مناسك الحج عنوان للتوحيد الخالص لله 

أوضح علماء الدين أن الحج مؤتمر عالمي للتضامن الإسلامي له منافع كثيرة تتعلق بالدنيا والأخرة، وهو وسيلة لإحياء روح التكافل الاجتماعي بين الشعوب وأن من أهم فضائله، أن الحاج يعود من رحلة تجارته الرابحة مع الله إلى وطنه مولودا حديثا ليس عليه أي ذنب أو خطيئة. وعليه أن يحافظ على هذه النعمة التي طهرته من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

أحمد شعبان - طالب العلماء بأهمية إصدار بيانا علميا عالميا من ممثلي كافة الشعوب الإسلامية وعلمائها يصدر في خطبة وقفة عرفات يبين للعالم حقيقة الإسلام وتعايشه مع الغير، حيث قال الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن للحج في الإسلام مقاصد عظيمة سامية تدل على إحكام أحكامه وأهداف مشروعيته ومنها المقاصد العامة، فالحج ملتقى سنوي للأمة خواص الناس وعوامهم في مكان وزمان واحد في رحاب شعيرة عظمى وبقاع مكرمة بصورة عملية في نفع المسلمين وخدمة الإسلام في مجالات عديدة، ومن هنا تتلقاه الأمة الإسلامية بالقبول لصدوره من ممثلين لكافة الأقطار الإسلامية بدلا من فرض رأي من أشخاص معينين، وفي هذا إعمال عملي للشورى ولذاتية الإجماع مع إسهام علماء من دول قد تكون متباعدة، إلا أن السماع إليهم مشعر بتقديرهم وهذا تأصيل للإخوة الإيمانية الإسلامية في أسمى مظاهرها.

منافع

 

وأضاف: من مقاصد الحج العظيمة والتي تأتي بالنفع الكبير على المسلمين تحقيق التكامل الاقتصادي والأصل في هذه قول الله تعالى«ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم»، وهذا عام يشمل المنافع الاقتصادية، فياليت المسلمين يتفقون على إنفاذ السوق الإسلامية المشتركة ليكون الاستيراد والتصدير منهم وإليهم وليكن موسم الحج مناسبة للدراسة النظرية والتطبيق العملي.

 

وأشار الدكتور كريمة إلى أن الحج تذكير بالوحدة، فالكل متجه إلى إله واحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير مصدق برسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في نسق واحد في مناسك الحج صفة وتنفيذا وأداء ويعد وحدة في الزمان والمكان والشعائر لا فرق بين لون أو لغة أو لهجة أو وطن أو بيئة أفلا يكون هذا مدعاة للوحدة الشاملة؟ كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا».

مفهوم شامل

وأكد أن الحج مظهر سلام لأن رحلة الحج بما فيها من مناسك تعد براهين عملية على السلام بمفهومه الشامل في الإسلام وهو تدريب عملي عليه فعدم الخصام والجدال والشحناء وعدم الاعتداء على الصيد البري والثروة الزراعية في الحرم وعدم الاعتداء على الناس كما قال تعالى: «ومن دخله كان آمنا» وقال عمر رضي الله عنه : «لو وجدت فيه قاتل أبي ما مسته يدي» أما المقاصد الخاصة للحج والتي تعود على الفرد بالمنافع فهي كثيرة منها أن الحج طاقة روحية ووجدانية معا ويؤصل معاني المساواة ويغرس أسس التكافل الاجتماعي وهو طاقة أمل للمقصرين. وطالب الدكتور احمد كريمة بإصدار بيانا علميا عالميا من ممثلي كافة الشعوب الإسلامية وعلمائها يصدر في خطبة وقفة عرفات للعالم بحقيقة الحقائق وخاصة فيما يتعلق بالإسلام وتعايشه مع الغير.

فضائل الحج

وحول فضل الحج قال الدكتور شعبان محمد إسماعيل أستاذ علم القراءات بجامعة أم القرى إن الحجاج والمعتمرين وفد الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم» ومن فضائل الحج تحصيل المنافع الدنيوية والأخروية والمنافع الدنيوية كثيرة منها إباحة البيع والشراء بشرط أن لا يشغل الحاج عن الهدف الأساس المقصود من هذه الفريضة ولم يوقعه في اللغو أو الرفث أو الفسوق قال الله تعالى: «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم» سورة البقرة الآية 198 نزلت هذه الآية عندما سأل بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يعمل في خدمة الحجاج هل تحسب له حجة؟ فسكت رسول الله حتى نزلت الآية ثم قال: «إن لك حجة».

ومنها التوسعة على الفقراء والمساكين من لحوم الهدي والأضاحي وقد وفق الله المسلمين إلى الاستفادة من هذه اللحوم فتقرر إرسال الفائض عن فقراء مكة إلى البلاد المختلفة وهذا المعنى جاء واضحا في قول الحق تبارك وتعالى: «فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير» سورة الحج الآية 28، ومنها أن الحج مؤتمر عالمي الداعي له رب العزة والجلال وفيه تبحث مصالح المسلمين وتوضع الحلول لقضاياهم ومشاكلهم وما أكثرها وإحياء روح التضامن والتكافل الاجتماعي.

الحج المبرور

وأشار إلى أن المنافع الأخروية والدنيوية للحج لا حصر لها والذي يعلمها رب العالمين قال تعالى لسيدنا إبراهيم عليه السلام بعد أن بني البيت: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم» سورة الحج الآيتان 27-28، ومن أهم فضائل الحج أن الحاج يرجع إلى وطنه مولودا حديثا ليس عليه أي ذنب أو خطيئة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» والرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من امرأته ومنه الجماع فإنه مبطل للحج وعليه الهدي والحج مرة ثانية والمراد بالفسوق المعاصي كلها ومن أشدها وأعظمها جرما سب المسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكرر في أحاديثه الشريفة عبارة: «الحج المبرور» ولذلك كان شعار الحج:»لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك».

التوحيد الخالص

وأشار الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الأزهر إلى أن من دروس الحج العظيمة أن المسلم بعبادته هذه يرجو رضا الله سبحانه وتعالى ويخضع له بالعبودية ويدين له بالتوحيد الخالص فما معنى أن يلبس الحاج ملابس الإحرام وهو يطوف بالبيت الحرام ويسعى بين الصفا والمروة ويقف بعرفة ويرمي الجمرات ويعمل مناسك الحج ويقدم الهدي ويذبح النسك إلا أنه يبتغي بذلك وجه الله تعالى طالبا رضاه ولذلك وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمام الحجر الأسود قائلا: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك، وهذا هو الاتباع في الدين والالتزام بأحكامه وأوامره واجتناب نواهيه والغاية العظمى وهى رضا الله عز وجل واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

المثل الأعلى

أوضح الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الأزهر أن سيدنا إبراهيم عليه السلام ضرب المثل الأعلى في تقديم رضا الله على كل رضا فقد أخبرنا الله تعالى مبينا صدقه عندما امتحنه وابتلاه في أعز ما يملك في هذه الحياة وأمره بذبح ابنه فقال تعالى: «فلما بلغ معه السعي قال يا بني أني أرى في المنام أني أذبحك».

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 235 مشاهدة
نشرت فى 30 أكتوبر 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,747