أوصى الشيخ يوسف القرضاوي من على منبره في الدوحة خلال خطبة الجمعة، الحجاجَ بالدعاء على الإيرانيين خلال موسم الحج. كان الشيخ القرضاوي يندد بمواقف الروس والصينيين والإيرانيين المساندة للنظام السوري، على الرغم من كل المجازر التي تجري هناك.
إدانة الشيخ القرضاوي يتشارك فيها معه كثيرون. لكن تسييس الحج مسألة لا بد من الوقوف أمامها بحزم. إذا كان الإيرانيون يلوحون كل عام بمظاهرات الولاء والبراء، والشيخ القرضاوي يلوح بدعاء على إيران "عدوة العرب"، فإن هذا الأمر سيخرج بالحج عن سياقه وعن غاياته النبيلة من النأي عن الرفث والفسوق والجدال في الحج.
إن ملايين ضيوف بيت الله الحرام، هو في ذمة كل إنسان يهدف إلى التهييج والتحريش. نحن هنا لا نتحدث عن موقفنا المتعاطف مع أشقائنا في سورية، ولا يمكن لإنسان أن يزايد على الموقف الرسمي السعودي تجاه هذه القضية، لكن من الضروري أن يتحلى قادة الرأي بالحصافة، وألا يلقوا بكلمات تؤدي إلى إثارة الناس في مناسبة دينية تتطلب السكينة والهدوء والتقوى.
لا شك أن الشيخ القرضاوي ومناصريه يدركون أن تجمعا في ميدان التحرير لفريقين مختلفين أدى إلى إصابة أناس أبرياء. فما بالك عندما ينتقل مثل هذا السعار والفوضى إلى أقدس بقاع الأرض وأطهرها، وفي وقت يتجمع فيه ضيوف الله من كل مختلف أرجاء العالم.
أحيانا حتى من تتمنى أن يتمتعوا بالعقل، يصدر منهم تحريض وتهييج يتصادم مع العقل والمنطق.
إن خلافاتنا مع إيران بتوجهاتها التي تستغل المكون الديني في زرع الفرقة بين العرب والمسلمين ليست وليدة اليوم، ولن تنتهي بالطريقة التي يقترحها القرضاوي وتابعوه من أصحاب النوايا الطيبة والآراء المختطفة.
ساحة النقاش