتربة والأوساخ بالإضافة إلى وقايته من الماء، هذا بالإضافة إلى أن الجهاز قادر وبفضل هذا الغطاء، من الصمود في حالة الوقوع من أسفل يد المستخدم من دون أن ينكسر ومن ارتفاع متر واحد.