تفجرت الأربعاء في الرياض خبايا قصة تلميذة كانت تتعرض للعنف الجسدي فترة طويلة، عندما اعترفت أمام الشرطة وإدارة المدرسة بان والدها كان يجبرها على اتهام والدتها بعمل السحر ضده.

أخذت خيوط الجريمة تتكشف خلال أقل من ساعتين، بدءا من وصول زوجة والد التلميذة ل. ع (تحتفظ “أنحاء” بحقها بعدم نشر اسم الطالبة لأسباب إنسانية) -10 سنوات- حتى اعتراف البنت بتعرضها للتعذيب المستمر من والدها وزوجة والدها.

تقول مديرة المدرسة الابتدائية –شرق الرياض حي النسيم- حصة المدوح لـ “أنحاء“: حضرت زوجة والد الطالبة (ل.ع) إلى المدرسة، وسألت وأخذت تتحدث عن الطالبة التي تدرس في الصف الخامس (تقصدت ل. ع)، واتهمتها بأنها تسرق ملابسها لعمل سحر لها ولزوجها (والد ل. ع), الأمر الذي على إثره استدعيت الطالبة التي بدأت خائفة ومرتبكة وأيدت كلام زوجة والدها في بادئ الأمر”..

وتضيف المديرة حصة المدوح :”حينما أدخلت الطالبة لغرفة أخرى وبدأت أنا وإحدى المعلمات نستفسر منها عن الحدث قبل خروجها, انفجرت الفتاة في بكاء حاد وهستيري وقد لاحظنا وجود آثار ضرب على جسدها… حاولنا تهدئتها ثم سألناها عن آثار الكدمات فقالت إنها تعاني من حساسية في الجلد”.

وتزيد المديرة : كان واضحا أن الذي في جسد التلميذة كدمات وآثار ضرب وليس ناتجا عن حساسية كما تدعي التلميذة ل. ع لهذا لم أسمح للطالبة بمغادرة المكان واستدعيت الشرطة حفاظا على سلامة التلميذة، مركز الإشراف التربوي ليس لديه صلاحيات أمام مثل هذه القضايا لذلك تواصلت مع الشرطة، مشيرة إلى أنها اتصلت بأم التلميذة التي هرعت إلى المدرسة في غضون دقائق.

هنا أكدت شاهدة عيان لـ “أنحاء” أن أشقاء والد التلميذة ل. ع وجدها تجمعوا أمام باب المدرسة مطالبين بإخراج التلميذة التي كانت في حالة هستيرية من البكاء وتتوسل المعلمات بألا تخرج قائلة :” سيقتلني والدي”, وبحسب تأكيد الشاهدة فإن الأب طالب بإخراجها من المدرسة قائلا:” حتى لو أقتلها طلعوها”.

من جهتها أكدت أم التلميذة ل. ع لـ “أنحاء” أنها ذهبت للشرطة لتوثق الكدمات الزرقاء التي تنتشر على جسد ابنتها, ولحمايتها أثناء الخروج، مشيرة إلى أن ابنتها خرجت من المدرسة مع خالها الذي أقلها بسيارته محاطة بسيارات الشرطة حتى وصلت إلى مستشفى قريب.

وبحسب مصادر “أنحاء” فإن التلميذة نقلت للمستشفى من أجل توثيق الإصابات، وأقر فريق طبي في المستشفى حاجة التلميذة للتنويم جراء الضرب الذي تعرضت له على يد والدها.

أم التلميذة ل. ع سردت في ما بعد القصة ـ بحسب روايتها ـ “الطفلة (ل. ع) كانت في حضانتي بعد أن حصلت على حكم من المحكمة بعدم أهلية الأب”، مستدركة إلى القول :”إلا أنني تفاجأت قبل خمس شهور بوالدها وهو يبرز حكم من المحكمة بحق حضانتها ولا أعلم كيف حصل على الحكم لأنه لم يتم إخطارنا بأي جلسات أو قضايا في المحكمة”.

وبحسب رواية أم ل. ع فإن التعذيب الذي تعرضت له ابنتها لأن والدها أراد تسجيل مقاطع فيديو لابنته وهي تتهم أمها بسرقة ملابسه لسحره، وعندما رفضت ل. ع الطلب تعرضت للضرب المبرح بسبب عدم ترديدها الكلام الذي يلقنه والدها لها.

تؤكد أم ل. غ أن تواصلت مع مسؤولي مركز الحماية الأسرية إلا أنهم رفضوا استقبالها قائلين بأن الموضوع خارج صلاحياتهم وطلبوا تحويلها لحقوق الإنسان، مضيفة أنها تواصلت مع جمعية حقوق الإنسان الذين أكدوا بأن الحالة خارج تخصصهم.

الأم تتساءل أمام “أنحاء“: أين أتجه بابنتي لحمايتها لأن الشرطة طالبت منها إعادتها لوالدها لأنه يملك حق حضانتها، وتضيف بأنها تخشى على حياة ابنتها التي أكدت بأنها في حالة نفسية سيئة وتأخذ إبرا مهدئة من الخوف الذي تعيش فيه

المصدر: نور فلسطين
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,274,319