«مايكروسوفت» تستعد لاجتياح الأسواق بأربع نسخ من نظام تشغليها «ويندوز 8»
يحيى أبوسالم
قبل أيام قليلة فقط، وبعد طرح نسختين تجريبيتين، وبعد أكثر من 1,24 مليار ساعة استخدام وتجارب على المستوى العالمي، ها هي عملاق وكبرى الشركات العالمية مايكروسوفت، تعلن عن إطلاقها وبشكل رسمي لآخر وأحدث نسخ أنظمة تشغيلها الشهيرة والغنية عن التعريف، ويندوز 8، هذه النسخة التي جاءت وبعد طول انتظار لتدخل ليس سوق الكمبيوترات المحمولة والمكتبية، إنما لتنافس في سوق الهواتف والكمبيوترات اللوحية الذكية، الذي غابت عنه لسنوات طويلة، ولتشكل خيارا جديدا للمستهلكين والراغبين بشراء أجهزة ذكية تعمل باللمس، وتأتي في الوقت نفسه بواجهة “إبدأ” التقليدية في النسخ السابقة من ويندوز.
من الآن وصاعداً من المؤكد وأنت تتسوق في المراكز التجارية والمحلات المتخصصة بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، ستبدأ عيناك تلاحظ أجهزة جديدة بدأت بالانضمام إلى الأماكن المخصصة للكمبيوترات المحمولة “اللابتوب”، وبدأت أيضاً تزاحم أرفف الكمبيوترات اللوحية والهواتف الذكية التي تعمل بأنظمة التشغيل المتعارف عليها “أندرويد، آي أو أس وبلاكبيري أو أس”، ومن المؤكد أن وبمجرد مرورك بجانب هذه الأجهزة الجديدة ستجد أن بائعي المحلات والمسوقين لها، يتخطفوك لإعطائك نبذة غير موجزة عن آخر وأحدث الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل الجديد كلياً “ويندوز 8”.
هذا النظام الذي تأمل من خلاله الشركة الأميركية المصنعة، أن تعود لهذا السوق وتنافس به بقوة، وتحاول سحب ولو القدر القليل من البساط من تحت أقدام العديد من الشركات التي سيطرت عليه لسنوات.
وعلى العكس من جميع النسخ السابقة بما فيها النسخة 7 من نظام التشغيل ويندوز، جاءت النسخة الثامنة من هذا النظام ليس بشعار مختلف فقط، إنما بتقنيات وميزات ونسخ مختلفة ومتعددة، لتناسب الزبائن على مختلف أنواعهم، ولتتأقلم مع كافة رغبات المستخدمين لمختلف أنواع الأجهزة التكنولوجية، سواءً الكمبيوترات المكتبية أو المحمولة، أو المتحولة والهجينة، وخصوصاً تلك التي تعمل باللمس، على غرار أجهزة أبل وسامسونج وإيسر وتوشيبا ولينوفو وأسوس... وغيرها. فجاءت مايكروسوفت بأربع نسخ مختلفة وجديدة في ويندوز 8 الجديد، وهي:
◆ النسخة الأولى: ويندوز 8 آر تي: هذه النسخة من نظام ويندوز 8، هي النسخة التي صممتها مايكروسوفت لمنافسة الكمبيوترات اللوحية الأخرى، وخصوصاً تلك التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد من جوجل وآي أو أس من أبل. هذه النسخة من ويندوز آر تي مبنية على أساس واجهة “إبدأ وميترو”، وذلك على غرار أنظمة التشغيل الأخرى المنافسة، ولتسهيل عملية استخدامها والتعامل معها. حيث تأتي مثبته وبشكل مسبق على الأجهزة المراد شراؤها والتي تعمل بها، سواء الكمبيوترات اللوحية أو اللابتوب، ولا يمكن شراؤها بشكل منفصل، تماماً كأجهزة آي باد أو جالاكسي اللوحية، أو جهاز مايكروسوفت الذي سيطرح في الأسواق قريباً “سيرفيس”.
وتعتبر المعالجات المركزية المختلفة مثل إنفيديا تيجرا وكوالاكوم سنابدراجون المعالجات التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز آر تي، وهو الأمر الذي لم تكن مايكروسوفت تسمح به في السابق، حيث كانت تحصر المعالجات المركزية التي تعمل على نظام تشغيلها، بمعالجات إنتل وإيه أم دي فقط. أما اليوم ومع نسخة ويندوز آر تي، ستتمكن مايكروسوفت وبذكاء من خلال هذه النسخة من نظام التشغيل من دخول سوق الكمبيوترات والهواتف الذكية، متوسطة وعالية وحتى قليلة الأداء بقوة، وبأسعار تنافسية لم نعهدها على الكمبيوترات التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز.
ورغم أن الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز 8 آر تي، لها نفس واجهة المستخدم “سطح المكتب” التي نراها في نسخ ويندوز 8 الأخرى، فيجب الانتباه عند شرائك للجهاز الذي يعمل بهذه النسخة، أنك ستكون غير قادر على استخدام البرامج والتطبيقات التي كنت تستخدمها في ويندوز 7 أو إكس بي مثلاً، ولن تكون قادرا في نسخة ويندوز آر تي، سوى استخدام البرامج والتطبيقات المحملة والمثبتة بشكل مسبق على الجهاز الذي اشتريته، أو مثل هذه البرامج والتطبيقات التي تقوم بتحميلها أو شرائها من الأماكن المخصصة في الجهاز نفسه، مثل متجر ويندوز.
وتجدر الإشارة إلى أن الشركات المنتجة للبرامج والتطبيقات المختلفة، بدأت بإنتاج نسخ جديدة من برامجها وتطبيقاتها الشهيرة المختلفة، للتوافق مع نسخة ويندوز 8 آر تي، ولعل أخرها كان شركة الاتصال عبر الإنترنت “سكايب”، التي قامت بإنتاج نسخة من برنامجها للتوافق مع نسخة نظام التشغيل هذه والأجهزة التي تعمل عليها. وإذا لم تقم الشركة المنتجة للبرنامج أو التطبيق، بعمل التعديلات الضرورية واللازمة، وإنتاج نسخة متوافقة منها تعمل مع نسخة ويندوز آر تي، فلن تتمكن من تشغيل هذا التطبيق على مثل هذه الأجهزة.
ومن المؤكد أنك ستلاحظ أن كثيرا من التطبيقات الشهيرة التي اعتدت عليها في أجهزة تعمل بأنظمة تشغيل أخرى، لا تعمل من نظام التشغيل الجديد ويندوز 8 آر تي، والأجهزة التي تعمل به.
ولعل أهم ما يمز نسخة آر تي الجديدة من ويندوز، هو أنها تأتي بدرجة عالية من الحماية، وتشفير الملفات والمواد الخاصة والموجودة عليها، ولا تحتاج في الغالب على برامج الحماية من الفيروسات أو ملفات التجسس، مثل حاجة النسخ التقليدية الأخرى الماسة إليها. كما أن تزويدها بنسخة معدلة من برامج مايكروسوفت أوفيس، يعطيها قوة، لأنك لن تكون مضطرا إلى شراء نسخة من هذا البرنامج مع هذه النسخة من نظام التشغيل.
◆ النسخة الثانية: ويندوز 8: على غرار النسخ السابقة التي كانت تطرحها مايكروسوفت والموجهة للاستخدامات المنزلية “Home Edition”، تأتي نسخة ويندوز 8، كنسخة موجهة للزبائن الراغبين في الاستخدام الشخصي والمنزلي لكمبيوتراتهم وأجهزتهم اللوحية الشخصية. كما أن هذه النسخة لا تدعم الكثير من الوظائف والميزات والخصائص التي تدعمها النسخ المخصصة للأعمال، إلا أنها تأتي بالعديد من الوظائف والميزات التي تندرج تحت قائمة الأعمال، مثل القدرة على التحكم بجهازك عن بعد، وتزويد الجهاز بـ VPN لعمل الاتصالات الآمنة، والوصول إلى متجر ويندوز... وغير ذلك الكثير من الميزات.
وتعتبر نسخة ويندوز 8 أقوى من النسخة السابقة آر تي، كما أنها توفر العديد من الميزات والخصائص التي لا توفرها نسخة آر تي، و بالإضافة إلى تزويدها بنفس واجهة هذه الأخيرة، إلا أنها تأتي المستخدمين أيضاً في اختيار واجهة سطح المكتب التقليدية، التي جاءت بالنسخ القديمة من ويندوز. ورغم أنها لا تحتوي وبشكل مسبق نسخة من برنامج مايكروسوفت أوفيس، مثبت بشكل مسبق كما في نسخة آر تي، إلا أنها تمنح المستخدمين القدرة التامة على تحميل هذا البرنامج بشكل كامل بعد شراءه، والحصول على كافة ميزاته وإمكانياته التي قد لا تتوفر في النسخة آر تي من ويندوز.
هذا بالإضافة إلى أن نسخة ويندوز 8، قادرة على تحميل وتثبت البرامج التقليدية التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز مهما كانت نسخته، بمعنى أن أغلب البرامج الذي اعتدت عليها في نسخ الويندوز القديمة، ستعمل بدون مشاكل مع نسخة ويندوز 8 الحديثة.
وتجدر الإشارة إلى أن نسخة ويندوز 8، هي نسخة جديدة تماماً من ويندوز 7، بمعنى أنك إذا قمت بالانتقال إلى هذه النسخة، وتطوير جهازك إليها، فيجب عليك التأكد من جهازية واستعداد الجهاز المراد وضع هذه النسخة عليه، حتى لا تتفاجأ بأن كمبيوترك وبعض البرامج المهمة لك، لا تعمل مع هذه النسخة من نظام التشغيل. ويمكنك من خلال تحميل برنامج “Windows 8 Upgread Assistant”، والذي سيعطيك فكرة كاملة إن كان جهاز والبرامج الموجودة عليه، على استعداد للانتقال إلى ويندوز 8 أم لا.
◆ النسخة الثالثة: ويندوز 8 برو: وهي النسخة المخصصة للأعمال، والشركات الصغيرة، وهي النسخ التي تأتي مزودة بكل ما تأتي به نسخة ويندوز 8 من ميزات وخصائص، بالإضافة إلى ميزات وخصائص متقدمة، قد لا يحتاجها ولا يتعامل بها، سوى المختصين والفنين، أو المستخدمين الراغبين في الحصول على أقصى درجات التشفير أو التحكم بأجهزتهم عن بعد. أو غير ذلك من ميزات وخصائص من النادر استخدامها والتعامل بها على مستوى المنزل للمستخدمين التقليديين.
◆ النسخة الرابعة: ويندوز 8 إنتربرايس: وهي النسخة المخصصة أيضاً للأعمال، والشركات الكبيرة، وهي التي تباع برخص متعددة ولأكثر من كمبيوتر. وهي عبارة عن نسخة شبيه بنسخة ويندوز برو، إلا أنها تحتوي على ميزات وخصائص جديدة فيما يتعلق بالشبكات الكبيرة، وتوفر للفنين ميزات أفضل في التحكم في الشبكات الداخلية والخارجية.
انتهاء عصر الـ «دي في دي»
تجدر الإشارة إلى أن أي من نسخ ويندوز 8 الجديدة، لا تدعم تشغيل أسطوانات الدي في دي، وذلك ما شهدناه مؤخراً في عالم الكمبيوترات اللوحية، غير القادرة على تشغيل مثل هذه الأسطوانات، وحتى أغلب الكمبيوترات المحمولة من نوع ألترابوك، والتي لا يوجد بها أساساً مشغل لأسطوانات الدي في دي. وإذا أراد مستخدم نظام التشغيل ويندوز 8، أن يشغل مثل هذه الأسطوانات، فيجب عليه البحث عن برامج قادرة على تشغيل هذا الإسطوانات وشرائها، بشرط أن يتوفر في الجهاز الذي ترغب في تشغيل الأسطوانة عليه، قارئ لهذه الأسطوانات. ولعل هذا الأمر يمثل إشارة واضحة إلى قرب انتهاء الأسطوانات بغض النظر عن المادة التي تحتويها، والتحول إلى عصر “السحاب” والعرض المباشر، دون الحاجة أساساً لتحميل المادة المراد مشاهدتها، مع إمكانية اختيار جودة ونوعية الصورة والصوت، وكل حسب سعره.
ساحة النقاش