اعلن الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاربعاء ان النظام السوري ومسؤولين عن المعارضة المسلحة وافقوا على هدنة خلال عيد الاضحى الذي يبدأ الجمعة في سوريا، في وقت استمرت اعمال العنف في البلاد وابرزها انفجار سيارة مفخخة مساء في دمشق قتل فيه ستة اشخاص.

وايد مجلس الامن الدولي الاربعاء دعوة الابراهيمي الى وقف اطلاق النار في سوريا. ودعا المجلس في بيان وافق عليه اعضاؤه ال15 الدول المجاورة لسوريا الى "استخدام نفوذها" على الاطراف المتصارعة لانهاء الحرب المستمرة منذ 19 شهرا. ودعا المجلس جميع الاطراف وخاصة الحكومة السورية "بوصفها الطرف الاقوى" الى الموافقة على مبادرة الابراهيمي.

واعلنت وزارة الخارجية السورية ان الموقف النهائي في شأن الهدنة سيصدر غدا الخميس، فيما ابدى الجيش السوري الحر استعداده لوقف اطلاق النار خلال عيد الاضحى في حال التزام النظام بذلك اولا، بحسب ما افاد احد قادته العسكريين.

في الوقت نفسه، اعلنت جبهة النصرة التي لا تشكل جزءا من التركيبة العسكرية للجيش الحر والتي يشتبه بارتباطها بتنظيم القاعدة، رفضها للهدنة.

وبلغ عدد القتلى في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا اليوم 96 شخصا.

وقال الابراهيمي بعد لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة "وافقت الحكومة السورية على مقترح الهدنة خلال ايام عيد الاضحى"، مضيفا ان "معظم مسؤولي المعارضة المسلحة قبل بمبدأ وقف اطلاق النار".

واضاف "اذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة بفرض الهدنة ووقف اطلاق النار، نأمل ان نتمكن من البناء عليها من اجل الحديث عن وقف اطلاق نار يكون أمتن وأطول وجزءا من عملية سياسية متكاملة".

وأطلع الابراهيمي مجلس الامن في جلسة بدات بعد ظهر الاربعاء على حصيلة الجولة التي قام بها في المنطقة وشملت دمشق.

واكد للمجلس الملتئم في نيويورك، بينما كان يتحدث هو عبر دائرة الفيديو المغلقة ان الهدنة التي يقترحها هي "خطوة صغيرة" يمكن ان تؤدي الى فتح حوار سياسي والى وصول المساعدة الانسانية بشكل افضل، لكنه حذر من خطر اتساع رقعة النزاع.

وقال دبلوماسي كان حاضرا خلال العرض ان انعدام الثقة بين طرفي النزاع في سوريا وصل الى مستوى دفع الابراهيمي الى القول انه "غير واثق من ان الهدنة ستصمد".

واضاف الدبلوماسي ان الابراهيمي طلب "دعما قويا وموحدا" من مجلس الامن لجهود الوساطة التي يقوم بها، محذرا من ان فشلا جديدا في المجلس سيؤدي الى "اتساع رقعة النزاع" الى دول الجوار.

وبعد وقت قصير على اعلان الابراهيمي عن موافقة الاطراف على الهدنة، اعلنت وزارة الخارجية السورية ان "طرح وقف العمليات العسكرية خلال عطلة عيد الاضحى المبارك ما زال قيد الدراسة من القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة"، و"سيصدر الموقف النهائي يوم الغد بخصوص هذا الموضوع".

وقال رئيس المجلس العسكري الاعلى للجيش الحر العميد مصطفى الشيخ في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "الجيش السوري الحر سيوقف اطلاق النار اذا التزم النظام بذلك"، مشككا في ان تنفذ القوات النظامية وقف اطلاق النار حتى لو اعلنت عنه.

واعلنت جبهة النصرة الاسلامية التي اعلنت مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات الانتحارية الدموية في سوريا من جهتها ان "لا هدنة بيننا وبين هذا النظام الفاجر السفاك من دماء المسلمين، المنتهك لاعراضهم، وليس بيننا وبينه والله سوى السيف".

واضاف بيان صادر عنها نشر على مواقع الكترونية اسلامية "لسنا باذن الله ممن يدع مجالا لماكر ان يخدعه".

واعلن في 12 نيسان/ابريل عن وقف لاطلاق النار بمبادرة من الموفد الدولي السابق الى سوريا كوفي انان وافق عليه الطرفان المتقاتلان، لكنه بقي حبرا على ورق.

في هذا الوقت، استمرت اليوم اعمال العنف في سوريا حاصدة مزيدا من القتلى.

فقد قتل ستة اشخاص وجرح عشرون آخرون الاربعاء في تفجير سيارة مفخخة بين حي التضامن ودف الشوك في جنوب العاصمة السورية، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي السوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الانفجار استهدف حافلة للركاب، مشيرا الى ان عدد القتى ثمانية على الاقل، وان اشتباكات سبقت الانفجار وتلته.

من جهة ثانية، عثر اليوم على اكثر من عشرين جثة في ريف دمشق بحسب المرصد والاعلام الرسمي السوري الذي وصف الحادث ب"المجزرة"، متهما "مجموعات ارهابية" بتنفيذها، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية بها.

واوضح المرصد انه تم العثور على الجثث في مبنى في حي تكسي حيدر في مدينة دوما، بينها اربع لاطفال وثمان لنساء. ونقل عن ناشطين في البلدة ان الضحايا قتلوا على ايدي القوات النظامية فجرا.

في المقابل، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان عدد القتلى 25. ونقلت عن مصدر في المحافظة ان "المنطقة التي وقعت فيها المجزرة ينتشر فيها ارهابيو ما يسمى لواء الاسلام الذي يتزعمه الارهابي زهران علوش".

واتهمت وزارة الخارجية السورية في رسالتين الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الامن الدولي "المجموعات الارهابية المسلحة وداعميها" بالوقوف خلف المجزرة "في توقيت أصبح متكررا ومعروفا يسبق الجلسات التي يعقدها مجلس الامن لمناقشة الاوضاع في سورية".

في محافظة ادلب (شمال غرب)، استمرت اليوم الاشتباكات بين القوات النظامية "ومقاتلين من جبهة النصرة"، بحسب المرصد، في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاول المقاتلون المعارضون السيطرة عليه منذ فترة بعد استيلائهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة.

كما وقعت معارك في حلب (شمال) في محيط مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس في مدينة حلب ان المقاتلين المعارضين شنوا هجوما "هو الاول في وضح النهار" على ثكنة طارق بن زياد في شمال غرب المدينة التي تشهد معارك شبه يومية منذ فترة.

في محافظة الحسكة (شمال شرق)، فجر مسلحون مجهولون خط نقل الغاز بين الحسكة ومدينة بانياس في قرية بئر جويس في المحافظة، بحسب المرصد.

وابلغ المرصد السوري لحقوق الانسان فرانس برس الاربعاء ان عدد القتلى في النزاع السوري ارتفع الى اكثر من 35 الف شخص منذ اكثر من 19 شهرا.

في باريس، دعت وزارة الخارجية الفرنسية الجيش السوري الى العودة الى الثكنات، وقال المتحدث باسم الخارجية "اذا حصل وقف لاطلاق النار فسيتعين الحصول في سياقه على وقف دائم للاعمال الحربية مع عودة الجيش السوري الى ثكناته".

واضاف "اننا نذكر بان على النظام السوري الذي يمارس قمعا على شعبه، ان يخطو الخطوة الاولى".

في موسكو، اعلن رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي ماكاروف ان مقاتلي المعارضة السورية يستخدمون قاذفات صواريخ اميركية الصنع من طراز ستينغر في قتالهم ضد قوات النظام.

في لبنان المجاور لسوريا، بدأ الرئيس ميشال سليمان مشاورات مع ابرز القادة السياسيين للبحث في احتمال تشكيل حكومة جديدة بعد الازمة التي تلت اغتيال مسؤول امني كبير اتهمت المعارضة دمشق بتنفيذه. كما حملت الحكومة اللبنانية مسؤولية "تغطية" و"تسهيل" المخطط السوري.

ونفى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي ان تكون لسوريا علاقة باغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللبنانية اللواء وسام الحسن، متهما اسرائيل و"قوى تكفيرية" بذلك.

المصدر: الفرنسية

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,207,622